أخبار

فرنسا ـ حزب الله: علاقة ود وخصام

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اندريه مهاوج من باريس: بين فرنسا وحزب الله عقدان ونيف من الود والخصام سادهما في الحالتين فقدان عامل الثقة والحذر المتبادل. والعلاقة بين الطرفين دشنت منذ بدء ظهور الحزب على ساحة العمل العسكري في لبنان في بداية الثمانيات بمأساة ضربت الجيش الفرنسي الذي فقد 53 من عناصره في تفجير مقر القوة الفرنسية في دراكار في بيروت ولم تستطع القيادة السياسية حينها أن تتجاوز تداعياتها فكان ان انسحبت القوات الفرنسية التي جاءت الى لبنان ضمن قوة دولية على اثر الاجتياح ألاسرائيلي والمجازر التي تلته فيما انحصر الدرو السياسي الفرنسي لا بل الحضور الفرنسي في لبنان الذي اصبح أرضا عدائية للرعايا الفرنسيين بعد تكرار أحداث خطف الرهائن التي لم تبرا ساحة حزب الله منها او من بعضها. صحيح ان حزب الله غير مسؤول عن تفجير دراكار ولكن أصابع الاتهام وجهت ألى مجموعات شيعية قد يكون الحزب استقطبها بعد نشوئه لانه قضم من مناصري حركة امل واصبح يستاثر بتمثيل الطائفة الشيعية الى حد كبير واصبح الجناح المسلح شبه الوحيد على الساحة الشيعية.

وخلال السنوت الماضية كان لبنان ساحة تجاذب سياسي وامني بين قوى اقليمية ودولية. وتجارب فرنسا منذ ذلك الحين لم تكن اقل مرارة من حادث دراكار مما جعلها حذرة في الانخراط في العمل الميداني. واذا كانت باريس خرجت على قاعدة الانكفاء عن الساحة اللبنانية مع وصول الرئيس شيراك الى السلطة نظرا للعلاقة التي كانت تربطه برفيق الحريري فكان القرار 1559 الذي تعبر فرنسا عرابته الاساسية وارتفعت درجة الالتزام الفرنسي بالملف اللبناني منذ اغتيال الحريري الى حد وقوفها وراء معظم القرارات التي تلت القرار1559 وصولا الى القرار 1701 وما تخللها ولازمها من مطالبة فرنسية مستمرة بنزع سلاح الميليشيات وتحديدا حزب الله .وبقدر الانخراط الفرنسي في الشان اللبناني زاد اتساع الهوة بين باريس وقادة حزب الله باستثناء مرحلة وجيزة خيم فيها الود على العلاقة بين الطرفين وتحديدا في العام 1996 حين ساهمت باريس الى حد كبير في انجاز ما عرف ب" تفاهم نيسان " بين حزب الله واسرائيل على اثر عملية عناقيد الغضب .

وبعد ذلك عاد التوتر مجددا في عام 200 حين وصف رئيس الحكومة انذاك ليونيل جوسبان حزب الله با لتنظيم الارهابي ولم يكن تدخل شيراك لدى الاتحاد الاوروبي لمنع وضع الحزب على اللائحة الاوروبية للمنظمات الارهابية كاف لتوطيد العلاقات اذ ان ملفات ساخنة اخرى ما لبثت ان طفت على السطح ومنها منع السلطات الفرنسية بث برامج تلفزيون المنار في فرنسا في عام 2004.

اما علاقة فرنسا بالجمهورية الاسلامية الايرانية الراعي الاساسي لحزب الله فليست بافضل حال. صحيح ان باريس اطلقت منذ بدء الازمة في لبنان بوادر حسن نية تجاه ايران فتحدث وزير خارجيتها في اكثر من مناسبة ومن بيروت بالذات عن ضرورة الحوار مع طهران تلك القوة الاقليمية الكبيرة كما وصفها ولكن استبعاد باريس سوريا حليفة ايران وحزب الله عن الحوار، ابقى لها خصوما لا يستهان بهم في لبنان والمنطقة. وخطاب الرئيس بشار الاسد الاخير كاف لزيادة المخاوف لدى فرنسا من محاولات استهدافها سياسيا وامنيا. مخاوف متراكمة لم تزلها نهائيا الاتصالات التي ذكرت معلومات انها جرت بين باريس وطهران بشان لبنان في المدة الاخيرة ففرنسا لم تحصل على ما يبدو من ايران على تطمينات كافية حول سلامة جنودها في لبنان كما ان الجمهورية الاسلامية غير مستعدة بعد عن التخلي عن حليفتها سوريا وعن ورقة حزب الله خصوصا ان الملف النووي الايراني لم يغلق نهائيا واستحقاقه المقبل داخل مجلس الامن غير بعيد الاستحقاق.

ومن كل تلك العلاقة الطويلة والمتارجحة بين الود والخصام يمكن فهم الخوف الفرنسي من تصدر القوات الدولية التي سترسل الى لبنان لدعم قوة اليونيفيل الراهنة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف