اتصالات مع الصدر ومخاوف من توسع المعارك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تعزيزات عسكرية لقوات عراقية تقاتل جيش المهدي
اتصالات مع الصدر ومخاوف من توسع المعارك
سنة العراق ينفون طلبهم تمديد بقاء الاحتلال
أسامة مهدي من لندن: باشرت الحكومة العراقية مساعي لوقف المعارك المحتدمة منذ ثلاثة ايام في المحافظات الجنوبية الديوانية والناصرية والسماوة بين القوات العراقية والاميركية وجيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر وسط مخاوف من توسع رقعة المعارك الى محافظات العراق الجنوبية الاخرى حيث يمتلك الصدر حوالى 8 الاف مسلح اتهموا بإعدام عدد من عناصر الجيش العراقي في الديوانية التي وصلتها تعزيزات عسكرية اليوم.
وتدور معارك منذ الليلة الماضية في مدينة الديوانية (320 كم جنوب بغداد) بين القوات العراقية والاميركية من جهة وجيش المهدي من جهة اخرى تفجرت بعد ايام من صدامات مماثلة في مدينتي الناصرية 375 ( كم جنوب بغداد) والسماوة (220 كم جنوب بغداد) راح ضحيتها لحد الان عشرات القتلى والجرحى خاصة من افراد الجيش العراقي حيث تسود اجواء توتر ومخاوف من انتشار رقعة المواجهات المسلحة الدامية الى محافظات العراق الجنوبية الاخرى. وابلغ مصدر عراقي "إيلاف" في اتصال هاتفي من بغداد اليوم ان السلطات العراقية وفي مقدمتها رئيس الوزراء نوري المالكي يقوم بنفسه بمتابعة تطورات الاوضاع في المحافظات الثلاث واجراء اتصالات بهدف تهدئة الاوضاع فيها.
واضاف ان المالكي قد اوعز الى محافظ الديوانية خليل جليل حمزة بالتوجه الى مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) التي وصلها اليوم فعلا لاجراء مباحثات مباشرة مع الصدر في محاولة لوقف المعارك بين جيش المهدي والقوات العراقية التي دعت سكان عدد من أحياء الديوانية الى مغادرة منازلهم تمهيدا لهجوم وشيك تستعد لشنه على هذه المناطق.
وقد اندلعت المواجهات المسلحة في الديوانية عندما دهمت قوات عراقية تدعمها قوات اميركية مناطق في أحياء العسكري والنهضة والجمهوري ما اسفرعن مقتل 26 شخصا بينهم 19 من الجنود العراقيين وإصابة 60 اخرين من المدنيين وعناصر الجيش والشرطة . ونقلت وكالة انباء أصوات العراق عن شهود عيان قولهم إن قوات الجيش العراقي حذرت الأهالي عبر مكبرات الصوت في مناطق الحي الجمهوري والحي العسكري والمناطق الغربية في حيي النهضة والإسكان من البقاء في منازلهم خشية إصابتهم في عمليات هجوم وشيكة سيقوم بها الجيش في تلك المناطق. واضاف الشهود أن الجيش دعا أيضا المواطنين في المناطق الأخرى من الديوانية إلى البقاء في بيوتهم خوفا من تعرضهم لإطلاق نار حيث يفرض حظرا للتجول في انحاء المدينة.
وتجري اتصالات مكثفة حاليا بين القوات العراقية ومسلحي جيش المهدي للاتفاق على وقف لإطلاق النار من اجل المساعدة على إخلاء الجرحى والمصابين من المدنيين الذين تعذر نقلهم إلى المستشفيات حتى الآن بسبب شدة المواجهات. وما زالت المواجهات التي تستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة مستمرة بعد وصول تعزيزات مختلفة لقطعات القوات العراقية. وقد أغلقت اليوم جميع الدوائر الرسمية والحكومية والأسواق والمحال في الديوانية التي بدت شوارعها خالية من المواطنين في حين ما زال الماء الصالح للشرب يعاني من انقطاعات بين فترة وأخرى في المناطق التي تدور فيها الإشتباكات .
واوضح نقيب في الجيش العراقي ان الاشتباكات اندلعت بعدما قامت القوات متعددة الجنسيات باعتقال قيادي بارز في التيار الصدري السبت الماضي فيعملية دهمفي حي الجمهوري وسط المدينة . واشار الى ان مفاوضات جرت امس الاحد بين القوات متعددة الجنسيات والتيار الصدري لإطلاق سراحه الا انها فشلت الامر الذي ادى الى اشتباك بين جيش المهدي وقوات الامن العراقية . واضاف ان اعدادا من عناصر جيش المهدي وصلوا من المحافظات والاقضية المجاورة للمشاركة في المعركة وقال "لقد قمنا بطلب تعزيزات من المحافظات المجاورة".
ومن جانبه اعلن مصدر في وزارة الدفاع العراقية ان عشرة مسلحين من جيش المهدي قتلوا على الاقل بالاشتباكات . واضاف ان "ميليشات جيش المهدي قامت بإعدام عدد من الجنود العراقيين بعد اسرهم" مشيرا الى ان "نحو سبعة احياء في المدينة هي تحت سيطرتهم وقاموا بتشكيل حواجز ونقاط تفتيش وزرع عبوات ناسفة في الشوارع". واكد ان القوات العراقية والاميركية فرضت طوقا امنيا على المدينة من كل مخارجها منعا لتسلل بعض العناصر المسلحة الى داخل المدينة .
وقال عبد المنعم ابو طبيخ عضو مجلس محافظة الديوانية ان ما يجري في المدينة هي محاولة من الحكومة للقضاء على العناصر غير المنضبطة والتي تحاول زعزعة امنها والابقاء على المظاهر المسلحة فيها من قبل بعض المندسين على التيار الصدري الذين رفضوا الانصياع الى اوامر السيد مقتدى الصدر بتحويل نشاطهم الى وعظ وارشاد فقط . واضاف ان هذه العناصر قامت بأعمال شغب في المدينة الامر الذي ادى الى ارسال الحكومة عددا من افراد الجيش العراقي والشرطة لإلقاء القبض عليهم وخاصة هؤلاء الذين يحملون السلاح بصورة علنية .
وفي مدينة الناصرية تفاقم الوضع بعد انهيار الهدنة التي اوقفت القتال فيها اثر تدخل الحكومة وشيوخ العشائر ووجهاء المحافظة . فقد ادى وجود خمسة اسرى لدى جيش المهدي وسقوط قتيلين الى خلاف صعد الامور الى مواجهة مسلحة بين عشائر مدينة البطحاء وعناصر جيش المهدي الذي تقوم ارتال من السيارات بنقل مقاتليه بالعشرات الى المنطقة والتحشد هناك حيث تحولت المدينة الى جبهة قتال بسبب الحشود الكبيرة والاسلحة المختلفة الخفيفة والثقيلة التي نقلت اليها . وتسري في اوساط المواطنين شائعات عن عدم توصل الاطراف المعنية الى حل ما اوصل الخلافات الى طريق مسدود . وقالت مصادر عراقية ان السلطات العراقية وقفت لحد الان موقف المتفرج من الصدامات بين العشائر وجيش المهدي حتى ان جنود بعض سيطرات القوات العراقية تترك المسلحين يمرون من دون تفتيش سياراتهم . واشارت الى ان اتصالات جديدة قد بدأت هناك اليوم للتوصل الى اتفاق ينهي القتال من خلال تبني احدى عشائر المنطقة مسؤولية الحادث مقابل افراج جيش المهدي عن الرهائن المحتجزين لديه .
وفي محافظة المثنى (السماوة) فقد تم إغلاق جميع المنافذ الرسمية ونقاط السيطرة حول المحافظة نتيجة التوتر الذي تشهده . واطلقت قوات الشرطة المحلية في السماوة اليوم النار على مجموعة من المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بالحصول على فرص للتوظيف. فقد تجمع عدد كبير من الشبان أمام بوابة مديرية شرطة المحافظة الواقعة أمام ديوان المحافظة في محاولة للحصول على فرص توظيف لكنهم وبعد فشلهم في الحصول على إجابات لمطلبهم توجهوا للقاء المسؤولين في المحافظة إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك فأثار هذا الموقف غضبهم فقاموا بإلقاء الحجارة على مبنى المحافظة فرد أفراد حراسة المبنى من الشرطة بإطلاق النار عليهم. وقال مصدر في دائرة صحة المثنى إن حادث إطلاق النار على المتظاهرين صباح اليوم أسفر عن إصابة شخص واحد بجراح وتم نقله الى مستشفى السماوة العام.