أميركيا لم تستبعد التشيك من القاعدة الصاروخية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الياس توما من براغ : بدأ الأميركيون يفتشون على ما يبدو عن مكان أخر في أوروبا لإقامة قاعدة الاعتراض الصاروخية بدلا من تشيكيا أو بولندا كما كان الاتجاه لذلك قائما في الأسابيع القليلة الماضية وذلك بسبب المواقف السلبية للرأي العام التشيكي والبولندي من هذه القضية الحساسة الأمر الذي عكسته استطلاعات الرأي المختلفة التي جرت في البلدين . وتقول صحيفة التايمز البريطانية بان خبراء من الولايات المتحدة بدأوا الآن يبحثون إمكانية قيام القاعدة في بريطانيا بسبب التحفظات التي ظهرت في تشيكيا وبولندا .
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بريطاني رفض الكشف عن هويته قوله لها : لقد كان الأمر قبل عدة أسابيع يبدو وكأنه لا يمسنا غير أن هذا الأمر تغير لان وسط أوروبا بدأت تظهر كخيار غير سهل في مسالة إقامة القاعدة الأمريكية . من جهته قال مدير الوكالة الخاصة بالدفاع الصاروخي الأميركية هنري اوبيرينغ بان الولايات المتحدة ستقرر بغضون عدة اشهر في أي الدول تفضل إقامة هذه القاعدة في أوروبا وانه يتم الآن تجميع المعلومات الخاصة بالأماكن التي يمكن أن تكون مناسبة أكثر من غيرها لوضع هذه القاعدة وانه سيتم الانتهاء من هذه العملية في غضون عدة اشهر مشيرا إلى أن خبراء عسكريين من بلاده استطلعوا عدة أماكن في بولندا وفي تشيكيا لهذا الغرض .
وفي دليل على أن الولايات المتحدة لم تستبعد بعد تشيكيا من إمكانية إقامة القاعدة فيها أو على الأقل وضع الرادارات الخاصة بالصواريخ الاعتراضية قام وفد من الخبراء التشيك برئاسة نائب وزير الخارجية توماش بويار في اليومين الماضيين بإجراء محادثات في الولايات المتحدة . ووفق الناطق باسم الخارجية التشيكية ريخارد كرباتش فان المحادثات مع الطرف الأمريكي تناولت قضايا " فنية " لها علاقة بإمكانية وضع القاعدة في الأراضي التشيكية . وعلى خلاف التوجه القائم لدى بعض المسؤولين التشيك ولاسيما من سياسي الحزب المدني بمن فيهم رئيس الحكومة الجديد ميريك توبونيك المؤيدين لإقامة القاعدة في تشيكيا فان حركة شعبية ناشطة في البلاد الآن تعارض إقامة القاعدة.
ويتصدر هذه الجهود الحزب الشيوعي التشيكي المعارض الذي لم يبدأ فقط تحركا لجمع تواقيع على عريضة ضد إقامة القاعدة وتنظيم مظاهرات في براغ مع قوى سلمية أخرى وإنما انتقل إلى مرحلة التحضير لاستفتاء بهذا الشأن حيث اقترح موضوع الاستفتاء الذي يريد تنظيمه في البلاد .وينص السؤال الذي يريد الحزب الشيوعي أن يطرح على التشيك على العبارات التالية : هل توافقون على سماح الجمهورية التشيكية للولايات المتحدة ببناء ونشر عناصر من منظومة الدفاع الصاروخي الخاصة بها أي الصواريخ الباليستية أو الرادارات الخاصة بذلك وقوات عسكرية في الأراضي التشيكية ؟.
يذكر أن أخر استطلاعات الرأي في تشيكيا أكدت أن نحو 85% من التشيك لا يوافقون على إقامة القاعدة في الأراضي التشيكية وان أكثر من نصف عدد السكان يريدون تنظيم استفتاء في هذا القضية التي تعتبر حساسة بالنظر للتجربة التاريخية التشيكية السلبية في مسالة القواعد زمن الحقبة الشيوعية وتعلق الأمر بالسيادة الوطنية .