أخبار

نصرالله فتح الباب أمام التصعيد

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بيروت: أبلغت مصادر ديبلوماسية غربية تتابع الوضع اللبناني عن كثب "أيلاف" أن الأمين العام ل"حزب الله" فتح في خطابه الأخير الباب أمام تصعيد عسكري أسرائيلي واسع وذلك بتظاهره القبول بالنقاط السبع التي أقرتها الحكومة اللبنانية. وأكّدت هذه المصادر أن نصرالله رفض في الواقع النقاط السبع التي دعا في خطابه ألى التمسّك بها وألتفّ عليها وذلك عندما أمتنع عن القول صراحة ما أذا كان "حزب الله" يوافق على سحب مسلّحيه من مناطق أنتشار الجيش الوطني في جنوب لبنان. ومعروف أن خطة النقاط السبع تركّز في الجوهر على ألاّ يكون على الأراضي اللبنانية أي وجود مسلّح خارج أطار السلطة الشرعية اللبنانية تنفيذاً لأتفاق الطائف. وتساءلت كيف يمكن لنصرالله الدعوة ألى التمسّك بالنقاط السبع وأفراغها من جوهرها في الوقت ذاته؟


وكشفت أنّ كلّ ما حاول الأمين العام ل"حزب الله" عمله هو أحراج الحكومة اللبنانية التي تعرف جيّداً أن المجتمع الدولي لا يمكن القبول بوجود مسلّح ل"حزب الله" جنوب نهر الليطاني. وكان أصرار الحزب على التمسك بسلاحه والبقاء في جنوب لبنان عسكرياً وراء الزيارة التي قام بها أمس لبيروت مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ولش. وأجتمع ولش في العاصمة اللبنانية بوزير الدفاع ألياس المرّ الذي أكّد له أنّ لا يستطيع أرسال الجيش ألى الجنوب ما دام هناك مسلّح واحد من "حزب الله" جنوب الليطاني. وعلى الأثر ألتقى المسؤول الأميركي الرئيسين فؤاد السنيورة ونبيه برّي وأبلغهما أن لا قرار بوقف النار في مجلس الأمن في غياب القدرة اللبنانية على أرسال الجيش ألى الجنوب وسحب عناصر "حزب الله" منه.


وأعترفت أوساط لبنانية بفشل مهمّة ولش مشيرة ألى أن اسرائيل سارعت ألى الأعلان عن رغبتها في توسيع حربها في لبنان، فيما أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً أكتفت فيه بدعوة أسرائيل ألى عدم أستهداف المدنيين اللبنانيين في العمليات العسكرية التي ستقوم بها في ضوء توسيعها للحرب على لبنان.

وأكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله موافقته على نشر الجيش اللبناني في الجنوب لاعتباره انه سيساعد على تعديل مسودة القرار الاميركي-الفرنسي، في رسالة متلفزة بثتها محطة تلفزيون المنار التابعة لحزب الله مساء اليوم في وقت اعلن البيت الابيض ان الولايات المتحدة "تبذل جهودا كبيرة" لتجاوز الخلافات مع شركائها بهدف التوصل الى قرار دولي حول لبنان، ولا تريد ان يتم "تصعيد" العنف في الشرق الاوسط.

وقال نصر الله في رسالته السابعة منذ الهجوم الاسرايلي على لبنان في 12 تموز "اعتبرنا ان نشر الجيش في جنوب لبنان سيساعد الحكومة على تعديل القرار". واضاف "انتشار الجيش اللبناني يحفظ السيادة والاستقلال وهو البديل لانتشار قوات دولية".

وتابع "ان الذي سينتشر هو الجيش الوطني وليست قوات غازية ولا مرتزقة ولا يعمل بامرة الاعداء، انما هو الجيش الوطني الذي يعمل بامرة الحكومة اللبنانية المنتخبة". واضاف "بهذا المعنى كمخرج، نحن نقبل به بالرغم من محاذيره ولا نقف عائقا امام خيار من هذا النوع".

وقال نصرالله "اعتبرنا ان نشر الجيش في جنوب لبنان سيساعد الحكومة على تعديل مسودة القرار". وشرح نصرالله "الحيثيات" التي دفعته الى الموافقة على قرار الحكومة اللبنانية ارسال 15 الف جندي الى الجنوب مع الانسحاب الاسرائيلي، بالقول "في اجتماعها الاخير، قررت الحكومة اللبنانية ان المهمة الاساسية للجيش اللبناني الدفاع عن الوطن وحراسة الوطن من خلال تواجده على الحدود وحفظ الامن الداخلي"، ما يلغي مخاوف حزب الله السابقة لجهة تحوله الى حارس لاسرائيل.
وتابع "وافقنا في الحكومة على انتشار الجيش في المنطقة الحدودية ولكن لا نخفي خوفنا عليه"، مشيرا الى ان هذا الخوف يتعلق بقدرات الجيش الحالية وامكان بقائه عرضة للخروقات الاسرائيلية. واوضح نصرالله انه تعامل ب"مسؤولية" و"ايجابية" منذ قدم رئيس الحكومة خطته المؤلفة من النقاط السبع.

وقال "تعاطينا مع هذا الطرح بايجابية. كانت لدينا تحفظات ولكن تفصيلها بحاجة الى نقاش ولكن جميعنا كنا حريصين على ان نقدم خطة اجماعية نواجه بها العالم... تجاوزنا تحفظاتنا وقدمت الحكومة خطة لتقديم طرح للمعالجة السياسية يمكن عرضها امام المجتمع الدولي والعربي" للمساعدة على اصدار قرار في مجلس الامن يدعم الموقف اللبناني المطالب بتعديلات.

الا انه ذكر ان الاميركيين والفرنسيين قابلوا ذلك "بمشروع قرار اقل ما يمكن ان يقال فيه انه جائر (...) اراد ان يعطي الاسرائيليين بالسياسة ما عجزوا عن اخذه بالحرب".

الى ذلك تعهد نصر الله بان يحول جنوب لبنان الى مقبرة للغزاة الاسرائيليين وقال ان الهجمات الاسرائيلية لم تضعف قدرات حزب الله الصاروخية. وفي كلمته قال نصر الله "اقول للصهاينة يمكنكم ان تأتوا الى اي مكان يمكنكم ان تجتاحوا ان تنزلوا قواتكم المحمولة جوا وان تدخلوا الى هذه القرية او تلك النقطة .. ولكن كل ذلك سيلحق بكم تكلفة باهظة لن تستطيعوا البقاء في ارضنا. لو دخلتم اليها سنخجركم بالقوة. سنحول ارض جنوبنا الغالي الى مقبرة للغزاة الصهاينة."وأضاف "هؤلاء الذين يقاتلونكم في الخطوط الامامية يقاتلونكم ببسالة وتنتظركم عند كل قرية وكل تل ووادي وعند كل مرحلة جديدة ينتظركم الاف المجاهدين المستعدين العازمين الشجعان."

و علق نصرالله على اعلان الحكومة الاسرائيلية المصغرة اليوم قرارها توسيع العمليات البرية بقوله "اذا اردتم المنازل فاهلا وسهلا بالمنازلة". كما دعا عرب حيفا الى مغادرة المدينة، معربا عن اسفه لتعرضهم لاصابات نتيجة قصف حزب الله.وقال "طوال الفترة الماضية، ان وجودكم وما اصابكم جعلنا نتردد بقصف حيفا بالرغم من ان الضاحية تقصف والعمق اللبناني يقصف سواء قصفت حيفا ام لم تقصف". واضاف "ارجو ان تريحونا من هذا التردد وان تحقنوا دماءكم التي هي دماؤنا وتغادروا هذه المدينة".

من جهة اخرى اعلن المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو للصحافيين ان الولايات المتحدة "تبذل جهودا كبيرة" لتجاوز الخلافات مع شركائها بهدف التوصل الى قرار دولي حول لبنان وقال "نريد انهاء العنف، لا نريد تصعيدا"، وذلك اثر قرار الحكومة الامنية الاسرائيلية توسيع العمليات البرية في جنوب لبنان.

واضاف سنو في كروفورد (تكساس، جنوب) حيث يمضي الرئيس جورج بوش عطلة تستمر عشرة ايام، ان الولايات المتحدة "تبذل جهودا كبيرة لتجاوز الخلافات" من اجل اصدار قرار في مجلس الامن حول لبنان. واضاف سنو انه ليس لديه فكرة عن موعد التصويت في مجلس الامن الدولي على قرار ينهي النزاع في لبنان. وقال "اعتقد في هذه المرحلة ان لا احد يستطيع بدقة تكهن موعد صدور قرار".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف