كاتبة إسرائيلية ترى عنان أنه منقذ لحزب الله
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف: "أوشكت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس على تسليم الرئيس جورج و. بوش أسوأ كارثة دبلوماسية في رئاسته. إذ استعدت للموافقة على قرارات الأمم المتحدة التي ستقيد أيدي الولايات المتحدة وإسرائيل في حربهما على الإرهاب, وخاصة أنها ستعيق أي تصرفات مستقبلية تتخذها في حق الدولة الأولى الراعية له, إيران". وذلك كما جاء في صحيفة جورزليم بوست الإسرائيلية.
وتقول الكاتبة آن باييفسكي العضو في معهد هدسون والأستاذة في مركز تورو للقانون"أن هذه الكارثة كانت من بنات أفكار الأمين العام كوفي عنان الذي حوّل الأمم المتحدة إلى جناحٍ سياسي فاعل لحزب الله. تعمل رايس ووكيلها للشؤون السياسية نيكولاس بيرنز بضراوة للموافقة على جدولٍ يفرضه عنان, وليس مصالح الولايات المتحدة".
وتضيف "كيف أصبحت الأمم المتحدة المنتدى الذي يصنع السلام بين إسرائيل وجيرانها الذين رفضوا وجود الدولة اليهودية في العقود الست الماضية؟ في الأسابيع الثلاثة الماضية, ظهر عدة ممثلين للأمم المتحدة لهزيمة إسرائيل في المعركة السياسية, في استخفاف غير مسبوق بالعقيدة الأساسية في دستور الأمم المتحدة, حق الدفاع عن النفس".
طالبت قرارات مجلس الأمن لعدة سنوات "أن تبسط الحكومة اللبنانية وأن تمارس سلطتها الفاعلة بشكلٍ كامل على الجنوب, وأن تكفل مناخاً هادئاً في المنطقة التي تشمل الخط الأزرق, وأن تسيطر على استعمال القوة على أراضيها وما ينطلق منها."
وتقول " وكان مجموع العدوان الإيراني والدعم السوري والعجز اللبناني قد منع تطبيق هذه القرارات".
ولكن كيف استجابت الأمم المتحدة للعدوان على إسرائيل الدولة العضو في الأمم المتحدة, الذي ينطلق من أراضٍ لبنانية وما زال مستمراً حتى الساعة؟ كانت استجابتها باتهام إسرائيل بالقتل وفوضى الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والهجوم المتعمّد على الأطفال والعنصرية. لقد نفى ممثلو الأمم المتحدة أن حزب الله منظمة إرهابية ووضعوه في موضع المقارنة مع حركات مقاومة النازية. سمعنا في الأسابيع الثلاثة الماضية:
الأمين العام كوفي عنان:
bull;"تجب إدانة الاستعمال المفرط للقوة من قبل إسرائيل ", " حولت إسرائيل البلد إلى حطام... يجب أن يتوقف استعمال إسرائيل غير المتكافئ للقوة والعقاب الجماعي للشعب اللبناني."
bull;"من الواضح" أن إسرائيل مذنبة بقتل جنود الأمم المتحدة. قتلت إسرائيل جنود (يونيفيل) UNIFIL إثر استجابتها لهجمات حزب الله على المدنيين الإسرائيليين. وكان أحد الجنود أعلن قبل أن يتوفى بأيام أن تصرفات حزب الله أفادت بأن استجابة إسرائيل "لم تكن استهدافاً متعمداً, ولكن ضرورة تكتيكية". ودون إجراء تحقيق أسماه عنان مباشرة "استهدافاً متعمداً بشكلٍ واضح", وهو اتهام عليه أن يتراجع عنه.
bull;"ارتكبت إسرائيل خروقات خطيرة في القانون الإنساني الدولي" و"تسببت وما زالت تتسبب في الموت والعذاب بدرجة غير مقبولة أبداً."
نائب الأمين العام مارك مالوك براون:
bull;حزب الله, وكيل إيران الذي يحارب إسرائيل حالياً, ليس منظمة إرهابية. وقال مالوك براون: "لن تنفع معالجة هذه الحرب بلغة الإرهاب الدولي," مُدّعياً أن حزب الله "منفصل ومختلف تماماً عن القاعدة."
نائب الأمين العام في الشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حال الطوارئ جان إيجلاند:
bull;"الاستعمال المفرط وغير المتكافئ للقوة من قبل قوات الدفاع الإسرائيلية... يجب أن يتوقف."
الممثلة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة لويز آربور:
bull;في تعليقاتها الموجهة إلى إسرائيل قالت: "إن قصف المواقع بسبب أهمية عسكرية مزعومة, لا ينتج عنه سوى قتل الأبرياء من المدنيين, ليس مبرراً" وقالت إن إسرائيل ترتكب "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" لانتهاكها قانون "الالتزام بحماية المدنيين أثناء النزاعات."
الممثلة الخاصة للأمين العام فيما يتعلق بالأطفال والنزاعات المسلحة راديكا كوماراسوامي:
bull;في تعليقاتها الموجهة "بإنصاف" إلى إسرائيل وحزب الله "أدانت كوماراسوامي بشدة الاعتداءات المتكررة على المدنيين, وخاصة على الأطفال, مشيرة إلى أن هذا الاستهتار بحياة الأطفال تخلل النزاع منذ بدايته."
المديرة التنفيذية لليونيسيف آن فينيمان:
bull;زعمت فينيمان أن إسرائيل متورطة في "الاستهداف المستمر للمدنيين, وخاصة الأطفال."
العضو الباكستاني في لجنة الأمم المتحدة للحد من التمييز العنصري آغا شاهي:
bull;"هل كانت ستلجأ إسرائيل إلى استهداف البنية التحتية فيما لو كانت تحارب دولة غير عربية؟ إنها حرب بين مجموعتين عرقيتين مختلفتين, العرب واليهود."
العضو الغواتيمالي في لجنة الأمم المتحدة للحد من التمييز العنصري خوسيه فرانسيسكو كاليتزاي:
bull;قال كاليتزاي معلقاً على أحداث لبنان: "وصلت فوضى الإبادة الجماعية إلى أعلى مستوىً للعنصرية يمكنه أن يوجد, وعليهم أن يتجنبوا حصول ذلك في الوضع الحالي."
العضو المصري في لجنة الأمم المتحدة للحد من التمييز العنصري محمد أبو النصر:
bull;"اعترض أبو النصر على تعيين حزب الله كمنظمة إرهابية. حزب الله ليس منظمة إرهابية, بل حركة مقاومة تحارب الاحتلال الأجنبي, كتلك الحركات التي ظهرت أثناء الحرب العالمية الثانية."
وباختصار,تقول الكاتبة، "فإن الأمم المتحدة - التي لم تعطِ تعريفاً للإرهاب حتى اليوم - لم تأت لمساعدة الدولة العضو التي تتعرض للقصف من قبل إحدى أكبر المنظمات الإرهابية في العالم. لقد أتت لمساعدة الإرهابيين بمحاولة منع الدولة العضو من ممارسة حقها في رد الضربة الموجهة إليها".
تنص اتفاقيات جنيف بوضوح على أنه يُحظر على المقاتلين استعمال المدنيين كدروعٍ بشرية, وفي حال فعلوا ذلك, فإن وجود المدنين لا يحمي المنطقة من العمليات العسكرية.
الجنود والمدنيون الإسرائيليون يدفعون حياتهم يومياً نتيجة جهود إسرائيل لتجنب تصرف غير متكافئ, الأمر الذي يمثل ممارسة درامية لضبط النفس للتقليل من إصابات المدنيين اللبنانيين.
ولكن في مواجهة ميل الأمم المتحدة لإفساد صالح إسرائيل ومصالح السياسة الخارجية الأميركية, إلى من اتجهت الوزيرة رايس للمحافظة على الوقت؟ إلى الأمم المتحدة.
"كانت النتائج متوقعة كما كانت كارثية" على حد قول الكاتبة. ترافق الهجوم اللفظي للأمم المتحدة على إسرائيل مع أجندة سياسية ذات ثلاث فروع. تسعى الأمم المتحدة لأن:
1. تحمي حزب الله من الهجمات الإسرائيلية,
2. تقدم نصراً سياسياً لحزب الله بمنحه مكافأة إقليمية تتمثل في مزارع شبعا,
3. تزيد من حضور الأمم المتحدة وإشرافها وتحكمها في النزاع العربي الإسرائيلي. تم إقرار كل عنصر من هذه الأجندة في مسودة قرار الأمم المتحدة الحالية, وهي جزء من نية معلنة بأن يتبعها قرار ثانٍ.
دعا القرار إلى "وقف كامل للحرب" و"وقف مباشر لعمليات الهجوم العسكرية من قبل إسرائيل." أي عمليات هجوم عسكرية؟ هل تورطت إسرائيل في عمليات هجوم عسكرية من طرف واحد وليست دفاعية بطبيعتها؟
كما أعاد القرار طرح النظرية التي تقول أن إسرائيل قد تحتل الأراضي اللبنانية, داعياً إلى اتخاذ تصرف بخصوص "المناطق حيث الحدود المتنازع عليها أو غير الواضحة, والتي تشمل مزارع شبعا." ولم يتطرق القرار إلى الدول التي تمثل جزءاً من النزاع, تاركاً بعض الإمكانية لأن يكون النزاع الإقليمي بين سوريا ولبنان.
"وكانت الدولتان الوحيدتان اللتان ذُكِرتا بالاسم في القرار هما إسرائيل ولبنان, سواء كان وجود قضية مزارع شبعا يعني أراضٍ لبنانية تحتلها إسرائيل (على عكس تحديد الأمم المتحدة الضمني سابقاً) أو دوراً سورياً في تسليح حزب الله, الذي تكافئه الأمم المتحدة حالياً".
وتقول مسودة القرار الخاصة بالأزمة الحالية أن مجلس الأمن "يوضح نيته... في أن يقر قراراً آخر في الفصل السابع من قانون نشر قوة دولية منتدبة من قبل الأمم المتحدة من أجل أن... يساهم في تطبيق وقف إطلاق نار دائم وحل للمدى الطويل."
كما دعت المسودة إلى تدخل مجدد لليونيفيل, وهي قوات الأمم المتحدة التي راقبت إعادة تسليح حزب الله وخططت لهجومه على الدولة العضو في الأمم المتحدة في السنوات الست الماضية.
"إن قوة دولية كهذه ينبغي أن تكون مفوضة من قرار الفصل السابع - وهو قرار مُلزِم شرعياً يمكن تطبيقه من خلال العقوبات أو فرض القوة - في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي". وبكلماتٍ أخرى, فإن الوزيرة رايس أقرت على قوة مراقبة مفوضة من قبل الأمم المتحدة تدعي أن إسرائيل متورطة حالياً في عمليات "هجوم". .. على حد تغبير كاتة المقال.
الأمم المتحدة التي تتهم إسرائيل بالقتل والخروقات الشديدة للقانون الدولي تُتهم الآن بضعف تطبيقها للوثيقة الملزمة شرعاً التي تقصد إلى تعريف الشروط والمصطلحات الخاصة بدفاع إسرائيل عن نفسها. فالفكرة الأساسية لقوة الفصل السابع المطلوبة لنزع سلاح حزب الله اقترنت بوجود الناتو الهام. المسودة الحالية هي الأسوأ, باعتبار القوة المتراخية كثيراً مع سيطرة الأمم المتحدة المعتبرة إضافة إلى تفويض الفصل السابع الذي يمكنه أن يهاجم بسهولة الابن الذي يناله التأنيب دائماً في الأمم المتحدة, إسرائيل.
كما أن مسودة القرار بنظر الكاتبة :
bull;فشلت في أن تدعو في قسمها الفاعل إلى إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين المختطفين,
bull;قدمت فكرة أن إنهاء موضوع الأسرى اللبنانيين المحجوزين في إسرائيل - بغض النظر عن جرائمهم - سيكون من طريق إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين,
bull;تتحدث عن المساعدة المالية والإنسانية للشعب اللبناني فقط في حين تتجاهل تعويض أو مساعدة مليون إسرائيلي في الملاجئ في الأسابيع الثلاثة الماضية والـ 300000 الذين رُحّلوا من منازلهم.
bull;تعير المصداقية إلى مأساةٍ أخرى مختلقة, وهي إعادة إسرائيل "الخرائط المتبقية للألغام الأرضية في لبنان" مع أن إسرائيل أعادت خرائط الألغام الأرضية منذ عدة سنوات, ولم يُذكر شيء عن تقديم حزب الله الخرائط للأمم المتحدة بشأن الألغام الأرضية المغروسة حديثاً,
bull;تزيد سلطة كوفي عنان في أن يحكم على إسرائيل بتمديد دعوة مفتوحة لإعلام مجلس الأمن بصفةٍ مستمرة عن أي تصرف يعتقد أنه "من الممكن أن يؤثر عكسياً على البحث عن حل طويل الأمد",
bull;فشلت في أن تذكر حزب الله أو الإرهاب ولو لمرة واحدة, بغض النظر عن إقرار أن حزب الله هو المسؤول بصورة مباشرة عن الإصابات في صفوف المدنيين اللبنانيين,
bull;حذفت كلياً أي مرجع إلى إيران أو سوريا, وكأن الخطاب عن مزودي السلاح ورؤساء حزب الله من الحساسية بمكان لأن تتضمنه المسودة.
وتخلص الكاتبة "ستكون هناك نتيجة أكيدة لهذه الخطوة, وهي منح السلطة للإرهابيين الذين يتمثل هدفهم الأخير في الولايات المتحدة وإسرائيل وكل القيم الديمقراطية. إن اعتقاد الوزيرة رايس أن هناك تقارباً هاماً بين أجندة الأمم المتحدة واحتياجات السياسة الخارجية الأميركية في عصر الإرهاب هو خطأٌ كبير في الحكم, ستكون المجتمعات الديمقراطية في كل مكان مجبرة بموجبه على أن تدفع ثمناً باهظاً".
ترجمة: سامية المصري
التعليقات
جميل هذا الاعتراف
ابراهيم اسماعيل -واضح من الكلام في الفقرة الثانية ان قررات الامم المتحدة لا بد ان تصب في مصلحة امريكا، وهذا يقودنا ايضا ان الحرب على لبنان الآن هي في مصلحة امريكا!
ما الغاية من نشر هذا المقال ؟
أبو خليل - المغرب -لا أفهم ما المراد من نشر مقال لكاتبة صهيونية تدافع عن جرائم حكومتها في لبنان وتتهجم على قرارات الأمم المتحدة، والكل يعرف أن كوفي عنان لا يحل ولا يربط في هذه المنظمة وأن القرارات المصيرية بيد الولايات المتحدة. ليت الكاتبة تحدثنا، على نفس المنوال، عن حق الفيتو الذي تستعمله حاميتها ضد أي قرار يدين إسرائيل على جرائمها الإرهابية. وليتها تحدثنا عن الحماية المطقة التي توفرها لها أمريكا في جميع الأحوال ومهما كانت فظاعة أعمالها العدوانية والإرهابة ضد العرب والمسلمين. لكن إذا كانت نظرة الكاتبة الصهيونية مفهمومة ولا جديد فيها ولا تدعو للاستغراب في واقع الأمر، إلا أن نشر إيلاف لهذا المقال يدعو لطرح أكثر من علامة استفهام حول الغاية الحقيقية. ولماذا التعتيم على مقالات جوج غالاوي وروبرت فيسك وشخصيات غربية أخرى مشهود لها بالنزاهة والموضوعية تفضح فيها حقيقة إسرائيل كدولة عنصرية إرهابية مجرمة بالحجة والبرهان وليس بالكلام فقط . أرجو النشر يا إيلاف.