دوست بلازي في الامم المتحدة لمحادثات جديدة حول لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
روسيا تطلب هدنة إنسانية في لبنان وإسرائيل ترفض
عندما تُضرب قريطم..يعدُ البيروتيون أيامهم
قصف إسرائيلي عنيفعلى لبنان ومقتل احد عشر مدنيا في الشمال
عرب إسرائيل يرفضون النزوح من حيفا
فشل المحادثات في الامم المتحدة وروسيا تقدم مشروعها
روسيا تدحض الأنباء عن توريد الأسلحة الى لبنان
مثقفو البحرين: بوش يبني الشرق الأوسط بجثث الأطفال
اندريه مهاوج من باريس-وكالات: يتوجه وزير الخارجية الفرنسية فيليب دوست بلازي اليوم الجمعة الى مقر الامم المتحدة في نيويورك في محاولة "للتوصل بسرعة الى اتفاق" حول القرار المتعلق بالنزاع في لبنان، حسبما افادت الخارجية الفرنسية.وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية دوني سيمونو للصحافيين ان دوست بلازي "سيتوجه اليوم الى مجلس الامن الدولي كما سيفعل عدد من نظرائه للمشاركة في المحادثات والتوصل سريعا الى اتفاق حول مشروع قرار متعلق بالازمة في الشرق الاوسط".وتحاول فرنسا والولايات المتحدة منذ عدة ايام الاتفاق على ادخال تعديلات في مشروع قرار مشترك من اجل اخذ المطالب اللبنانية المتعلقة خصوصا بانسحاب القوات الاسرائيلية من لبنان بعين الاعتبار.
ونظرا لبطء المباحثات، اعلنت روسيا مساء الخميس انها قررت تقديم مشروع قرار الى التصويت في مجلس الامن بدون تاخير، يدعو الى هدنة انسانية لمدة 72 ساعة.
الاقتراح الروسي
أدى الاقتراح الروسي المسطر بحبر أزرق - ما يشير الى انه لا يحتمل اي تعديل - إلى مجلس الأمن الدولي، والذي يطالب بوقف إنساني لإطلاق النار لمدة 72 ساعة، إلى خلط الأوراق في أروقة الهيئة الدولية وفي العواصم المعنية حيث من المتوقع أن يحث هذا التطور المعنيين والمشاركين في المشاورات الراهنة على تكثيف جهودهم وربما الإسراع في إنجاز مشروع قرار جديد يحظى بموافقة جميع الأطراف تفاديا لتشتيت المواقف وتعثر الحصول على إجماع أعضاء المجلس مما قد يعيق طرح مشروع جديد للتصويت عليه.
أصداء سلبية
ويبدو ان الخطوة الروسية التي فاجأت المتفاوضين في نيويورك أحدثت صدمة إيجابية لدى الجانب الفرنسي الذي سيسعى خلال المفاوضات التي تستأنف اليوم وفقاً لما أعلن السفير الاميركي جون بولتون إلى الحصول على تنازلات من قبل الولايات المتحدة.
وتعاطت أميركا مع مشروع القرار الروسي بطريقة سلبية إذ اعتبره جون بولتون يعرقل المساعي الراهنة، وقال "لا أعتقد أنه سيكون إيجابياً تحويل الأنظار. مع المقاربة التي اخترناها مع الفرنسيين، نحاول إيجاد حل دائم ومستمر". لكنه لم يستبعد التوصل الى اتفاق اليوم.
تعثرات
وفيما ذكرت معلومات أن المفاوضات الأميركية الفرنسية تتعثر حول طبيعة مهمة القوات الدولية التي تريد واشنطن ان تكون قتالية وحول توقيت الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، فإن معلومات أخرى أشارت الى حصول تقدم بشان تشكيل القوة الدولية.
ولكن لبنان لا يزال يتحفظ على تسلسل وتوقيت الاجراءات الميدانية مثل نشر الجيش اللبناني والقوات الفرنسية و"اليونيفيل" في الجنوب وانسحاب القوات الاسرائيلية، كما لا تزال ثمة مواقف متباينة بين فرنسا والولايات المتحدة بالنسبة الى مصير الأسرى الإسرائيليين والمعتقلين اللبنانيين ووضع مزارع شبعا وفقا لمصدر في الامم المتحدة.
وكانت إسرائيل طلبت ان يتضمن نص مشروع القرار بندا يدعو "لابعاد حزب الله من جنوب لبنان إلى ما بعد نهر الليطاني والإفراج عن الجنديين الإسرائيليين المخطوفين ونشر قوة دولية تتمتع بسلطات في لبنان الجنوبي وعلى طول الحدود اللبنانية السورية لمنع تهريب السلاح لحزب الله ونزع سلاح الحزب في وقت لاحق"، على ألا ترد في مشروع القرار مسألة مزارع شبعا لأن هذا الملف لا شأن له بالنزاع الحالي وفقا لمسؤول اسرائيلي.
وقد يشكل مشروع القرار الروسي حافزاً لكل من باريس وواشنطن للتوصل إلى أرضية مشتركة مخافة أن تفقد العاصمتان المبادرة وينقسم أعضاء المجلس حول صيغ المشاريع المطروحة وتتخلى روسيا عن الموافقة المبدئية السابقة على المشاريع الفرنسية الأميركية والتي كانت مشروطة بموافقة جميع الاطراف في حين تخوف مصدر دبلوماسي في باريس من ان تجتذب روسيا الى جانبها الصين التي تتمتع كباقي الاعضاء الدائمين بحق الفيتو او قطر العضو العربي الوحيد في الدورة الحالية للمجلس.
وربما يكون مشروع القرار الروسي وما تبعه من تطورات حافزا للفرنسيين للتخلي عن تقديم مشروع قرار منفرد وفقا لما كان لوح به الرئيس جاك شيراك حتى لا يغرق مجلس الامن بسلسلة من المشاريع التي يصعب معها تحقيق الاجماع.
وكان السفيران الاميركي والفرنسي اجتمعا مع الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان، الذي كان اجرى مكالمة هاتفية مع رئيس حكومة لبنان فؤاد السنيورة، كما اتصل انان بوزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس فيما شارك نائب وزير الخارجية اللبناني طارق متري ووفد الجامعة العربية بجلسات المشاورات.
وقال متري ان لبنان مصر على التزامن بين الانسحاب الاسرائيلي ونشر الجيش اللبناني وعلى التمسك بقوة اليونيفيل بعد تعزيزها وعلى تثبيت لبنانية مزارع شبعا.
أما وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ فقال إن لبنان يريد وقف فوري لإطلاق النار وانسحاب اسرائيلي الى ما وراء الخط الازرق وتقديم خرائط الالغام وعودة النازحين. ورفض صلوخ الأفكار الفرنسية والأميركية قائلا انها تميز بين الأسرى اللبنانيين في إسرائيل والجنديين الإسرائيليين المحتجزين لدى حزب الله.
وقبل الاجتماعات التشاورية أمس، كانت سادت أجواء تفاؤل، إذ صرح بولتون بأن مجلس الامن قد يصوت على مشروع القرار المعدل اليوم، بينما كانت مصادر مقربة من الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أقل تفاؤلا، اذ قالت ان التصويت قد لا يجري قبل السبت أو الأحد.
وقدم الفرنسيون تعديلاتهم، المبنية على الاقتراحات والمبادرات اللبنانية، الى الحكومة اللبنانية، بينما قدمت واشنطن التعديلات الفرنسية الى الحكومة الاسرائيلية، وتلت ذلك مشاورات فرنسية - لبنانية، واميركية - اسرائيلية. وكان ممثلو الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في الامم المتحدة قد اجتمعوا صباح أمس، وعقدوا اجتماعا آخر في المساء.
وحذرت مصادر مطلعة في نيويورك من التفاؤل المفرط وقالت انه لا تزال ثمة قضايا عدة عالقة وتفاصيل معقدة تتمحور على تسلسل وتوقيت الاجراءات الميدانية مثل نشر الجيش اللبناني والقوات الفرنسية و"اليونيفيل" في الجنوب وانسحاب القوات الاسرائيلية، كما لا تزال ثمة مواقف متباينة بين فرنسا والولايات المتحدة بالنسبة الى مصير الاسرى الاسرائيليين والمعتقلين اللبنانيين ووضع مزارع شبعا.
صحيفة لوفيغارو رات ان المساعي الدبلوماسية لا تزال عند نقطة الصفر فيما العمليات العسكرية الى مزيد من التصعيد وربما يكون هذا الوصف افضل تعبير عن الواقع الدولي الراهن في التعاطي مع الازمة الراهنة.