الأمطار تتسبب في قتل 40 شخصا وتحطم مروحية عسكرية باليمن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أماني الصوفي من صنعاء: كشفت مصادر محلية بمحافظة حجة "شمال غرب صنعاء" أن الصواعق الرعدية المصاحبة للأمطار الغزيرة والسيول الجارفة التي تنزل هذه الأيام على اغلب المحافظات اليمنية تسببت في وفاة 12 شخصا بينهم 3 نساء وطفلين. وكانت مصادر رسمية أعلنت خلال الأيام الماضية وفاة 9 أشخاص قالت أنهم لقوا حتفهم في محافظة المحويت مطلع الأسبوع الجاري ، وأبلغت مصادر محلية بمديرية سامع محافظة تعز أن السيول جرفت ما لا يقل عن 15 شخصاً في مناطق متفرقة بالمحافظة , فيما يشهد موسم الأمطار العديد من حالات الوفاة نتيجة الصواعق الرعدية المصاحبة للأمطار في أكثر من محافظة يمنية, لا سيما المعروفة بجبالها وارتفاعها عن مستوى سطح البحر. وقالت مصادر في الحكومة اليمنية أن دراسات بدأت مؤخراً لشراء وتركيب مصدات للصواعق في المناطق المرتفعة والأكثر عرضة للصواعق الرعدية.
من جانب آخر وفي سياق متصل بالأمطار والصواعق الرعدية وسوء الأحوال الجوية ، أكد مصدر عسكري بوزارة الدفاع أن مروحية عسكرية تابعة للقوات الجوية تحطمت مساء أمس الأول في منطقة الاحبوب بمديرية الحيمة الداخلية "شمال غرب صنعاء" ، مشيراً إلى أن أسباب تحطم المروحية يعود إلى ارتطامها بأحد الجبال في المنطقة نتيجة لسوء الأحوال الجوية التي أدت إلى تعذر الرؤية لدى الطيار جراء الغيوم الكثيفة المخيمة على الأجواء في تلك الساعة.
وأضاف المصدر في تصريحات رسمية نشرها الموقع الاليكتروني للوزارة بأن طيار المروحية التي كانت قادمة من الحديدة إلى صنعاء قد حاول تفادي ارتطام الطائرة بالجبل لكن محاولته لم يكتب لها النجاح وأدى الحادث إلى استشهاد طاقم المروحية الخمسة. وفيما استمر هطول الأمطار على العاصمة صنعاء منذ الصباح الباكر وحتى ساعة متأخرة من ليلة أمس ،أفادت تقارير ميدانية عن سقوط الأمطار الغزيرة يوم أمس على 11محافظة يمنية أي نصف عدد المحافظات التي تشكل الرقعة الجغرافية للبلاد.
وحسب مصادر رسمية حكومية فقد هطلت الأمطار على محافظات (صنعاء،صعدة،اب، ،لحج،والحديدة،المحويت،تعز،ذمار،عمران،حجة ). وقد تسببت السيول النجمة عن تلك الأمطار في حدوث بعض الاضرار حيث أدى تدفق السيول الغزيرة في محافظة عمران إلى قطع الطريق بين قاع النقيب وشبام،فيما تعرض منزل المواطن محمد القرضي احد أبناء مديرة السلفية بمحافظة ريمة لصاعقة رعدية أدت إلى إصابة اثنين من أولاده،حسب مصادر محلية في المحافظة. ولم ترد أي معلومات عن أضرار في بقية المحافظات التي تقول المصادر الرسمية أنها شهدت هطول امطار أمس الجمعة استمرت لساعات. الى ذلك قالت مصادر حكومية في محافظة اب إن الإمطار التي شهدتها مديرية يريم تسببت في حدوث انهيار صخري في جبل يحصب الذي يشرف على مدينة يريم القديمة.
وكان خبراء أمريكيون بجامعة "أوهايو" كشفوا عن تغيرات مناخية طرأت على اليمن ودول الجزيرة في أعقاب زلزال "تسونامي" إثر تسبب الأخير في جعل المنطقة تحت تأثير الرياح الموسمية القادمة من المحيط الهندي، والمحملة بالأمطار الغزيرة على غرار ما كانت عليه اليمن قبل حوالي 5000 عام. وقال الخبراء -بعد دراسة ميدانية في اليمن حول تأثير التغيير المناخي على ثقافة وحياة سكان جنوب شبه الجزيرة العربية: إن هذه الرياح الموسمية كانت قبل (5-10) آلاف عام تأتي بأمطار غزيرة إلى اليمن، وساعدت الناس على التمتع بحياة هانئة ومستقرة؛ لكنها منذ حوالي 5000 عام غيرت اتجاهها نحو الجنوب، مسببة جفافاً شديداً قاد إلى تصحر أجزاء كبيرة من المنطقة، وتراجع في أساليب وأنماط الحياة البشرية لليمنيين، تحولوا بفعله إلى الرعي بدلاً من الحياة الزراعية المستقرة.
وأضاف "ريك Oches Rick -رئيس قسم علوم البيئة بجامعة أوهايو: إن جميع الدلائل تشير إلى أن اليمنيين قبل 5000 عام عاشوا حياة مزدهرة، وتعلموا مختلف فنون الزراعة وهندسة الرّي، حيث اكتشفنا الكثير من القنوات التي كانت تتولى نقل المياه من السفوح إلى الوديان والأراضي المنبسطة.. لكن التغيير الذي طرأ على اتجاه الرياح قلب حياة السكان، لدرجة أنْ تعاظم الجفاف في الوقت الحاضر ولم تعد تربية المواشي سهلة نتيجة احتفاء المراعي الكفيلة بتغذيتها. ويشير "أوكيس" -في تقرير نشره حديثاً- إلى أن تحرك مساحة شاسعة من الطبقات الجيولوجية للأرض عكس تأثيره ليس فقط في زلزال تسونامي، وآلاف الهزات المتباينة القوة بحيث لا يمكن الإحساس ببعضها، بل أيضاً على اتجاهات حركة الرياح، ومعدلات الحرارة، والبرودة والرطوبة، وغير ذلك، منوهاً إلى أن الدراسات الأولية تشير إلى إمكانية تخلص اليمن وبعض بلدان الجزيرة العربية من حالة الجفاف في ظل عودة الرياح الموسمية الهندية ذات الأمطار الغزيرة للهبوب على أراضيها.