القاهرة تستبعد استدعاء سفيرها من تل أبيب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مصر وفنلندا تنتقدان قرار إسرائيل بتوسيع الهجمات
القاهرة تستبعد استدعاء سفيرها من تل أبيب
نبيل شرف الدين من القاهرة : في وقت وصف فيه أحمد أبوالغيط وزير الخارجية المصري مشروع القرار الأميركي ـ الفرنسي بشأن المواجهات العسكرية الدائرة في لبنان، بأنه "قرار ناقص، ويفتقد للتوازن"، فقد شن عقب اجتماعه مع نظيره الفنلندي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، شن الوزير المصري هجوماً على قرار إسرائيل بتوسيع نطاق عملياتها العسكرية في لبنان، قائلاً "إن ذلك لن يؤدي إلا إلى المزيد من القتل والدمار الذي يلحق بالمدنيين، فضلاً عن أن اتساع أمد الحرب من شأنه أن يشيع الفوضى في منطقة الشرق الأوسط برمتها"، وتوقع أبو الغيط ألا يتحقق أي شيئ إيجابي لأي طرف من وراء مزيد من القتال في لبنان .
ومضى وزير الخارجية المصري قائلاً إنه شرح لنظيره الفنلندي الذي وصل إلى القاهرة في زيارة لمصر تستمر يومين، الرؤية العربية لسبل الخروج من هذه الأزمة الراهنة، مشيراً إلى أن هناك ترقبا لما ستسفر عنه المداولات الجارية في الأمم المتحدة وما اذا كان سيتم التوصل الي مشروع قرار مقبول من لبنان .
وذهب أبو الغيط إلى القول إنه في الوقت الذي يدعو فيه العالم إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وفي الوقت الذي تشهد فيه أروقة الأمم المتحدة مشاورات مكثفة للتوصل إلى قرار يصدره مجلس الأمن الدولي بوقف العمليات العسكرية فإن إسرائيل بقرارها هذا تدفع بالموقف إلى مزيد من التصعيد بدلا من التجاوب مع جهود المجتمع الدولي لوقف القتال والتوصل إلى حل للأزمة اللبنانية الحالية .
ووصف وزير الخارجية المصري قرار الحكومة اللبنانية الأخير بنشر 15 ألف جندي لبناني في الجنوب بعد انسحاب إسرائيل من المناطق التي احتلتها مؤخرا، وعودتها إلى ما وراء الخط الأزرق، بأنه قرار يعكس بجلاء حرص الحكومة اللبنانية على توفير الشروط المناسبة لمساعدة مختلف الأطراف الدولية في مجلس الأمن على التوصل إلى اتفاق بشأن اصدار قرار بوقف القتال بين إسرائيل ولبنان يأخذ المصالح اللبنانية في الاعتبار"، على حد تعبيره .
مسألة السفير
من جانبه قال إريك تيوميوجا وزير خارجية فنلندا الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي "لاننا نرغب في وقف فوري للصراع، فبالطبع لا يمكن لأي شخص أن يوافق على أي مخطط لتوسيع الصراع"، وأضاف إن أي هدنة عملية بحاجة الي تأييد الاعضاء الخمسة الدائمين بمجلس الامن واسرائيل ولبنان وحكومات الدول التي قد ترسل قوات للمشاركة في قوة حفظ السلام، وقال " علينا ادراك انه حتى عند صدور هذا القرار فهو لن يكون سوى بداية لعملية أوسع نطاقا تقتضي بين أمور أخري الاتفاق على نشر قوة دولية في لبنان" .
تجدر الإشارة إلى أن مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر المعني بشؤون الأمن برئاسة رئيس الوزراء ايهود أولمرت وافق على اجراء يقضي بتوسيع نطاق الهجوم على جنوب لبنان حيث يطلق مقاتلو حزب الله صواريخ على اسرائيل. وقال مصدر سياسي اسرائيلي بارز ان الهجوم الموسع يمكن أن يستمر 30 يوما.
وعقب وزير الخارجية المصري على هذا القرار الإسرائيلي بقوله إن مصر قد أصدرت بيانا رسميا في هذا الشأن يتضمن ادانتها الكاملة لهذا التوسع لنطاق العمليات العسكرية الاسرائيلية، غير أنه أجاب رداً على سؤال عما إذا كان من الوارد أن تسحب مصر سفيرها من تل أبيب قائلاً "إن مسألة السفير ليست هي المشكلة، وان المشكلة الحقيقية انما تتمثل في استمرار الهجمات والاعتداءات الاسرائيلية وفي عدم قدرة مجلس الامن على الفعل والتصرف " .
وقال ان على مجلس الأمن أن يتحرك وبسرعة وبشكل فوري خاصة وأن الناس تعتقد أن كل تأخير انما يهدف الي منح اسرائيل المزيد من الوقت لانجاز مهمتها في لبنان، وأكد أن المهمة لن تنجز مؤكدا أن الحل العسكري لن يحقق أي نتيجة وأن التسوية السياسية هي التي تحقق وحدها التسوية المنشودة للنزاع.
وأشار أبو الغيط إلى أن الدبلوماسية المصرية بالتنسيق مع الدبلوماسية اللبنانية تؤكد - في مختلف الإتصالات والمشاورات التي تجريها القاهرة مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وسكرتير عام الأمم المتحدة كوفي أنان حول مشروع القرار المنتظر اصداره بهدف وقف العمليات العسكرية ووضع إطار سياسي لتثبيت وقف إطلاق النار - أهمية تبني خطة الحكومة اللبنانية المعروفة باسم "النقاط السبع" بما يضمن إصدار قرار قابل للتنفيذ وعدم الدخول في مواجهات جديدة تشيع الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة.