أخبار

البي بي سي والإرهاب المحلي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف: اعتُقِل أكثر من عشرين شخصاً في بريطانيا لتخطيطهم قتل الآلاف من ركاب الطائرات الأبرياء. الصحافة البريطانية تبحث بالتأكيد عن أحدٍ لتلقي اللوم عليه. لكنهم لن يروا العنصر الأكثر وضوحاً، البي بي سي.

وحسب الكاتب جيمس لويس من صحيفة "ذَ أميركان ثنكر" فإنك إن كنت مراهقاً مسلماً تعيش في ليدز، فستكون تربة خصبة للتطرف الإسلامي. والسبب بسيط، ففي الثقافة التي تنشرها البي بي سي تصل رسالة حزب العمل اليساري إلى منزلك: بريطانيا شريرة، أميركا شريرة، إسرائيل شريرة، الرأسمالية شريرة، الديمقراطية احتيال. كما أن نظام التعليم سيعطيك صورة عن الإمبراطورية البريطانية التي لها جانب غير أخلاقي، لكنها العامل الحضاري العظيم في العالم لمدى عدة قرون.

كان الأميركيون أول من نال حريته بنجاح من هذه الإمبراطورية، لكننا نعي جيداً الكم الكبير الذي ندين به لها، إذ نعتبر أنفسنا جزءاً ينتمي إلى أعراف المتحدثين بالإنجليزية، يقول الكاتب. كما أن الازدهار المتنامي والحضارة الموجودة في الهند تدين في معظمها إلى اللغة الإنجليزية، إضافة إلى توحيد شبه القارة تحت حكم الراج، وأكثر من ذلك بكثير. الكثير من الهنود محبون لإنجلترا، كما هو الحال مع الكثير من الأميركيين. ولكن، كل هذا يُسب ويُشتم ويُفترى عليه في التعليم الرسمي المُقدم للفتية في بريطانيا وتنشره البي بي سي التابعة لحزب العمل اليساري. على حد تعبيه.

وسضسف: لم يكن يجدر بأي أحدٍ أن يُفاجأ حينما اتضح أن فرق القتل الانتحاري في انفجار السابع من يوليو تكونت من شبانٍ محليين. كانت بريطانيا تستعد لنهايتها منذ ظهور الاشتراكية الفابية في العام 1900 تقريباً. أسس الفابيون حزب العمل الذي وصل إلى السلطة الآن وبقي قوياً منذ اثني عشر عاماً. وفي النظام البرلماني تعتبر قوة كهذه قوة كلية تقريباً. ما زال "حلم المؤمنين بالدولية" - الذي أصبح كابوساً - ينشر آمال جميع الصالحين في بريطانيا، في حين يُساء إلى سمعة الدول القومية مراراً. ولذلك فإن البريطانيين يمتصون نخبة "محاولة الانقلاب من الأعلى" من الاتحاد الأوروبي. لقد توغلت دعاية اليسار - وكراهيته الذاتية القومية - في العقل إلى درجة أن المحافظين أنفسهم لا يستطيعون الاعتراض على الإساءة المستمرة للسيادة البريطانية. كما تصل الآن عشرات الآلاف من الأوامر التنظيمية من بروكسل، وليس من لندن، وهذا بفضل البيروقراطية غير المنتخبة في الاتحاد الأوروبي. إن هذا كله يعد تطوراً.

عندما بدأ بعض الأئمة المحليين يَعِظون بكراهية بريطانيا وأميركا وإسرائيل والحضارة الغربية، كانوا يزرعون أرضاً خصبة. جميع المراهقين البريطانيين على استعداد لكراهية بلادهم، إن هذا الأمر في داخلهم. إنهم يُزوّدون بمجموعة من المستحثات: غوانتانامو، تعذيب المسلمين، "إمبريالية" أميركا و"كلبها" بريطانيا، إسرائيل تقتل الأطفال في قانا. لقد قدمت البي بي سي مؤخراً عرضاً "كوميدياً" حيث تتوجه فيه الطائرات إلى ويستمينستر، في محاكاةٍ لأحداث 11/9. هل أحداث 11/9 مادة للكوميديا؟ هي كذلك للبولشوي بيب. ويصور العرض مشاركات ضيف بواسطة اثنين من مذيعي "الأخبار" الرئيسيين في البي بي سي. لقد كانت دعابة تافهة لليسار الذي يخفي تعاطفه مع فاشيي لندنستان، كما وصفهم لويس.

وكالولايات المتحدة، فإن بريطانيا في وضعٍ سيء للغاية لتخوض حرباً باسم الحضارة. إذ أن رئيس بلدية لندن ليفنغستون وجورج غالوي يتسببان على الدوام بإثارة الاستياء من الغرب. والمسلمون من أماكن ما قبل العصور الوسطى كباكستان يربحون بسهولة السباق الديموغرافي. والناخبون اليهود الآن مبعثرون ومهملون، ولن يترفع حزب العمل عن استعمال الرسومات المعادية للساميّة التي تصور المحافظين اليهود على أنهم خنازير طائرة.

ومثل جورج بوش، فإن توني بلير له نصيب كبير من الكراهية من قبل اليسار البريطاني، ما يجعلنا نتأكد بأننا لم نكن جيدين بصورة كافية مع المقاتلين المسلمين. فلنلق إليهم قطعة من اللحم الأحمر، إسرائيل والعلاقة الإنجليزية الأميركية. قد تظهر الشريعة في أجزاء من البلاد لم تعد الشرطة تصل إليها، ويمكن تجاهل قتل بضع مئات من النساء في قضايا الشرف. وكاليسار الأميركي، فإن اليسار البريطاني هو القوة السياسية الأكثر تدميراً في البلاد، حيث يسيء إلى الشرطة ويمد المجرمين بالقوة والتمكين.

هناك اختلاف مركزي بين الاثنين، وهو أن دافع الضرائب البريطاني يتخلص من ذلك بدفع المال، إذ يُلاحظ أن دولة الرفاهية تتعامل كأبٍ كريم، وليس كطفيلي.

ولذلك سيظهر المزيد من الإرهاب المحلي. وفي حال أصبح غوردن براون رئيس الوزراء التالي فإنه قد يجرب طريق الاسترضاء. لم تعد الولايات المتحدة متأكدة من أن بريطانيا ستبقى نصيرة للقيم الحضارية في العالم، علينا أن نجد حلفاء آخرين في الهند واليابان وأوروبا الشرقية ودول الشرق الأوسط التي في طريق الإمبريالية الجهادية.

ترجمة: سامية المصري

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف