حاخام ليبرالي يدعو الفلسطينيات والأسرائيليات الى التحرك للسلام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عادل درويش من لندن: دعى الحاخام الليبرالي الراباي لينول بلو النساء الفلسطينيات والاسرائيليات الى أخذ زمام المبادرة في أيديهن من الرجال والتحرك على الجانبين في حركة مدنية من اجل السلام اسوة بالنساء الأيرلنديات اللاتي تحركن من اجل السلام بسبب عجز الرجال عن اتخاذ مبادرات سلمية ايجابية . وقال الراباي بلو ان الرجال، بطبيعتهم البيولوجية والهرمونات المفرزة في اجسامهم في الأزمات السياسية، يفضلون القتال والصياح على الأصغاء للآخرين ومراقبة الموقف، ومن ثم يندفعون الى القتال والتحرك العنيف، مما يقضي على فرص السلام. واضاف المرشد اليهودي الليبرالي - وكلمة راباي بالأرامية القديمة تعني معلم او مرشد، ومايعرف بالحاخام - ان النساء بطبيعتهن البيولوجية أكثر مهارة في الأصغاء واستيعاب مايسمعن من مقدرة الرجال.
وكان بلو يتحدث في البي بي سي، في الفقرة التي يقدمها برنامج "الأخبار اليوم" عن الأخلاق والحياة في شكل موعظة بعنوان " فكرة اليوم " ، وتستغرق ثلاث دقائق، وعادة مايقدمها رجل دين، من الأديان الكبرى في بريطانيا، كالكاثوليكية او الأنجليكية او الأسلام او الهندوسية او البوذية او اليهودية، او احد فلاسفة ألأخلاق.
وكعادته بدأ الراباي، الذي يتمتع بشعبية واسعة بين اوساط جميع الأديان بسبب روحه المرحة ودعاباته وموقفه التسامحي الليبرالي من الجميع، بدأ الموعظة بحكاية عن شجار عائلي بين ابيه وامه، وكيف لاحظ من خبرته لآربعين عاما كمصلح وحاخام ان النساء عادة مايبدأن الصلح بعد الشجار، سواء في العائلة او في المجتمع الأوسع.
وذكر المستمعين بدرس ايرلندا الشمالية والحرب الأهلية بين الجمهوررين، واغلبهم كاثوليك، وبين الموالين للتاج البريطاني، واغلبهم ما البروتستانت، والتي استمرت عقودا طويلة، وشملت اغتيالات واختطافات بين الجانبين وتفجيرات قنابل، وصل كثير منها العاصمة البريطانية لندن وكبريات مدن انجلترا، وسقوط مئات الضحايا في السبعينات والثمانينات والتسعينات من القرن الماضي. وكثير من المراقبين والمؤرخين يشبه المشكلة الفلسطينية ألاسرائيلية بالمشكلة ألايرلندية، فبعد استقلال الجمهورية ألايرلندية عام 1922، وقبول زعيمها دي فاليرا التقسيم، حيث بقيت مقاطعات الشمال الست والعاصمة الشمالية بلفاست التي بقي فيها اقلية كاثوليكية واغلبية بروتستانتية، تحت حكم التاج البريطاني، رفض المتشددون بزعامة مايكل كولينز التقسيم واستمروا، عبر منظمة الجيش الجمهوري الأيرلندي IRA في محاربة البريطانيين والبروتستانت في الشمال. وقارن المراقبون الشماليين بالمستوطنين اليهود في اراضي فلسطينية، ورفض الجانبين ألاعتراف ببعضهما البعض، والوساطات ألأمريكية لقبول التقسيم والعيش في دولتين مستقلتين.
وفي نهاية الثمانينات وبداية التسعينات بدأت نساء من الجانبين الكاثوليكي والبروتستانتي فقدن اولادا في الحرب ألأهلية في انشاء حركة سلام، وتسيير مسيرات ومظاهرات، مما ساعد كثيرا في التوصل لتسوية بين الاقلية الكاثوليكية الجمهورية والأغلبية البروتستانتية ايرلندا الشمالية.
ودعى الراباي بلو النساء الفلسطينيات والأسرائيلات الى تخطي الرجال والساسة القادة الرجال ومخاطبة بعضهن البعض مباشرة متناسين العنف والحرب، من اجل انشاء حركة سلام اسوة بما فعلت شقيقاتهن الأيرلنديات.