صحافة إسرائيل تصف ليفني بـ العدو الفظيع لأولمرت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
خلف خلف من رام الله: تناقلت وسائل الإعلام المحلية في إسرائيل الخلاف الذي اندلع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزيرة خارجيته تسيبي ليفني نهاية الأسبوع الماضي، وسببه منع أولمرت لليفني من السفر إلى مجلس الأمن لإلقاء خطاب على الطاولة المستديرة أثناء المناقشات التي سبقت صياغة مسودة القرار 1701.
وبرر مقربون من أولمرت موقفه هذا بالقول: "تأخرت ليفني في طلب المصادقة ولا داع لسفرها بعد صياغة مسودة القرار"، التبرير الذي اعتبرته مصادر مطلعة غطاءً غير جدي لأن الخلاف بين أولمرت وليفني برز حينما أظهرت ليفني "استقلالية" مؤخرا. وأبعدها رئيس الوزراء كليا عن دائرة المقربين إليه. وكانت ليفني عارضت خطة أولمرت للتوسع برا في جنوب لبنان.
ومن المتوقع أن تهتز ساحة السياسة الإسرائيلية على خلفية استطلاع الرأي الذي نشره معهد حيتس مساء أمس وأظهر أن 3% فقط من الإسرائيليين يعتبرون أن إسرائيل حققت أهدافها من الحرب، الأمر الذي يربطه مراقبون بالقيادات السياسية الجديدة التي أثبتت وجودها على الساحة الإسرائيلية من خلال الحرب بين لبنان وإسرائيل.
ومن ابرز الشخصيات التي يتوقع سطوع نجمها وزيرة الخارجية تسيبي ليفني التي تدهورت علاقاتها مع أولمرت جراء هذه الحرب.
ومما يساعد ليفني في الظهور، الحرب التي وقعت بين لبنان وإسرائيل، والانتخابات الإسرائيلية التي تبلورت عنها حلبة سياسية جديدة فيها الكثير من المعالم التي لاتزال غامضة.
وقارن المحلل السياسي الإسرائيلي مردخاي غيلات في مقال نشرته أمس الإثنين يديعوت أحرونوت، بين أولمرت وليفني قائلا إن تفرد رئيس الوزراء الإسرائيلي قاده في نهاية المطاف إلى شن الحرب على وزيرة خارجيته أيضا، إذ هاجم كل من أبدى احتراما لها وضمها إلى لائحة أعداءه".
وأضاف غيلات في مقال بعنوان "عدو أولمرت الفظيع": "بذلك، يكون أولمرت اعترف بقوة ليفني وقدرتها على هزيمته في المنافسة على رئاسة الحكومة".
وعلى الرغم من امكانية توجيه الانتقادات الى ليفني، إلا أن ماضيها يختلف عن ماضي أولمرت. وأوضح غيلات أن ليفني لا تحمل معها من الماضي "جرائم وملفات مفتوحة لدى النيابة العامة وفي مكاتب الدولة، كما لا تربطها علاقات بأشخاص خارجين عن القانون". أضاف "ليفني حذرة مسؤولة في عملها الرسمي، وتعرف كيف تتلقى وتتحمل النقد، ولا تُهدد الصحافيين. إن حقيقة أن ليس فيها شر وسوء، كما هي الحال عندنا، جعلت الأمور حسنة معها في هذه الاثناء. اولمرت يفهم هذا".
واعتبر غيلات إنه كان بإمكان ليفني الفوز برئاسة الحكومة الإسرائيلية، إذ تشير الاستطلاعات إلى أنها كانت ستنتصر لكنها تخوفت من سقوط حزب الفجر الجديد جراء الحرب داخل حزب كديما على تركة رئيس الوزراء الإسرائيلي العليل أرييل شارون. وأضاف غيلات إن هذا التخوف لدى ليفني دفعا للتصرف بمروءة: تنازلت عن الكرسي، وغضت عينيه وأغلقت أنفها ودعت إلى تأييد من لا يزيد عنها موهبة، وأصبحت عطره وعطر مفاسد مشابهة في الحزب، ولعبت دورا مهما في إقناع كثيرين بالانضمام الى الجماعة.
واعتبر غيلات إن جزءا كبيرا من الإنجازات التي حققها حزب كديما يعود الفضل فيها إلى ليفني. أضاف "كان أولمرت مثله مثل كثير من المخلصين له في ديوانه والإعلام على علم بقدرات ليفني خلال الانتخابات ما دفعه إلى القبول فورا بترفيع منصبها واحتضانها، الأمر الذي لم يمح الحسد والريبة لديه، إذ بدأ أولمرت بقص أجنحة وزيرة خارجيته وتركها في الظل، وألمح إلى أنها شديدة الاستقلال. وقال إنها تحظى بإحترام كبير يتجاوز البحار، ولها خطوط حمراء وتخاف التعبير عن رأيها، واعترف بأنها ليست من الخاضعين".
"التأليف بين اليدين النقيتين لليفني ورفضها للدور الثانوي في مسرح حكومة أولمرت جعلها في الأسابيع الأخيرة خطرا يهدد المملكة". وقال غيلات إن فرص ليفني لتولي رئاسة الحكومة ارتفعت بعد الجرح الذي ألم بأولمرات جراء حربه الثانية على لبنان.
وقال غيلات في مقاله إن ما حدث لرئيس الأركان دان حلوتس خلال الحرب التي شنتها إسرائيل "بقيت منافسة واحدة، الأمر الذي أزعج أولمرت وجعله يبعد ليفني عن مباحثات جلسة مجلس الأمن، وكأنه حاول ان يعاقبها على استقلالية أظهرتها خلال انعقاد جلسة المجلس الوزاري للحرب. لقد نظم لها مراسم اذلال معلنة". وتابع: "إن الزعيم الذي يطعن وزيرة خارجيته بسكين في ظهرها وخصوصا خلال الحرب ومن دون أي سبب حقيقي ليس حكيما. إن عدم الفهم هذا، ولن نقول الغباء، يوضح لنا ما تخبئه شخصية من وضعت الدولة حياة الناس بين يديه. يفتقر للرؤية البعيدة. الواقع انه لم يفهم ان بتصرفاته تلك لن يتمكن من القضاء على تسيبي ليفني، التي ردت بالنار على مصادر إطلاق النار وخرجت قوية، ووجهت صفعة إلى أولمرت بطريقة مهذبة.
وكان المحلل السياسي الإسرائيلي ألوف بن كتب تقريراً في صحيفة هآرتس مؤخراً يقول فيه إن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، تستغل فرصة انشغال أولمرت بالحرب، لتعزز مكانتهما ولتظهر استقلاليتها في العمل الدبلوماسي. وقال بن انه منذ اللحظة الأولى نشطت ليفني وقادت وزارتها في اتصالات مكثفة مع عشرات الدول بهدف إنشاء مظلة دولية تشرح عن العدوان الإسرائيلي على لبنان، أما على صعيد الجبهة الداخلية، فإن ليفني تحافظ على مستوى منخفض في التحرك بين استوديوهات التلفزة الإسرائيلية، كما يفعل بعض زملائها الذين يفسرون موقف الحكومة.
وتابع:" لقد بات واضحا أن ليفني التي تحظى بتأييد شعبي وتظهر بتلك الشخصية الرسمية المقلة في الحديث، ستنافس إيهود أولمرت على رئاسة حزب كديما، وستسعى إلى تعزيز مكانتها أكثر لتصبح بديل لأولمرت في حال سقوط حكومته جراء انعكاسات الحرب الإسرائيلية على لبنان. وما قرأناه هنا ليس الخلاف الأول بين ليفني وأولمرت، إذ ظهر خلاف كهذا حول الموقف من نشر قوات دولية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وهو الأمر الذي أيدته ليفني وعارضه أولمرت".