طالباني : خطة وطنية شاملة للقضاء على الارهاب

أسامة مهدي من لندن : أكد الرئيس العراقي جلال طالباني أن الإرهاب هو اكبر مشكلة تعقد الوضع الأمني وانه يشكل عائقاً أمام الاستقرار في البلاد وأعرب عن الأمل في القضاء عليه موضحاً أن أهم تلك الطرق هي خطة وطنية شاملة تتقدمها عملية المصالحة الوطنية التي أطلقتها الحكومة العراقية مؤخراً مشيرا الى أن المصالحة بدأت مسيرتها فعلياً مذ اشترك العراقيون بمختلف مكوناته في الانتخابات السابقة بعد أن استفتوا على الدستور .

جاء ذلك خلال استقبال الرئيس طالباني لمجموعة دراسة العراق Iraqi study group من الولايات المتحدة الأميركية يقوم بإعداد دراسة عن الشأن العراقي وسيقدم في ضوئها تقريراً إلى الإدارة الأميركية بعد الانتخابات التشريعية النصفية وستتضمن تصورات و مقترحات إلى الإدارة الأميركية حول الوضع العراقي. و كان على رأس الوفد وزير الخارجية السابق جيمس بيكر ولي هامتلون رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب.

وأشاد طالباني بحسب بيان رئاسي عراقي ارسلت نسخة منه الى "ايلاف" اليوم بالوزير السابق بيكر و قال انه ساهم في إنقاذ أرواح عشرات الآلاف من المواطنين العراقيين الأكراد حينما ساهم بدور فعال في إنهاء معاناتهم اثر حملة التهجير التي قام بها الحكم الدكتاتوري أثناء انتفاضة الشعب العراقي عام 1991. كما أشار إلى أن هامتلون كان صديقاً صدوقاً للشعب العراقي و قواه الوطنية و الإسلامية المعارضة و كانت أبواب مكتبه في الكونغرس مفتوحة دائماً أمام المناهضين للحكم الدكتاتوري و أسهم في تمرير قانون تحرير العراق. و أكد رئيس الجمهورية أن الشعب العراقي لن ينسى أبداً المواقف النبيلة لأصدقائه.

