الدفاع العراقية تتولى مسؤولية القوات البرية والبحرية والجوية

أسامة مهدي من لندن: اعلنت القوات المنعددة الجنسيات في العراق ان وزارة الدفاع العراقية ستتسلم منها غدا السبت مسؤولية القوات البرية والجوية والبحرية واشارت الى مقتل اثنين من جنودها واعتقال 40 متمردا في منطقة حديثة الغربية قرب الحدود مع سوريا .

وقالت القوات في بيان صحافي ارسلت نسخة منه الى "ايلاف" اليوم ان وزارة الدفاع العراقية ستبدأ السبت عملية تولي مسؤولية العمليات المباشرة للقوات العراقية المسلحة كخطوة مهمة على طريق الاعتماد على النفس وتولي المسؤولية الامنية وذلك وفي احتفال رسمي يتم فيه تولي الوزارة مسؤولية القوات البرية والجوية والبحرية العراقية.

واشارت الى انه من خلال ممارسة عمليات القيادة ستكون الدفاع العراقية مسؤولة عن تخطيط وتوجيه العمليات التي تستهدف القضاء على التمرد والحفاظ على العراق كدولة ديمقراطية مستقلة واكدت ان هذا التطور المهم يؤشر صفحة جديدة من تاريخ العراق من خلال استلام القوات العراقية لزمام السيطرة من قوات التحالف.

ويوم امس أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري كامل المالكي أن القوات العراقية ستتسلم الملف الأمني في محافظة ذي قارٍ الجنوبية الشهر المقبل بعد إستكمال بناء وجاهزية القوات الأمنية في المحافظة .

وأضاف في بيان اصدره مكتبه أن هذا العام سيشهد أيضاً عملية إستلام ملفات أمنية في المحافظات الأخرى معربا عن إعتزازه بهذه الخطوة وبالتطور السريع لجهوزية القوات المسلحة وزيادة القدرات الأمنية التي اصبحت قادرة على القيام بالكثير من المهام والمسؤوليات الكبيرة لوحدها. وقال إن نقل الملف الأمني "يمنحنا الثقة باننا أصبحنا على مقربة من إستلام كامل الملف الأمني في العراق" .

لكن الجنرال جورج كيسي قائد القوات الاميركية في العراق قال ان قوات الأمن العراقية في حاجة الى فترة تتراوح بين عام و18 شهرا قبل ان تصبح قادرة على تسلم المهام الأمنية في العراق من القوات الاميركية.

واضاف كيسي في تصريح انه لا يستطيع الآن تحديد تاريخ لانسحاب اميركي كم العراق لكنه أشار الى ان القوات العراقية في حاجة الى فترة تتراوح بين عام وعام ونصف العام كي تصبح على استعداد لمباشرة مسؤولياتها الامنية مع الاعتماد المحدود على قوات التحالف. واشار الى ان خفض عدد القوات الاميركية في العراق بعد تلك الفترة يعتمد على الوضع الأمني في البلاد وقال " سنعمل على الاحتفاظ بعدد مناسب من القوات الاميركية طبقا للأوضاع، إلا ان هذه المسألة ومستقبل وجود قوات التحالف في العراق خلال فترة 12-18 شهرا ستحددهما الحكومة العراقية".

وفي بيان اخر الى "ايلاف" قالت القوات المتعددة الجنسيات ان جنود مشاة البحرية الاميركية اعتقلوا 16 متمرداً و24 متمرداً اخرين مشتبه بهم في مناطق مثلث حديثة الى الغرب من محافظة الانبار في العراق بالقرب من الحدود مع سوريا.

واشارت الى ان جنود مشاة البحرية الاميركية من الكتيبة الثالثة من فوج المشاة البحري الثالث ومقره في هاواي والمعروفة ب "كتيبة أميركا" اعتقلوا متمردين معروفين ومشتبه بهم خلال عمليات روتينية واخرى مخطط لها لمكافحة التمرد في منطقة مثلث حديثة. واوضحت ان بعضهم معروف بترويع السكان المحليين ومهاجمة قوات الائتلاف والقوات العراقية وتقديم الدعم السوقي لمتمردين داخل المنطقة. وقد عثرت دورية لجنود مشاة البحرية الاميركية في أحد منازل المعتقلين على مواد مختلفة تستخدم في تركيب العبوات الناسفة وبندقية كلاشنكوف مع ذخائر متنوعة وعدد من النواظير.

وقالت انه بالاضافة الى ذلك فقد أطلق فريق قناصة استكشافي اميركي النار على جماعات معادية للقوات العراقية والذين فتحوا النار على دبابة M1A1 تابعة لمشاة البحرية على طريق حديثة وتم قتل أثنان من المتمردين وأصابة أخر أصابة بليغة حيث تم نقله من قبل فريق طبي اميركي الى مستوصف عسكري اميركي للعلاج.

واوضحت ان هذا الحادث يأتي بعد يوم من أشتباكات متفرقة مع قناصة أستطلاعيين والتي اسفرت عن مقتل أحد المتمردين بينما كان يقوم بحفر حفرة في موقع تم العثور فيه مؤخراً على عدد من العبوات الناسفة أو تم تفجيرها. وذكر المقدم نورم كولينغ آمر الكتيبة الثالثة في فوج المشاة البحري الثالث "أن نجاحات الكتيبة على مدى الايام الاخيرة بالحقيقة تاتي نتيجة الهجمات التي تشنها مجاميع معادية للقوات العراقية دون يأس .. فهم يرون تنامي قدرات الجيش العراقي والعمليات الاخيرة للشرطة العراقية كبداية واضحة للقضاء على نفوذهم في منطقة مثلث حديثة."

وتضم منطقة مثلث حديثة ثلاث مدن متجاورة وهي حديثة وبروانة والحقلانية والتي يبلغ تعداد سكانها حوالي 70,000 نسمة يعيشون على طول نهر الفرات على بعد 160 ميل شمال غربي بغداد. وقد وصلت الكتيبة الثالثة من فوج المشاة البحرية الثالث والذي يعتبر جزء من الفوج القتالي السابع الى العراق في آذار (مارس) الماضي وواصلت على مدى الاشهر الخمسة الاخيرة توفير الامن في منطقة مثلث حديثة وتقديم المشورة الى قوات الامن العراقية.
والفوج القتالي السابع هي وحدة في الجيش الأميركي مسؤولة عن الجزء الغربي من محافظة الانبار، وهي منطقة تبلغ مساحتها 30,000 ميل مربع والتي تمتد من الحدود الاردنية والسورية الى بعد مئات الاميال شرقاً الى مدينة هيت وهي مدينة تبعد حوالي 120 كيلومترا شمال غربي الرمادي.

ومن جهة اخرى اعلنت القوات مقتل جندي من قوات المارينز التابع لفريق الفوج القتالي الخامس وجندي اخرتابع الى فرقة المارينز اللوجستية الاولى اثر جروح اصيبا بها في حادث عدائي خلال عمليه لهما في محافظة الانبار وقالت انه لن يتم الاعلان عن اسماء الجنديين المتوفيين لحين ابلاغ ذويهم او اعلانه من قبل وزارة الدفاع الاميركية.