باريس محور اتصالات لتوفير ضمانات متبادلة لانخراطها في لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اندريه مهاوج من باريس : لا تزال الامم المتحدة واركان المجتمع الدولي يأملون في اقناع الرئيس الفرنسي جاك شيراك بتوسيع حجم مشاركة بلاده في القوات التي سترسل الى جنوب لبنان لتعزيز قوة اليونيفيل الراهنة في عملية انتشارها الى جانب الجيش اللبناني . وبعد المفاجأة التي احدثها الرئيس الفرنسي عن الاكتفاء بارسال 200 جندي بشكل طارئ بعدما كان الجميع يتوقع ان تشكل القوات الفرنسية العمود الفقري للقوات التي ستشرف على تنفيذ القرار 1701 ، تعددت الاتصالات ومحاولات اقناع باريس على اعادة درس موقفها . واذا كان وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوستي بلازي ترك الباب مفتوحا امام اعادة النظر بموقف بلاده من خلال قوله بان الفرقة التي تضم 200 رجل ارسلت الى لبنان بشكل طارئ فانه اعاد المطالبة بسلسلة توضيحات منها ان باريس تريد الان ان تحصل على تحديد دقيق لمهمة الفينول لتجهيزاتها وقيادتها والتراتبية داخل القيادة واضاف مطالبا اخرا وهو طريقة تنظيم هذه القوة ومرجعيتها مشيرا الى ان كل هذه الامور تتم دراستها حاليا مع الامم المتحدة .
ودراسة هذه الامور لا يقتصر على الامم المتحدة ففرنسا تريد اولا ان تحصل على غطاء اوروبي وان تكون قواتها ضمن قوة اوروبية موسعة لكي تحصل اولا على الدعم السياسي والعسكري من الاوروبي وثانيا لكي لا تجد نفسها مستفردة في حال مواجهتها أي صعوبات ميدانية ومن هذا المنطلق طالب فيليب دوستي بلازي بعقد اجتماع اوروبي وقد استجابت الرئاسة الفنلندية للدورة الراهنة للاتحاد لهذا الطلب ومن المقرر ان يجتمع وزراء الخارجية بعد غد الاربعاء . اجتماع قال الوزير الفرنسي انه يامل ان يؤدي الى تحديد مشاركة كل دولة اوروبية والى معرفة مدى التزام كل دولة من الدول الاوروبية بهذه المهمة على الصعد السياسية والعسكرية والانسانية .
فرنسا في هذا الوقت تسعى ايضا الى اعادة تفعيل محور باريس ـ برلين الذي شكل دائما قوة الدفع داخل الاتحاد الاوروبي ومن هذا المنطلق يعقد الرئيس جاك شيراك مع المستشارة الالمانية انغيلا ماركل قمة نهار الجمعة المقبل بحضور وزيري خارجية البلدين . هذا في الوقت الذي تزور فيه وزيرة خارجية اسرائيل تسيبي لفني باريس غدا الثلثاء من اجل التباحث مع المسؤولين الفرنسيين في التطورات المستجدة من بدء تنفيذ القرار 1701 . و من المؤكد ان نتيجة محادثاتها ستكون احد العوامل الحاسمة في اعادة تقويم الموقف الفرنسي من توسيع المشاركة في اليونيفيل اذ ان باريس تريد ضمانات من جميع الافرقاء ولن تكتفي بتاكيدات بعدم حصول صدام مباشر مع القوات الاسرائيلية بل انها تريد ايضا الحصول على تاكيدات بتعاون كامل وباحترام تام للقرار الدولي مقابل التطمينات التي يشكلها وجود القوات الدولية وهو ما اشار اليه وزير الخارجية الفرنسي بقوله ان وجود هذه القوات ضروري لامرين اولهما مرافقة الجيش اللبناني في عملية انتشاره وثانيهما اعطاء مصداقية ميدانية للقرار 1701 لكي تتابع اسرائيل انسحابها من دون مخاوف .
يبقى ان احدى العقد الاساسية في محادثات وزيرة الخارجية الاسرائيلية في باريس تتمثل بتجريد حزب الله من سلاحه خصوصا ان القرار الدولى لا يعالج هذه المشكلة عمليا مما قد يترك لاسرائيل حجة لتكرار عملية نهار السبت الماضي . وهكذا فان باريس تريد مقابل الضمانات التي سيوفرها انخراطها في لبنان ضمانات من اجل نجاح مهمتها.