نجاد: القوى العظمى لن تخضع ايران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
طهران لم تتخل عن برنامجها النووي عواصم: أكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مساء اليوم الخميس ان القوى العظمى تخطئ اذا ما ظنت انها قادرة على ارغام ايران على التراجع عن مكتسباتها في المجال النووي.وقد ادلى الرئيس الايراني بهذا التصريح بعد صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي خلص فيه الى ان ايران لم تعلق تخصيب اليورانيوم على رغم قرار مجلس الامن الذي يطالبها بهذا التعليق قبل 31 آب/اغسطس.وقال الرئيس الايراني في تصريح اوردته وكالة الانباء الايرانية "يحاولون حرمان ايران من التكنولوجيا النووية المدنيةويعتقدون انهم بتبنيهم قرارات يستطيعون ارغام الشعب الايراني على التراجع بالنسبة الى مكتسباته النووية، لكنهم يخطئون".واضاف من جهة اخرى للتلفزيون الرسمي "ان مقاومة الضغوط الدولية والدفاع عن المكتسبات النووية هو الخيار الافضل لايران في الملف النووي".
من جهته علق نائب رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية محمد سعيدي على تقرير البرادعي معتبرا انه "ليس سلبيا" ومؤكدا ان "نشاطات التخصيب تتواصل في اطار الابحاث وتحت مراقبة الوكالة". أما مندوب ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانيه فامتنع عن التعليق حول التقرير او التطورات الاخيرة بشأن الملف النووي الايراني. وقال سلطانيه الذي شارك اليوم في اعمال الندوة العلمية التي تنظمها منظمة حظر التجارب النووية انه يفضل التريث قبل التعليق على ما جاء في تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
في غضون ذلك، اكدت الولايات المتحدة عقد اجتماع يوم الخميس المقبل في برلين للقوى العظمى الست المعنية بالملف النووي الايراني.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان مساعد وزيرة الخارجية للشؤون السياسية نيكولاس بيرنز "سيتوجه الى اوروبا الاسبوع المقبل، في السابع من ايلول/سبتمبر كما اعتقد".واضاف المتحدث ان بيرنز سيلتقي نظراءه البريطاني والفرنسي والالماني والروسي والصيني في برلين. وقال "اعتقد ان اتصالات دبلوماسية ستجرى قبل هذا الاجتماع وبعده مع الايرانيين لتشجيعهم على الموافقة على العرض الذي قدم لهم وامتثال المطالب الدقيقة للمجموعة الدولية وقرارات مجلس الامن".
و قد اعتبرت فرنسا ان الرد الايراني على رزمة الحوافز التي تقدمت بها الدول الغربية لوقف عمليات تخصيب اليورانيوم "غير مرض". وعبر وزير الخارجية فيليب دوست بلازي في تصريح صحافي اليوم عن قناعته بان المفاوضات هي الخيار الافضل وذلك على الرغم من الموقف الايراني. وكانت المهلة التي حددها مجلس الامن الدولي لايران للرد على رزمة الحوافز التي تقدمت بها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا ووقف عمليات تخصيب اليورانيوم قد انتهت اليوم دون تحقيق اي شيء يذكر سوى عرض ايران إجراء مفاوضات دون وقف عمليات تخصيب اليورانيوم.
واعلن دبلوماسي غربي ان الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا وكبير المفاوضين الايرانيين بشأن الملف النووي علي لاريجاني اتفقا على الاجتماع في برلين في السادس من ايلول/سبتمبر وذلك عشية لقاء الدول الست الكبرى المعنية بالملف.ومن المقرر ان يلتقي سولانا الجمعة في فنلندا وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في مسعى للتوصل الى رد على رفض ايران تعليق انشطتها النووية الحساسة الذي يهدد بنسف جهود دبلوماسية اوروبية استمرت عدة اشهر.
بوش لمنع طهران من امتلاك اسلحة نووية
بدروه، أكد الرئيس الأميركي جورج بوش عزم بلاده على قيادة تحالف دولي لمنع "المتطرفين" من امتلاك أسلحة نووية وتهديد أمن الولايات المتحدة لأجيال قادمة. وحذر بوش ايران في الوقت ذاته من "عواقب" تحديها لمطالب المجتمع الدولي واستمرارها في تخصيب اليورانيوم.
وقال بوش في خطاب له امام المحاربين القدماء في مدينة (سولت لايك) في ولاية يوتا ان بلاده ستقوم بالعمل مع حلفائها لاتخاذ اجراء ضد ايران بعد رفضها الامتثال لقرار مجلس الامن الدولي. واضاف ان "هناك عواقب للتحدي الايراني" مؤكدا ان "الولايات المتحدة قد اتخذت قرارها وستقوم بالعمل مع حلفائها للتوصل الى حل دبلوماسي للأزمة مع ايران .. غير انها لن تسمح لها بتطوير اسلحة نووية".
ولم يفصح الرئيس بوش تحديدا عن الخطوات المزمع اتخاذها حيال ايران الا ان مسؤولين في الادارة ودبلوماسيين غربيين توقعوا ان تقوم القوى الغربية بالعمل على فرض عقوبات دبلوماسية على ايران تمهيدا لفرض عقوبات اقتصادية في مرحلة لاحقة.
