فرنسا تشارك اليونيفل بألفي جندي وترحيب دولي بالقرار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اندريه مهاوج من باريس،عواصم: أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك مساء اليوم في كلمة متلفزة أن فرنسا سترسل 1600 جندي فرنسي اضافي الى لبنان، ما يرفع عدد الجنود الفرنسيين المشاركين في قوة الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان الى الفي جندي. كما اعلن شيراك ايضا استعداد فرنسا لتسلم قيادة هذه القوة. وقال شيراك "ستصل كتيبتان اضافيتان الى المكان لتوسع مشاركتنا في قوة اليونيفيل. وسيوضع بذلك الفا جندي فرنسي تحت سلطة الامم المتحدة".
وسيضاف جنود هاتين الكتيبتين ال1600 الى 400 جندي اخرين موجودين في جنوب لبنان او في طريقهم اليه. كما اكد شيراك ان 1700 جندي يشاركون في عملية باليست الجوية البحرية التي اجلت الرعايا الفرنسيين والاوروبيين من لبنان والتي تساعد في ارسال المساعدات الى لبنان، "ستبقى في مكانها" اي قبالة الشواطئ اللبنانية. وقال ان فرنسا "مستعدة، اذا ما ارادت الامم المتحدة ذلك، الاستمرار في تولي قيادة قوة" اليونيفيل التي يفترض بها ان تعزز الهدنة القائمة حاليا في جنوب لبنان.
من جهتها اعلنت ايطاليا استعدادها لقيادة قوة اليونيفيل ويمكن ان تعلن مشاركتها فيها بما بين الفين وثلاثة الاف جندي. وكانت فرنسا تعرضت لانتقادات عدة اثر ترددها في ارسال جنود واكتفائها بالاعلان عن ارسال 200 جندي فقط اضافة الى 200 موجودين اصلا في لبنان.
وتأتي كلمة شيراك عشية اجتماع حاسم في بروكسل لدول الاتحاد الاوروبي ال25 والامين العام للامم المتحدة كوفي انان لبحث سبل تعزيز قوة الامم المتحدة في جنوب لبنان. واوضح شيراك ايضا ان قرار ارسال المزيد من الجنود الفرنسيين جاء بعد ان حصل من الامم المتحدة واسرائيل ولبنان على "التوضيحات الضرورية" لنشر قوة دولية في الجنوب اللبناني. واضاف شيراك "لقد تمت اليوم تلبية الشروط التي وضعتها فرنسا، لذا قررت التجاوب مع طلبات الامين العام للامم المتحدة والحكومتين اللبنانية والاسرائيلية". كما دعا الرئيس الفرنسي "اعضاء آخرين دائمي العضوية في مجلس الامن" الى الاقتداء بفرنسا، معربا عن ثقته بان "شركاء عديدين اوروبيين آخرين سيفعلون ذلك اضافة الى دول اسلامية مهمة في آسيا".
وكان قرار مجلس الامن 1701 دعا الى نشر قوة دولية تابعة للامم المتحدة واقر وقف الاعمال العدائية ابتداء من الرابع عشر من اب(اغسطس) الجاري بين اسرائيل وحزب الله. وسيصل عدد قوة اليونفيل المعززة الى 15 الف جندي في حين ان عدد هذه القوة حاليا الفان.
فرنسا لا تستبعد زيادة مساهمتها في اليونيفيل
فلم يعد مستبعدا ان تقدم فرنسا على زيادة عدد الجنود الذين سترسلهم الى لبنان لدعم قوات اليونيفيل في اطار القرار 1701 ومنذ ايام بدأت تصريحات المسؤولين الفرنسيين توحي بان اعلان الرئيس جاك شيراك الاسبوع الماضي عن ارسال 200 رجل فقط بشكل طارئ لم يكن سوى اختبار لنوايا الاطراف المعنيين مباشرة أي اسرائيل ولبنان وحزب الله من جهة ولدس نبض اركان المجتمع الدولي من جهة اخرى بهدف دفعه الى الالتزام بقوة الى جانب فرنسا في عملية ارسال قوات الى لبنان كي لا تتحمل باريس لوحدها العبء الاكبر .
ويبدو ان المؤشرات التي حصلت عليها باريس كانت مطمئنة الى حد ما مما جعل السلطات الفرنسية تعلن منذ بداية الاسبوع عن مضاعفة عدد الجنود الذين سيرسلون الى لبنان ولم يعد رئيس الحكومة دومينيك دو فيلبان يتوانى عن الاعلان رسميا ان فرنسا تريد ان تزيد من التزامها في لبنان وانها حاضرة اكثر ما يمكن لكي تنخرط الى ابعد الحدود في هذا البلد ما ان تتوافر الظروف .
