هيأتان سنيتان تهاجمان منع رفع العلم العراقي في كردستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اسامة مهدي من لندن: اعتبرت هيأتان عراقيتان سنيتان قرار رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني بمنع رفع العلم العراقي الحالي في الاقليم وقالتا انه استغلال سيء لصالح فئات سياسية وزعامات همها البقاء في السلطة على حساب الشعب العراقي ومصالحه الآنية والمستقبلية. وقالت هيئة علماء المسلمين في بيان لها اليوم ان قرار بارزاني ياتي في وقت أحوج ما يكون فيه الشعب العراقي إلى من يشد أزره للتماسك بعد أن بلغت جهود الميليشيات ذروتها في القتل على الهوية والتهجير الطائفي في خطوة مكشوفة لتمزيق العراق. ووصفت الهيئة القرار بانه خطوة غير مسؤولة ودعت جميع الساسة إلى أن يتقوا الله في العراق وفي شعبه المظلوم وأن يعمل المخلص منهم على تضميد جراحه بدلاً من إنكائها بين حين وآخر والحيلولة دون تماثلها للشفاء كما اشارت .. وفيما يأتي نص البيان :
بيان رقم (312)
المتعلق بإنزال العلم العراقي من مواقع حكومية في شمالنا الحبيب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه المجاهدين ومن والاه. وبعد:
فقد أصدر بعض الساسة قراراً بإنزال العلم العراقي من مواقع حكومية في شمالنا الحبيب ونص القرار على رفع علم ذي مواصفات خاصة وفي المناسبات الرسمية فقط.
ويأتي هذا في وقت أحوج ما يكون فيه الشعب العراقي إلى من يشد أزره للتماسك بعد أن بلغت جهود الميليشيات ذروتها في القتل على الهوية والتهجير الطائفي في خطوة مكشوفة لتمزيق العراق. إن هذا الإجراء لا مبرر له، ولا يقبل تحت أية ذريعة، فالعراق بالتالي لا يملكه ساسته، بل هو ملك سبعة وعشرين مليون نسمة يزعم الساسة العراقيون أنهم ديمقراطيون، وأن الديمقراطية تعني إشراكهم في سياسة البلاد، ويعلم الجميع أن قضية تغيير العلم قد نوقشت من قبلُ وجوبهت برفض شعبي عارم.
إن مثل هذه الخطوة - مع ما يجري من سعي لتقسيم النفط وحث على فدرالية هنا وهناك والأرض محتلة والشعب يقتل ويعاني من الفقر والجوع - استغلال للوضع أسوأ استغلال لصالح فئات سياسية وزعامات همها على ما يبدو البقاء في السلطة على حساب الشعب العراقي ومصالحه الآنية والمستقبلية. إن هيئة علماء المسلمين تستنكر مثل هذه الخطوات غير المسؤولة، وتدعو كل الساسة إلى أن يتقوا الله في العراق وفي شعبه المظلوم، وأن يعمل المخلص منهم على تضميد جراحه بدلاً من إنكائها بين حين وآخر والحيلولة دون تماثلها للشفاء.
الأمانة العامة
9 شعبان 1427 هـ
2/9/2006 م
ومن جهتها اعتبرت جبهة التوافق السنية الممثلة في مجلس النواب العراقي من خلال 44 نائبا بحث تغيير العلم العراقي سابق لاوانه وسيثير الكثير من الخلافات داخل البرلمان العراقي وليس من الحكمة طرح هذا الموضوع في الفترة الحالية. وقال النائب عن الجبهة حسين الفلوجي عضو البرلمان عن قائمة التوافق العراقية في تصريح لوكالة أنباء أصوات العراق "اعتقد أن أوضاع العراق الحالية هي أوضاع معقدة وان مشاكل سوء الخدمات وضعف الاداء الحكومي من المواضيع الواجب بحثها في البرلمان." وأضاف أن البرلمان لا يجب أن "يتطرق الى بحث قضية لا اقول انها هامشية لكن ليس من الأولى بحثها الان , سيما وان الدستور العراقي لم يتم التوافق عيله بعد." وقال "ان طرح الموضوع في هذه الفترة هو هروب من الواقع ,ويجب على الحكومة ان تطرح على البرلمان القضايا التي تمس وتخدم المواطن العراقي".
وعن رايه بقرار بارزاني بانزال العلم العراقي من على مقرات مؤسسات اقليم كردستان قال الفلوجي "للاسف مرة ثانية يثبت السيد مسعود البارزاني انه لا تأثر بالواقع التي تعيشه بغداد في الوقت الذي ينعم هو باستقرار أمني وسياسي في اقليم كردستان." وأضاف ان "السيد البارزاني بتصريحاته يريد الشوشرة على الحكومة العراقية والبرلمان."
وعلى الجانب الاخر قال الناطق باسم رئيس الحكومة العراقية علي الدباغ اليوم إن مجلس النواب العراقي العراقي لديه فرصة لتغيير العلم العراقي لانه يجب أن يكون ممثلا لكافة أطياف الشعب العراقي . وأضاف الدباغ في تصريح للصحفيين فى بغداد "إننا ملتزمون ببنود الدستور العراقي وسيطرح موضوع تغيير العلم العراقي في البرلمان العراقي لأن العلم يجب أن يكون ممثلا لكافة اطياف الشعب العراقي". كما انتقد النائب صالح المطلك رئيس جبهة الحوار الوطني قرار البرزاني بشدة قائلاً " ان من لا يريد علم العراق عليه ان يسحب وزراءه وكتلته البرلمانية الى المكان الذي لايريد رفع العلم العراقي فيه".
وفي مواجهة هذه الانتقادات قال نوري الطالباني عضو المجلس الوطني لكردستان العراق (البرلمان) إن قرار رئاسة إقليم كردستان العراق رفع علم الاقليم على جميع الدوائر والمؤسسات الحكومية جاء نتيجة عدم حسم مشكلة العلم في الدستور وبالتالي من حق الاقاليم رفع علمها. وأوضح أن مشكلة العلم لم تحسم في دستور العراق وبذلك يحق لاقليم كردستان رفع العلم الكردي. وأضاف أنه" نتيجة أن مشكلة العلم لم تحسم في الدستور العراقي فقد أصبح من حق أي جهة رفض أو قبول العلم العراقي الحالي. وأشار الى أن مسألة العلم العراقي يجب أن يحسمها مجلس النواب بحسب الدستور.
وكان بارزاني قرر امس الاول في خطوة مفاجئة مثيرة للجدل منع رفع العلم العراقي الحالي ذو النجمات الثلاث وعبارة "الله اكبر" على مباني ادارات ومؤسسات الاقليم ومقرات قوات البيشمركة المسلحة وانزاله من عليها والاكتفاء برفع العلم الكردستاني بسبب ما قالت مصادر كردية انه العلم الذي ارتكب نظام الرئيس المخلوع صدام حسين جرائمه ضد الاكراد تحت ظلاله . وقال قرار اصدره بارزاني وحمل الرقم 60 لسنة 2006" يجب رفع علم كردستان وحدها في دوائر ومؤسسات حكومة إقليم كردستان وفي مقرات البيشمركة ونقاط التفتيش ويسمح للأحزاب العاملة في الإقليم رفع أعلامها الخاصة الى جانب علم كردستان". ونص القرار على رفع العلم العراقي فقط في المناسبات الرسمية على أن يكون علم الجمهورية العراقية لثورة 14 تموز الى حين إختيار علم جديد للعراق الفيدرالي وفق الدستور العراقي".
ونص القرار على رفع العلم العراقي فقط في المناسبات الرسمية على أن يكون علم علم العراق الرسمي الذي كان يرفع خلال الفترة بين عامي 1958 حين اعلنت الجمهورية العراقية و1963 حين اطاح حزب البعث بنظام رئيس الوزراء الاسبق عبد الكريم قاسم وذلك ريثما يتم إختيار علم جديد للعراق الفيدرالي وفقا للدستور الجديد .
وتسبب رفع العلم العراقي الحالي الكثير من الخلافات بين القيادات الكردية والعراقية خلال السنوات الثلاث السابقة التي اعقبت سقوط النظام السابق نتيجة إصرار الجانب الكردي على رفض العلم القديم وكذلك العلم الجديد الذي أقترح من قبل مجلس الحكم المنحل واكتفى الأكراد برفع علم ثورة 14 تموز خلال هذه السنوات كحل وسط لتجاوز هذه الخلافات .
واذا ما تم اختيار علم جديد للعراق فانه سيكون الخامس منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 ليرمز للمملكة العراقية انذاك . فقد اعلن العلم الاول في عام 1921 مع تشكيل الدولة العراقية ويتكون من ثلاثة الوان : الاسود والاحمر والابيض مع نجمتين سباعيتين ترمزان لعدد المحافظات الاربع عشرة التي تكونت منها الدولة. اما العلم الثاني فكان بعد الاطاحة بالملكية واعلان الجمهورية العراقية في 14 تموز (يوليو) عام 1958 ويتالف من ثلاثة الوان هي: الابيض والاسود والاحمر تتوسطه النجمة الثمانية الاسلامية في وسطها لون يرمز للحقول الزراعية.
ثم الغى نظام البعث هذا العلم عندما وصل الى السلطة في المرة الاولى عام 1963 واختار علما ثالثا يتالف من الالوان الابيض والاسود والاحمر تتوسطه ثلاث نجمات ترمز لدول العراق ومصر وسورية التي اعلنت الوحدة بينها في 17 نيسان (ابريل) من العام نفسه. وفي عام 1991 اضاف صدام حسين لهذا العلم عبارة (الله اكبر) ليصبح العلم الرابع للدولة العراقية الحديثة. بعد ذلك اختار مجلس الحكم بعد اكثر من عام على سقوط نظام صدام حسين في التاسع من نيسان عام 2003 علما جديدا من بين 30 تصميما عرضت عليه وكان هذا في السادس والعشرين من نيسان عام 2004 ايضاً وهو من تصميم الفنان العراقي المشهور رفعت الجادرجي ليكون العلم الخامس للعراق خلال 83 عاما هي عمر الدولة العراقية الحديثة.
فقد قرر المجلس اعتماد العلم الجديد وهو يتالف من هلال أزرق فاتح على خلفية بيضاء وشريط باللون الأصفر مع خطين باللون الأزرق عند القاعدة. ويرمز الهلال إلى الدين الرسمي للدولة وهو الاسلام، في حين يمثل الشريط الأصفر إقليم كوردستان العراق ويشير الخطان الأزرقان إلى نهري دجلة والفرات. لكن تظاهرات شعبية غاضبة في انحاء المدن العراقية رفضت هذا العلم بذريعة ان وجود الخطين في اعلاه واسفله جعلاه شبيها بالعلم الاسرائيلي الامر الذي ارغم مجلس الحكم على تجميد قراره السابق بالموافقة عليه وقرر اختيار علم جديد لكن هذا الامر لم ينفذ لحد الان .