القاعدة تدخل القطاع من أوسع أبوابه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سمية درويش من غزة: قالت أوساط سياسية فلسطينية لـ"إيلاف" ، ان تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامه بن لادن ، هو من يقف وراء خطف مراسل محطة فوكس نيوز الأميركية ومصوره في مدينة غزة في الرابع عشر من الشهر الجاري. وبحسب المحلل السياسي محمود سعيد ، فان عملية خطف الصحافيين الأميركي والنيوزلندي ، تعتبر بمثابة إعلان انطلاقة للقاعدة في فلسطين.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، لفت في مطلع آذار (مارس) الماضي ، إلى وجود تنظيم القاعدة في غزة ، محذرا في الوقت ذاته من عواقب هذا الوجود مستقبلا.
وقال عباس ، إن السلطة لديها مؤشرات على دخول عناصر من القاعدة إلى القطاع بناء على معلومات استخباراتية وصلته من الأجهزة الأمنية الفلسطينية , وأمر بالتيقظ لهذا الملف ومحاصرته تماما بالمراقبة والخطوات العملية قبل فوات الأوان.
وبين سعيد لـ"إيلاف" ، بان مطالب المجموعة التي أطلقت على نفسها "كتائب الجهاد المقدس" تبدو جدية ، حيث أظهرت قدرتها في تنفيذ مخططاتها ، كما تبين من عدم قدرة الأمن الفلسطيني التوصل إلى اتفاق معهم.
وكان قائد تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ، وقائد القاعدة في العراق "أبو مصعب الزرقاوي" والذي قتل منذ أشهر في العاصمة بغداد ، قد أعلنا عن نية التنظيم فتح جبهة جديدة من القتال في فلسطين.
وقد وجهت الجماعة الإسلامية المتطرفة مساء اليوم صفعة قوية لحكومة حماس التي تواجه حصارا سياسيا وتهديدا داخليا بالسقوط بعد فشلها في تحقيق برنامجها الانتخابي الذي حازت على أثره أغلبية مقاعد المجلس التشريعي في الخامس والعشرين من كانون الثاني (يناير) الماضي.
ويعتبر تهديد "كتائب الجهاد المقدس" والتي تبنت خطف الصحافيين ، بمثابة امتحان صعب للحكومة بشكل عام ووزير داخليتها الذي يسيطر على الأجهزة الأمنية والقوة الخاصة المؤلفة من 3 ألاف عنصر مسلح ، بشكل خاص.
وكانت عملية خطف الصحافيين الأجنبيين ، قد لاقت استنكارا واسعا من مختلف الأوساط الفلسطينية ، باعتبارها حادثة تسيء إلى الشعب الفلسطيني وأخلاقياته التي تعتبر هؤلاء الأجانب ضيوفا تجب حمايتهم ، وللفصائل المسلحة التي طالما اعتبرت "مقاومتها للاحتلال حقا مشروعا للدفاع عن النفس" .
وبحسب بيان الجماعة الذي وصل إلى وسائل الإعلام ، فقد هددت الجماعة بقتل الرهينتين بعد 72 ساعة ، ما لم يتم الإفراج عن ما أسمتهم " الأسرى والأسيرات المسلمين في السجون الأميركية".
ويعيد بيان الجماعة للذاكرة ما كانت تبثه الجماعات المسلحة في العراق ، لاسيما جماعة أبي مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ، من تهديدات بذبح رهائنها الأجانب في حال لم يتم الاستجابة إلى مطالبها ، حيث جاء في البيان ، أنها ستفرج عن الأسيرين مقابل إطلاق سراح السجناء المسلمين في أميركا وإن لم ينفذ مطلبها فإن الجماعة ستقتلهم.
ولم تعتد المنظمات الفلسطينية المسلحة التي خطفت سابقا العشرات من الأجانب على ذلك الأسلوب التهديدي بقتل الرهائن ، في حين لم تذكر تلك الجماعة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ، مكتفية بذكر ما أسمتهم أسرى المسلمين في السجون الأميركية.
وقال بيان كتائب الجهاد المقدس ، "أطلقوا ما لديكم من أسرانا نطلق من عندنا والأمر يعم الجميع بلا استثناء و لنعل مسلم أعز وأكرم من ألف بوش ولكنها مقايضة". وبحسب الجماعة التي خاطبت من وصفتهم بـ"أهل الكفر" ، فإن المهلة تبدأ من منتصف نهار اليوم الأربعاء التاسع والعشرين من شهر رجب لعام 1447 .
وترى حركة حماس نفسها من أشد المتضررين في حال دخلت القاعدة إلى فلسطين على اعتبار أن فكر حماس يختلف عن فكر القاعدة , فيما يتفق الفلسطينيون على المستوى السياسي والتنظيمي الواعي على أن عمل القاعدة في فلسطين سيكون نواة للحرب الأهلية .
وكانت مجموعة قالت إنها تنتمي إلى تنظيم القاعدة ، قد أعلنت تأسيسها في الأراضي الفلسطينية ، وذلك في بيان صدر قبل عدة أشهر ، حيث جاء البيان تحت عنوان "جيش القدس الإسلامي- تنظيم القاعدة في ارض الرباط".
وقال البيان حينها ، " تم بحمد الله تشكيل مجموعة الجيش الإسلامي التابع لتنظيم القاعدة في ارض الرباط ضد الاحتلال الغاصب وعباد الصليب" ، وأضاف البيان أن ذلك تم "تلبية لله ولكلام الشيخ المجاهد أسامة بن لادن والشيخ ايمن الظواهري والشيخ المجاهد أبي مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين .
وأوضح جيش القدس الإسلامي ، "انه سيستهدف كل عدو للإسلام والمسلمين وإننا سنضرب بيد من حديد كل الحملات الصليبية الأميركية والصهيونية ونفجر بأجسادنا كل مواقعهم ونزلزل الأرض من تحت أقدامهم". وتعهدت المجموعة أنها ستعرض على شاشات التلفاز صورا لمجموعاتها المقاتلة حتى يعرف أعداؤها بأنها لا تتهاون وإنها جدية بأفعالها"، بحسب البيان.