وربط بوش بين ما يحدث في ايران والحرب في العراق حيث قال ان انسحاب القوات الأميركية من العراق سوف يسمح "للمتطرفين" بالتجمع وامتلاك اسلحة نووية سوف تهدد الولايات المتحدة والعالم أجمع في المستقبل مؤكدا عزم بلاده على المواجهة وعدم السماح لهؤلاء بامتلاك اسلحة نووية.
من جانبه، اكد جون بولتون،المندوب الاميركي الدائم لدى الامم المتحدة،ان اي تحرك لن يتم في مجلس الامن قبل اللقاء بين المسؤول الايراني علي لاريجاني وممثل السياسة الخارجية والامن الاوروبي خافيير سولانا المقرر في الاسبوع المقبل. وقال في تصريح للصحافيين ان ما تضمنه تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي صدر في وقت سابق من اليوم يعتبر "دليلا على تحدي ايران لمطالب الوكالة ومجلس الامن وخاصة في ما يتعلق بمسألة تعليق تخصيب اليورانيوم".
واضاف "ان التقارير المتعددة والسابقة وليست المعلومات الاستخباراتية تشير الى سعي ايران لصنع سلاح نووي وان برنامجها النووي ليس للاغراض السلمية". وقال بولتون ان " ليس هناك شرح لسلوك ايران ازاء تلك القضية خلال سنوات اكثر من ان ايران تسعى الى الحصول على سلاح نووي .. هذا ليس مؤسسا على معلومات استخباراتية بل عبر سجل معلن والتقارير العديدة للوكالة الدولية".
وحول موقف الصين وروسيا المرجح برفض فرض عقوبات محتملة على ايران قال بولتون ان هاتين الدولتين تعهدتا في بيان الدول الخمس اضافة الى المانيا قبل شهرين في باريس بانهما ستؤيدان فرض عقوبات على ايران في حال عدم تعاونها. وقال "لا اعتقد انه يجب القفز الى استنتاج بان الصين وروسيا سوف لن تلتزما بكلامهما". وردا على سؤال حول ماذا يمكن ان يقول سكرتير عام الامم المتحدة كوفي أنان للمسؤولين الايرانيين اثناء جولته الحالية قال بولتون ان أنان يجب ان يبلغهم بوضوح بأهمية تطبيق القرار الدولي 1696 والالتزام بمطالب الوكالة الذرية ومجلس الامن.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد نشرت اليوم تقريرها حول نشاطات ايران النووية حيث اكد مدير الوكالة محمد البرادعي ان ايران لم تعلق عمليات تخصيب اليورانيوم كما دعا اليه قرار مجلس الامن رقم 1696 الا ان مسؤولين في الوكالة تحدثوا ايضا عن عدم وجود اي دليل ملموس على ان ايران تسعى إلى تطوير اسلحة نووية.
تقرير البرادعي
وجاء في التقرير الذي رفعه البرادعي الى مجلس الامن الدولي ومجلس محافظي الوكالة الذرية والدول الأعضاء ان "ايران واصلت اختبار محركات الطرد المركزي في منشأة ناتانز الهادفة إلى إثراء اليورانيوم ولم تلتزم بالمهلة التي حددها لها مجلس الامن لوقف هذه العمليات والتي انتهت اليوم". واكد البرادعي أن "ايران قدمت للوكالة ومفتشيها كافة التسهيلات اللازمة للتحقق من طبيعة المواد والأنشطة والقدرات النووية كما قامت بتسليم التقارير والبيانات المطلوبة".
واضاف انه "على الرغم من تقديم طهران للمعلومات ذات الصلة بإنتاج الوقود النووي في أحد مفاعلاتها الا أنها ما تزال ترفض منح الوكالة التسهيلات المطلوبة لمعاينة بعض مرافق ذلك المفاعل". واتهم البرادعي ايران بأنها لم تعالج بعد كافة المسائل العالقة ذات الصلة بالخلاف حول عمليات التحقق والرقابة الميدانية أو تزويد الوكالة بالوثائق والمواد المطلوبة بشفافية من أجل ازالة الغموض الذي ما زال يكتنف بعض الأنشطة النووية.
الا ان مسؤولا في الوكالة ابلغ الصحافيين في فيينا بان مفتشي الوكالة لا يملكون "ادلة ملموسة" على ان البرنامج النووي الايراني له طبيعة عسكرية.
وأكد المدير العام للوكالة أن "ايران لم تجمد كافة الأنشطة المتصلة بتخصيب اليورانيوم ولم تعمل وفق الأحكام والمبادئ الواردة في البروتوكول الاضافي لنظام ضمانات الوكالة الشاملة".
وكانت ايران قد وقعت على البروتوكول الاضافي في أواخر العام 2003 ولكنها لم تقم بالمصادقة عليه حتى الآن بالطرق الدستورية الا انها وكتعبير عن حسن نواياها جمدت كافة أنشطة تخصيب اليورانيوم وعمليات أجهزة الطرد المركزي واعادة المعالجة بشكل طوعي طوال ثلاثة أعوام.
وأشار البرادعي في تقريره الذي يقع في ست صفحات الى أن الوكالة الذرية ستواصل تحقيقاتها وفق خطتها المرسومة من أجل تسوية كافة المسائل العالقة ذات الصلة بالبرنامج النووي الايراني. الا ان البرادعي استدرك قائلا "..ومع ذلك. فان الوكالة الذرية ما تزال في وضع لا يمكنها من تحقيق المزيد من التقدم في جهودها الرامية الى التأكد من صحة واكتمال البيانات الايرانية واثبات أن البرنامج النووي الايراني مكرس بالفعل للأغراض السلمية".