واذا كان الناطق لم يجب صراحة عما اذا كانت مساهمة فرنسا في القوات التي سترسل لدعم اليونيفيل ستصل الى ما بين 800 و1000 جندي فانه اوضح ان العدد سيحدده اعلى مرجع في الدولة أي رئيس الجمهورية .
ويبقى ان فرنسا التي تنتظر من الامم المتحدة تحديدا واضحا لمهمة اليونيفيل والسلاح الذي سيكون بحوزتها وسبل استخدام هذا السلاح ، اكدت مجددا انها ستتولى قيادة هذه القوة حتى شباط فبراير المقبل على ان يقوم الامين العام للامم المتحدة كوفي انان باتخاذ القرار المناسب بهذا الشأن عند انتهاء قيادة فرنسا لليونيفيل.
ومن جهة اخرى اعلن الناطق الفرنسي انه لا يملك معلومات واضحة عن عزم الهند على سحب قواتها العاملة حاليا في جنوب لبنان موضحا ان دول الاتحاد الاوروبي ستدرس مسألة مشاركتها بقوات وحجم هذه القوات خلال اجتماع سيعقد يوم الجمعة في بروكسل متمنيا ان تشارك دول اسلامية عدة في هذه القوات .
وبشأن رفض سوريا نشر قوات دولية على حدودها مع لبنان قال الناطق الفرنسي ان باريس متمسكة بتطبيق كامل للقرارات الدولية وان وزير الخارجية فيليب دوستي بلازي اكد خلال لقائه نظيرته الاسرائيلية امس الاهمية القصوى لتنفيذ القرار 1701 بشكل كامل وتام .
بوش يرحب بالقرار الفرنسي
بدوره الرئيس الاميركي جورج بوش باعلان فرنسا داعيا دولا اخرى الى المساهمة في انتشار سريع للقوة الدولية.وبدا ان بوش يدعم ايضا فكرة احتفاظ فرنسا بقيادة القوة الدولية.وقال بوش في بيان "احيي قرار الرئيس شيراك ارسال ما مجموعه 2000 جندي الى لبنان والاستمرار في قيادتها الميدانية لفرض تطبيق قرار مجلس الامن 1701".
واضاف بوش في بيان صدر في كينيبانكبورت في ولاية ماين في شمال شرق البلاد التي وصلها اليوم لتمضية عطلة نهاية الاسبوع "انه خطوة مهمة الى الامام لوضع اللمسات الاخيرة على الاستعدادات لنشر قوة الامم المتحدة في لبنان".واشاد ايضا بعزم ايطاليا على المساهمة بشكل "مهم" في قوة الامم المتحدة المعززة. وقد اعلنت ايطاليا ايضا عن استعدادها لتولي قيادة اليونيفيل وكرر رومانو برودي ذلك اليوم لبوش خلال اتصال هاتفي.
وقال بوش عشية اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي والامين العام للامم المتحدة كوفي انان، "اشجع بلدانا اخرى على المشاركة ايضا".واضاف "نعمل مع الامم المتحدة ومع شركائنا لتأمين انتشار سريع لهذه القوة لمساعدة القوات المسلحة الشرعية في لبنان على بسط سيادة حكومتها الديموقراطية على جميع انحاء البلاد ومنع حزب الله من التصرف كدولة ضمن الدولة".
ولن تشارك الولايات المتحدة بالرجال في اليونيفيل. لكنها تعهدت بتقديم دعم لوجستي.
اسرائيل ترحب بالقرار الفرنسي
من جهتهاوصفت اسرائيل اليوم الخميس القرار الفرنسي بالمشاركة بما مجموعه ألفا جندي لتعزيز القوة الدولية في لبنان بأنه "تطور ايجابي"، كما اعلن لوكالة فرانس برس آفي بازنر أحد المتحدثين باسم الحكومة الاسرائيلية. وقال بازنر "هذا تطور ايجابي. ولقد اضطلعت فرنسا بدور مهم (في اطار الامم المتحدة) من اجل فكرة قوة دولية، والاعلان عن مشاركة فرنسية كبيرة سيساهم في تعزيزها".
في هذا الاطار، اعلنت ميري ايسن احدى ابرز مستشارات رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت لهيئة الاذاعة البريطانة بي.بي.سي ان عدد عناصر القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان سيبلغ 15 الف رجل، على رغم النقص الملاحظ في الوقت الراهن.وقالت "سنبلغ هذا الرقم". وتعليقا على اعلان الرئيس الفرنسي جاك شيراك ارسال 1600 جندي اضافي الى قوة اليونيفيل، قالت "ان قرار فرنسا ارسال قوات سيدفع ببلدان اخرى الى الاقتداء بها".
