السنيورة: لبنان ليس وحيدا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حوالي مليون دولار من المساعدات العاجلة
السنيورة: لبنان ليس وحيدا
مؤتمر ستوكهولم سمح بجمع اكثر من 900 مليون دولار ستوكهولم:لبى المجتمع الدولي بشكل كبير نداء مؤتمر الدول المانحة لاعادة اعمار لبنان في ستوكهولم ووعد بتقديم 940 مليون دولار للاستجابة بشكل عاجل لمتطلبات اعادة اعمار لبنان الذي دمره الهجوم الاسرائيلي الواسع.وقال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في ختام المؤتمر الذي استمر يوما واحدا "لقد اكتشفنا اليوم ان لبنان ليس وحيدا".واضاف السنيورة الذي كان على راس وفد وزاري هام "هذا عمل جيد" بيد انه تابع "لا يزال ينتظرنا عمل كثير".وتحدث السنيورة عن حجم الدمار الذي لحق ببلاده مؤكدا أنه وبعد أن خرج لبنان من تجربة حرب أهلية طويلة ومدمرة وبدأ بالفعل يستعيد عافيته سياسيا واقتصاديا واجتماعيا جاءت هذه الضربة لتعيده عقودا الى الوراء وتهدم وتدمر بنيته التحتية.
كمااعرب رئيس الوزراء اللبناني عن شكره وامتنانه العميق للحكومة السويدية والشعب السويدي على هذه المبادرة الطيبة باستضافتهم مؤتمر المانحين في ستوكهولم مؤكدا أنه والوفد المرافق له جاؤوا اليوم الى هذا المؤتمر ليظهروا للعالم عزيمة الشعب اللبناني وارادته القوية في اعادة اعمار بلاده من جديد. وقد شدد رئيس الوزراء اللبناني في وقت سابق على الشفافية في استخدام المساعدات المقدمة رافضا بشكل قطعي مزاعم عن احتمال ان يستفيد حزب الله من المعونات الدولية لاعادة اعمار لبنان.وقال للصحافيين "ان الفكرة التي تقول انه سيتم تحويلها (المساعدات) بشكل او بآخر لتذهب الى حزب الله، هي فكرة خاطئة تماما المساعدات سيتم تأمينها عن طريق وكالات حكومية وستذهب مباشرة الى المحتاجين اليها. ولن يكون هناك اي وسيط".واضاف السنيورة "سنكون بمستوى هذا التحدي".
واعلنت السويد عن تنظيم هذا المؤتمر الاول للمانحين منذ وقف المعارك في 14 آب/اغسطس بعد اكثر من شهر من المعارك، وذلك بالتعاون مع لبنان والامم المتحدة.وكان الهدف الرسمي للمنظمين جمع 500 مليون دولار للبنان.وشارك في المؤتمر ممثلون عن 50 دولة وعشر منظمات دولية.
وافتتح رئيس الوزراء السويدي يوران بيرشون المؤتمر وألقى فيه كلمة أشاد فيها بالتعاون الوثيق الذي تم بين حكومة بلاده والحكومة اللبنانية والأمم المتحدة لانجاح هذا المؤتمر الدولي الذي من شأنه مساعدة شعب لبنان على استعادة ثقته بالمجتمع الدولي. كما دعا بيرشون الحكومتين اللبنانية والاسرائيلية الى استثمار هذا الاهتمام الدولي بقضايا المنطقة لتحقيق سلام دائم وراسخ بين البلدين بناء على المبادىء التي وردت في القرار الدولي 1701 باعتبار أن هذا القرار يتضمن جزءا كبيرا مما جاء في اتفاقية الطائف وفي قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1559 . وأكد رئيس الوزراء السويدي يوران بيرشون في كلمته امام مؤتمر المانحين من اجل لبنان دعمه لدعوة السكرتير العام للأمم المتحدة كوفي عنان الى اسرائيل لرفع الحصار الذي تفرضه على لبنان برا وبحرا وجوا.
ودعا رئيس الوزراء السويدي أيضا الى ايجاد حل للنزاع الفلسطينيالاسرائيلي الذي يعتبر أساس مشكلة الشرق الأوسط بالتفاوض واحترام القانون الدولي آملا في أن يرى العالم دولة فلسطينية ديمقراطية مستقلة تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل.
وفي ختام كلمته دعا بيرشون الى أن تكون المساعدات الممنوحة للبنان مرنة بطبيعتها وسريعة في الوصول الى الشعب اللبناني محددا مساعدة بلاده ب20 مليون دولار اضافية بعد أن كانت السويد قد قدمت مساعدات اغاثية فور انتهاء الحرب تقدر ب10 ملايين دولار أميركي. كما وعد بمساعدة لبنان على ازالة الألغام والقذائف التي لم تنفجر وتتناثر في أجزاء كبيرة منه.
وألقت وزيرة شؤون التعاون الدولي السويدية كارين يمتين كلمة أشادت فيها بتجاوب دول العالم بجعل مشكلة الشعب اللبناني مشكلتهم مؤكدة أن ما حدث في لبنان برهن للعالم أجمع أهمية أن تتضامن الأسرة الدولية في مساعدة أعضائها. وأكدت الوزيرة يمتين أيضا أن على المجتمع الدولي أن يقف موحدا في ادانة استهداف المدنيين الأبرياء العزل بصرف النظر عن الجهة التي استهدفتهم.
و في كلمته، قال وزير الخارجية السويدي يان الياسون عقب الاجتماع "انه تعبير عن التضمان وان هناك الكثير من عوامل النجاح للحكومة اللبنانية".واضاف الياسون ان مبلغ 940 مليون دولار يمثل مجمل الوعود المقدمة في ستوكهولم. وباعتبار المساهمات السابقة فان اجمالي المساعدة العاجلة لاعادة الاعمار في لبنان يرتفع الى 2،1 مليار دولار. وبلغت المساهمة الفرنسية 3،19 مليون يورو، ما رفع اجمالي مساهمة فرنسا الى حوالي 40 مليون دولار، وفق ما اعلنت الوزيرة المفوضة للشؤون الاوروبية كاترين كولونا.ولم يقدم المنظمون السويديون للمؤتمر تفاصيل عن الوعود المقدمة واكتفوا بالاشارة الى ان الولايات المتحدة ودول الخليج والاتحاد الاوروبي هي بين اكبر المانحين للبنان.
واوضح السنيورة من جانبه ان اجمالي المساهمات وخصوصا الكبيرة بينها التي قدمتها السعودية والكويت، لم يتم احتسابها بالكامل في ستوكهولم لانها كانت سابقة او هدفت الى دعم العملة اللبنانية.
وقد أكدت الكويت على موقفها الحالي الداعم للبنان وهو الموقف نفسه الذي عبرت عنه رسميا وشعبيا ابان الحرب الشرسة التي دارت على أرضه وبحره وجوه. وقال وزير المالية الكويتي بدر مشاري الحميضي خلال كلمته أن الكويت اذ تؤكد ادانتها للهجوم الاسرائيلي فهي تأمل بأن يكون قرار الأمم المتحدة الأخير حول لبنان رقم 1701 الأرضية القانونية الصلبة لحل النزاع الاسرائيلي اللبناني بصفة دائمة.
في المقابل حذر الحميضي من الانتهاكات المتمثلة بالتصرفات الاسرائيلية الأخيرة والتهديدات المعلنة والمبطنة التي يصرح بها بعض المسؤولين الاسرائيليين بين حين وآخر بامكانية القيام بهجوم عسكري آخر يستهدف البنية التحتية للبنان والمدنيين الأبرياء العزل من مواطنيه كما حدث في المرة السابقة.
وأضاف "ان دولة الكويت وانطلاقا من ايمانها بضرورة تقديم المساعدة للدول المحتاجة أو المتضررة من الحروب والكوارث واستشعارا منها بالحاجة الملحة للبنان الشقيق لمساعدة شعبه في محنته واعادة اعمار البلد المدمر من جراء الحرب الاسرائيلية قدمت منحة مالية بقيمة 300 مليون دولار أمريكي لاعادة اعمار ما دمره العدوان الاسرائيلي ودعم جهود استعادة لبنان عافيته بالاضافة الى ايداع وديعة بقيمة 500 مليون دولار أميركي في مصرف لبنان المركزي". وتابع "كما تبرعت الكويت أيضا بمبلغ مليوني دولار لدعم أنشطة المنظمات الدولية العاملة على تأمين احتياجات لبنان الانسانية".
وذكر بأن "دولة الكويت كانت قد تبرعت بمبلغ 15 مليون دولار للجنة الاغاثة اللبنانية وقدمت مواد اغاثة عاجلة بواسطة الهلال الأحمر الكويتي تقدر قيمتها بستة ملايين دولار أميركي هذا عدا المساعدات والتبرعات التي قدمتها الجهات الخيرية الأهلية والمواطنون الكويتيون لاخوانهم اللبنانيين والتي تتجاوز بضع ملايين من الدولارات".
ودعا الكثير من المشاركين في المؤتمر وبينهم مارك مالوك براون ممثل الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الى رفع الحصار الذي تفرضه اسرائيل على لبنان. وقال الياسون ان "الابقاء على الحصار الجوي والبحري على لبنان يشكل عرقلة كبيرة لمسيرة اعادة الاعمار الفورية"، مضيفا ان المؤتمر يدعو الى "فتح الموانىء والمطارات اللبنانية لاغراض مدنية".
وقال مسؤولون سويديون ولبنانيون ان مؤتمرا آخر للمانحين يتمحور حول اعادة الاعمار على المدى البعيد، سيعقد في وقت لاحق دون توضيح موعده ولا مكان انعقاده.