وقدم طالباني شرحاً مسهباً عن الوضع الأمني في البلاد، و تطور العملية السياسية فيه، إضافة إلى تطور الوضع الاقتصادي في كافة المجالات و خاصة إنهاء احتكار الدولة للاقتصاد و تفعيل الاقتصاد الحر و إطلاق قدرات القطاع الخاص و زيادة رواتب العاملين في الدولة، وهم يقدرون بالملايين، زيادة لا تقاس برواتبهم الحقيقية في العهد الدكتاتوري. وجدد شكره على الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة الأميركية في مساعدة الشعب العراقي و تحريره من الديكتاتورية الصدامية، مثمناً التضحيات التي بذلتها القوات الأميركية، شارحا للوفد الزائر أن جميع مكونات الشعب العراقي قد استفاد من التحرير. فالعرب السنة الذين صُبغ الحكم زوراً باسمهم تمتعوا لأول مرة في تاريخ العراق الحديث بالحريات و كذلك بالحقوق الديمقراطية بما فيها حرية التنظيم السياسي و الإعلام و اختيار مندوبيهم في الحكم و انتخاب نوابهم لمجلس النواب العراقي.
واضاف ان العرب الشيعة الذين ذاقوا الأمرّين من الظلم و الاضطهاد قد تخلصوا منهما و تمتعوا بحريتهم السياسية والدينية والشعائرية و بحقهم و لأول مرة في تاريخ العراق باختيار نوابهم للبرلمان و اختيار رئيس الوزراء و نواب رئيس الجمهورية و رئيس البرلمان و الوزراء و أصبحوا لأول مرة سادة في وطنهم و احتلوا المراكز اللائقة بهم. و تخلص التركمان من الاضطهادين القومي و الطائفي فبعدما أنكر الحكم الدكتاتوري وجودهم القومي أصبحت القومية التركمانية معترف بها ولغتهم تدرس في مدارسهم ويتمتعون بحريات إصدار الصحف و الإذاعة و التلفزيون بلغتهم و بحريات التنظيم الحزبي و المدني.
واشار الى ان الشعب الكردي في العراق فقد نص الدستور على حقوقهم التي اكتسبوها بدماء شهدائهم و دعم الحلفاء. وأقرت الفدرالية لكردستان العراق من قبل جميع القوى الفاعلة في المجتمع إذ ينحصر اعتراض البعض على فدرالية الوسط و الجنوب مع إقرار فدرالية كردستان. و يشترك ممثلو الشعب الكردي المنتخبون في الحكومة المركزية أيضا. و قد أصبح الكرد في العراق عامل توحيد العراقيين و عنصرا فعالا في المعادلة الوطنية و المصالحة الوطنية و التقريب بين العرب الشيعة و العرب السنة و القوى السياسية المختلفة.
و جدد الرئيس طالباني مرة أخرى الإشادة بدور الوزير جيمس بيكر الذي تأثر بمناظر المأساة الكردية على الحدود التركية بحيث لم يصبر أن تهبط طائرته بل خابر من الجو الرئيس جورج بوش الأب الذي تفضل بإرسال القوات لإجبار الدكتاتورية على السماح بعودة المهجرين إلى ديارهم إلا في كركوك. و بذلك تم إنقاذ حياة عشرات الألوف من العراقيين الاكراد.وشرح الرئيس للوفد الزائر تصوره بتوفر مستلزمات تحقيق المصالحة الوطنية و إنجاح خطة امن بغداد و العراق و القضاء على الإرهاب مبينا للوفد وجود دلائل ايجابية بين المكونات الأساسية للشعب العراقي على الرغبة الحقيقية لتحقيق كل ذلك.
وقال البيان الرئاسي ان الوفد طرح أسئلة عديدة أجاب عنها الرئيس طالباني و الدكتور برهم صالح نائب رئيس مجلس الوزراء الذي حضر الاجتماع. وضم وفد مجموعة دراسات العراق إضافة إلى جيمس بيكر ولي هاملتون كلاً من روبرت كيتس رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية و ادوين ميس المدعي العام السابق و ليون بانيتا كبير موظفين البيت الأبيض سابقاً و وليم بيري وزير الدفاع الأميركي السابق و تشارلز روب حاكم ولاية فرجينيا السابق و السفير ادوارد جرجيان وكيل وزير الخارجية السابق و كرس كوجم نائب رئيس هيئة 11 ايلول (سبتمبر) .

ومن جهة اخرى عبر الرئيس طالباني عن اسفه لتصريحات نسبت الى رئيس الوزراء السابق اياد علاوي قال فيها ان المجلس السياسي الامني قد تم تهميش عمله . وقال طالباني الذي يتراس المجلس في بيان ارسلت نسخة منه الى "ايلاف" مايلي :

في تصريحات خاصة أدلى بها الدكتور أياد علاوي إلى (أصوات العراق) نسب إليه ردا على أداء المجلس السياسي للأمن الوطني ما يلي: "كنا نأمل أن يكون هناك دور متميز للمجلس لكنه همش..."
و لإيضاح الحقيقة و بيانها نقول انه يؤسفنا أن ينسب هذا التصريح المجافي للحقيقة للأخ الدكتور اياد علاوي و نحن إذ نرجو أن لا يكون صحيحا نرى من الواجب أن نبين أن المجلس السياسي للأمن الوطني لم يهمش أبدا بل يبحث و يتشاور في أهم القضايا السياسية و الأمنية و العلاقات الخارجية و يتعاون الأخ دولة رئيس مجلس الوزراء مع سائر الأعضاء في المجلس و يتشاور حول أهم القضايا الأمنية و السياسية و الدولية. وإذا كان ما نسب الى الاخ الدكتور أياد علاوي نقلا دقيقا عنه فلعله قال ما نسب إليه لأنه تعود على الغياب عن جلسات المجلس إذ لم يحضر إلا جلسة واحدة حتى الآن و بالتالي فهو لا يدري ما يبحثه المجلس من المواضيع و ما يصدره من التوصيات و الإرشادات و الغائب عذره معاه كما يقول المثل .

جلال طالباني
رئيس المجلس السياسي للأمن الوطني