واضافت ايسن ان الاسراع في نشر قوة اليونيفيل المعززة في لبنان "يدفعنا الى الاسراع في الانسحاب، والى الاسراع في رفع الحصار" عنه.وشددت ايسن على الدور الاساسي الذي يضطلع به نزع سلاح حزب الله في استمرار وقف اطلاق النار بين البلدين، بعد المعارك التي استمرت 34 يوما.
واوضحت ان "واحدا من الامور الكبرى التي حصلت خلال الحرب في الشهر الماضي هو الاعتراف بضرورة نزع سلاح حزب الله. ولا يمكن ان يكون ثمة منظمة ارهابية، دولة في داخل الدولة وجيش ثان في لبنان".وخلصت ايسن الى القول "ان الحكومة اللبنانية تتحمل المسؤولية عما يحصل هناك. والفكرة هي ان القوة الدولية ستساعد الجيش اللبناني على نزع سلاح حزب الله".
برودي يعرب عن "ارتياحه الكبير" بعد اعلان شيراك
بدوره، أعرب رئيس الحكومة الايطالية رومانو برودي عن "ارتياحه الكبير" مساء اليوم بعد اعلان الرئيس الفرنسي جاك شيراك ارسال 2000 جندي فرنسي بالاجمال لتعزيز قوة اليونيفيل في لبنان.وقال برودي في تصريح لشبكة سكاي تي.جي24 "تبلغت بارتياح كبير" قرار فرنسا ارسال الفي جندي بالاجمال الى لبنان.واضاف انه في الوقت الراهن "لم يعد هناك جهد ايطالي بشكل اساسي، لكن لدينا انتشار اوروبي واسع، وآمل في ان تضاف اليه مساهمات اخرى كبيرة حتى من خارج اوروبا".
واوضح برودي الذي تحدث في المساء هاتفيا مع جاك شيراك، ان الرئيس الفرنسي اكد له ان مشاركة فرنسا "جزء من تحالف قوي ووثيق مع ايطاليا وان البلدين سيعملان معا في لبنان".
الا ان برودي رفض ان يعطي اي ارقام حول عدد الجنود الذين تعتزم ايطاليا ارسالهم الى لبنان. وقال "غدا سيعلن كوفي انان كافة التفاصيل".واكتفى برودي بالقول "لا استطيع ان استبق التصريحات التي سيدلي بها الامين العام للامم المتحدة، لكني استطيع ان اؤكد لكم ان القرارات التي اتخذت لاقت ترحيبا مشتركا".
اسبانيا لارسال حوالى 800 رجل
من جهتها، أعلنت اسبانيا أنها مستعدة لارسال كتيبة تتألف من 700 الى 800 رجل في اطار قوة الامم المتحدة في لبنان.و سيبلغ وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس البلدان الاعضاء في الاتحاد الاوروبي والامين العام للامم المتحدة كوفي انان بهذا القرار حين يعلنه رسميا وزير الدفاع خوسيه انتونيو الونسو في الاجتماع الاسبوعي للحكومة غدا الجمعة.
15شخصا من سكان جنوب لبنان عبروا الى اسرائيل
افاد مصدر امني لبناني ان خمسة عشر شخصا من سكان القرى الحدودية في جنوب لبنان عبروا اليوم الخميس الحدود متجهين الى اسرائيل، وبدا الامر انه تم بالتواطؤ مع السلطات الاسرائيلية. وغادر هؤلاء السكان ضمن عائلات من بلدات كفركلا والعديسة والقليعة التي تبعد بضع مئات الامتار عن الخط الازرق الذي رسمته الامم المتحدة ويشكل الحدود بين لبنان واسرائيل، ودخلوا الدولة العبرية عبر بلدة المطلة.
وكان خمسة اشخاص من سكان القليعة غادروا الاثنين الى اسرائيل بحسب المصدر نفسه. ومعلوم ان عددا من سكان هذه القرى ذات الغالبية المسيحية كانوا منخرطين في ميليشيا جيش لبنان الجنوبي التي دعمت اسرائيل ابان احتلالها جنوب لبنان وحتى انسحابها منه عام 2000، فيما سمح لاخرين بالعمل في شمال اسرائيل.
وخلال النزاع بين حزب الله واسرائيل الذي استمر 33 يوما، اعلن التنظيم الشيعي انه فكك شبكات لمخبرين كانوا يزودون الجيش الاسرائيلي معلومات واوقف عشرات المتعاونين مع هذا الجيش.