محللون : مؤتمر ستوكهولم دعم قوي لحكومة السنيورة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت : رأى محللون ان رصد الدول الغربية مساعدات فورية قيمتها حوالي مليار دولار للبنان يدل على احتضان دولي لحكومة فؤاد السنيورة وعزا بعضهم هذا الدعم السريع الى مواجهة احتمال وقوع لبنان تحت النفوذ الايراني بعد صمود حزب الله في مواجهة اسرائيل. وعزا الباحث اللبناني نديم شحادة الدعم الى رغبة الغرب في "مواجهة الهجمة الايرانية لمساعدة لبنان التي بدات حتى قبل انتهاء العمليات العسكرية".
وسارع حزب الله، الى دفع اكثر من 150 مليون دولار في الايام الاولى بعد وقف النار لتعويض من تهدمت منازلهم. وقال شحادة الذي يرئس قسم الشرق الاوسط في معهد الدراسات الدولية البريطانية "كادت نتائج الحرب تبعد لبنان عن دائرة النفوذ الغربي لتضعه كليا في دائرة النفوذ الايراني فسارعت الدول الغربية وحلفاؤها العرب الى دعمه حتى لا يتحقق ذلك".
واضاف "انه دعم لتقوية موقف السنيورة واعادة استقطاب لبنان حتى لا يقع في الجانب الايراني خصوصا بعد صمود حزب الله في مواجهة اسرائيل رغم الخسائر الكبيرة على كل المستويات الاخرى". وشدد مكرم صادر امين عام جمعية المصارف اللبنانية على اهمية حجم الاموال والسرعة التي انجز بها المؤتمر وقال "لم نشاهد ذلك حتى بالنسبة للعراق".
واضاف "انه نجاح كبير ويدل على التزام دولي جدي بالنسبة لكل وضع لبنان". وتزامن الدعم الدولي للحكومة مع حملة داخلية عليها تجلت في مطالبة حزب الله المتمثل فيها بتوسيعها لتضم تيار حليفه المسيحي المعارض ميشال عون، فيما طالب عون مباشرة بتغييرها. واعتبر الخبير الاقتصادي انطوان شويري بان مخصصات ستوكهوم "دليل دعم دولي وثقة بالسنيورة".
وردا على سؤال عن انعكاسات هذه الثقة على المستوى الداخلي اعتبر شويري انها "تقوي موقف الحكومة". وقال "الدعم الدولي والعربي للسنيورة سيدفع بالذين يطالبون باستقالته، سواء احبوه ام لم يحبوه، الى التفكير مئات المرات لان عليهم ان ياخذوا بالحسبان الموقف الدولي والعربي منه". وراى المحلل الاقتصادي كمال حمدان بان نتائج المؤتمر "امر مشجع جدا ويعكس عطفا دوليا على اعادة اعمار لبنان".
بالمقابل اعتبر حمدان ان نجاح مسيرة الدعم "مشروط بمعطيات لبنانية ابرزها تامين توافق داخلي واجندة سياسية مبنية على قواسم مشتركة مما يزيد من القدرة على استجلاب الدعم الدولي". وقال "بمعزل عن الصراع الداخلي حول تغيير الحكومة او بقائها فان ما جرى يشكل خطوة كبيرة الى الامام تبرر للسنيورة ان يجيرها لاستمرار حكومته".
في مواجهة الحملة الداخلية من اطراف المعارضة على الحكومة نوه رئيس مجلس النواب نبيه بري، حليف حزب الله، الخميس "بالمقاومة السياسية التي ابدتها الحكومة واسلوب التشاور الذي اتبعناه من اجل رسم خارطة طريق للحركة الديبلوماسية للدولة وحققت اجماعا عربيا وتفهما اوروبيا". وعلى الاثر نوه سعد الحريري زعيم الاكثرية النيابية التي تمثل قوى 14 اذار/مارس المناهضة لسوريا والتي ينتمي اليها السنيورة بموقف بري. واشاد في بيان "باعتباره حكومة السنيورة حكومة المقاومة السياسية في وجه العدوان واعلانه دعمها في تنفيذ القرار 1701" الذي ادى الى وقف العمليات الحربية بين اسرائيل وحزب الله في 14 آب/اغسطس. ورحبت صحف لبنانية بموقف بري.
ورات "النهار" ان بري "قام بدور مهم في لملمة الوضع الداخلي". وكتبت "موقف بري يلاقي الدعم الدولي والعربي للحكومة ويمدها بمزيد من الثبات".
واعتبرت صحيفة "الانوار" "ان نسبة النجاح في تغيير الحكومة معدومة". وكتبت "آلية اسقاطها غير متوفرة اطلاقا اذا تستمر حائزة على ثقة المجلس النيابي وامكانية اسقاطها في الشارع معدومة فلكل قوى شارعها واللجوء اليه سلاح ذو حدين وكل حد منه يعطل الحد الاخر". يذكر بان السنيورة اكد عشية مؤتمر ستوكهولم ان "الحكومة باقية باقية (...) ولا استقالة ولا تغيير طالما اللعبة الديموقراطية تقوم بعملها". كما رحبت "النهار" بنتائج ستوكهولم ورات "ان حكومة السنيورة تلقت دعما مزدوجا من شأنه ان يرسخ استمرارها من جهة ويشكل زخما دبلوماسيا وسياسيا واقتصاديا لجهودها في معالجة الاثار المخيفة للحرب الاسرائيلية على لبنان من جهة اخرى".
واقر مؤتمر ستوكهولم تعهدات بقيمة 940 مليون دولار ترتفع الى 2،1 مليار دولار اذا تم احتساب المساهمات التي سبقت انعقاده.