صحافيون عرب يدافعون عن تهمة التحالف مع المخابرات العربية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أحمد نجيم منأصيلة : فجر محيي الدين اللاذقاني الكاتب والمعارض السوري، قنبلة في اليوم الأول لندوة "الاعلام العربي والتواصل مع الآخر"، عندما تناول "شبهة تحالف الإعلام مع المخابرات العربية" واستخلص أن هناك "قلة من وسائل الإعلام تستطيع الخروج عن المخابرات العربية والأجندة السياسية الموضوعة لتلك الأجهزة". وأضاف أن المخابرات العربية التي تخدم مصالح السلطة "تنقل بريد الخليفة ولا تكترث بريد الناس"، واستحضر في هذا السياق بداية الصحافة العربية في المهجر بظهور تكتلين "ليبي عراقي"، قبل أن يظهر في وقت لاحق التكتل الخليجي.
كما قال في المداخلة نفسها أن المخابرات العربية كانت على وعي بالسيطرة المباشرة على الإعلام كي تتحكم في السيطرة على المجتمع وقدم المعارض السوري مجموعة من الأمثلة عن صحف ومجلات ظهرت بدعم استخباراتي عربي أو أميركي..فقد ذهب اللاذقاني إلى أن سيطرة الدولة على الإعلام أخذت في السنوات الأخيرة طابعا آخرا وأضحت غير مباشرة من خلال مؤسسات "هناك سيطرتان للدولة على الإعلام، السيطرة المباشرة والسيطرة غير المباشرة، وقد تخلت الدولة عن السيطرة المباشرة" وأضاف أنه عندما يتحكم رأس المال العربي في المجتمع، فتلك ظاهرة خطيرة".
وتحدث اللاذقاني في مداخلته بموسم أصيلة الثقافي السابع والعشرين مساء أمس الخميس، عن "ديموقراطية الفضائيات" مؤكدا أنها حملت الناس إلى الاعتقاد على أن الديموقراطية في العالم العربي ستصل بعد "يومين"، ثم استطرد أن "حدود حرية التعبير في العالم العربي توجد في حدودها الدنيا". كما أثار موضوع القوانين مؤكدا أنها "تخاط على مقاس الحكام"، مذكرا بتعديلين دستوريين في سوريا الأول لصالح الرئيس الراحل حافظ الأسد والثاني لنجله الحالي بشار الأسد.
هذه المداخلة أثرت على نقاش اليوم الأول الذي خصص لمحور "الإعلام في العالم العربي"، وانتقد عدد من المتدخلين هذا الطرح، فالصحافي التونسي صلاح عطية أكد أن مشكلتنا في العالم العربي ليست مشكلة مخابرات، بل مشكلة نظام عربي وأن المخابرات جزء من هذا النظام، وأوضح أن ديموقراطية الفضائيات مهمة لهذا الوطن مستشهدا بالنموذج التونسي. أما سمير عطا الله فرد على اللاذقاني من خلال تصحيح بعض المعلومات، ونفى أن تكون جريدة "الشرق الأوسط" قد أسست بمباركة ودعم من رئيس المخابرات السعودية أدهم، كما أعلن عن ذلك اللاذقاني، وأوضح أنها مؤسسة تتسم بالشفافية، مذكا بولوجها عالم "البورصة".
واختار مسير الجلسة عبد الوهاب بدر خان السخرية للرد على طروحات اللاذقاني، قائلا "إذا كان الإعلام العربي من صنيعة المخابرات، فهذا فشل آخر للمخابرات"، أما وضاح خنفر، مدير عام قناة "الجزيرة" فأوضح أن للدول مصالح والإعلام أحد هذه المصالح، مؤكدا أن الدولة ليست جمعية خيرية، بل تفكر في المصلحة الشخصية، وقال "أنا مدير عام مؤسسة تمولها دولة قطر"، وطالب الأنظمة العربية بتمويل المؤسسات الإعلامية ثم الابتعاد عن تسييرها. أما وزير خارجية مصر السابق أحمد ماهر فأكد أن أخطر رقابة على العالم العربي هي الرقابة الداخلية. وذهب وزير الخارجية المغربي والأمين العام لمؤسسة "منتدى أصيلة" إلى أن الإعلام المغربي بعيد عن وصاية وزارة الداخلية "أعتقد بكل صدق أن وزارة الداخلية لا دور لها في الإعلام، فالصراع القائم حاليا ليس مع وزارة الداخلية، بل ما بين الأخلاقية والقانون". مداخلات أخرى محدودة خرجت في اليوم الأول عن مداخلة محيي الدين اللاذقاني، وأثارت مواضيع عامة حول الإعلام العربي ومشكلة الهوية والإعلام العربي والآخر ثم تعامل هذا الإعلام مع التكنولوجيا.