أنان: إيران ترفض تعليق تخصيب اليورانيوم قبل مفاوضات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طهران: اعلن الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في ختام لقاء مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اليوم ان ايران ترفض تعليق عمليات تخصيب اليورانيوم قبل اجراء مفاوضات حول برنامجها النووي. وقال انان خلال مؤتمر صحافي ان "الرئيس اكد لي ان ايران مستعدة للتفاوض والتوصل الى حل للازمة (لكنه) لا يوافق على التعليق قبل اجراء مفاوضات".
كما أعلن انان "الدعم الكامل" من نجاد لقرار مجلس الامن 1701 الذي اتاح في 14 اب/اغسطس وقف المعارك بين اسرائيل وحزب الله . وقال انان خلال مؤتمر صحافي عقده اثر محادثات مع نجاد في طهران ان الرئيس "اكد لي مجددا دعمه الكامل للقرار 1701". واضاف ان احمدي نجاد تعهد بقيام ايران "بكل ما في وسعها لدعم وحدة وسلامة اراضي لبنان واستقلاله". واضاف "ان طهران ستشترك معنا في مجهود جماعي لاعادة اعمار لبنان".
وفي اليوم الاول من زيارة تستمر 48 ساعة الى ايران، التقى انان وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي وكبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي علي لاريجاني الذي اكد له استعداد طهران للتفاوض بشأن برنامجها النووي بدون شروط مسبقة. وفي تصريحات نقلتها وكالة الانباء شبه الرسمية "مهر"، قال متكي في ختام لقائه مع انان ان "ايران دعمت التوافق اللبناني حول القرار (1701 الذي تبناه مجلس الامن الدولي وسمح بوقف القتال) ويمكن للامم المتحدة تعزيز احلال السلام على الحدود" الاسرائيلية اللبنانية. الا انه حذر من ان اي محاولة لتغيير مهمة القوة الموقتة المعززة للامم المتحدة في جنوب لبنان "سيؤدي الى توتر".
وكانعبر عن ارتياحه بعد محادثاته مع لاريجاني، وقال "اجريت محادثات بناءة وجيدة جدا مع لاريجاني (...) ناقشنا الملف النووي وعددا كبيرا من القضايا الاقليمية التي تهم ايران والامم المتحدة معا". واضاف انان لصحافيين ايرانيين "وجدت ان المحادثات مفيدة وتساعدني في تحقيق تقدم في عملي واحتاج الى المساعدة لان منطقتكم تجعلني مشغولا جدا جدا".
اما لاريجاني، فقد صرح بعد لقائه انان ان "الجانبين اتفقا ان افضل حل هو تسوية المشاكل بالمفاوضات". وفي تصريحات بثتها "وكالة "مهر"، عبر لاريجاني عن امله في ان "تساعد قدرات انان على حل القضية النووية".
اما متكي، فقد صرح ان "الثقة تبنى في الاتجاهين. نرحب باجراء مفاوضات جدية وشاملة لكننا لن نقبل باي شروط مسبقة".
من جهته، صرح الرئيس الايراني الاسبق علي اكبر هاشمي رفسنجاني بعد محادثات مع انان ان "تعليق تخصيب اليورانيوم كشرط مسبق للمفاوضات ليس منطقيا". واضاف رفسنجاني الذي يرئس مجلس تشخيص مصلحة النظام ان "الجيل الحالي في ايران هو جيل الذين اسقطوا الشاه وقاوموا الولايات المتحدة وصمدوا في وجه العدوان العراقي ثمانية اعوام واليوم لن يستسلموا للترهيب".
وتأتي زيارة انان بينما تدعو الولايات المتحدة الى فرض عقوبات بسرعة على ايران بعد رفض طهران الامتثال لقرار للامم المتحدة يطالبها بتعليق تخصيب اليورانيوم في 31 آب/اغسطس على ابعد حد. وقد عبر انان عن تحفظات على طلب الولايات المتحدة مؤكدا في حديث لصحيفة "لوموند" الفرنسية ان التروي اشد فعالية من العقوبات. وقال انان "لا اعتقد ان العقوبات هي الحل لكل المشاكل. في بعض الاحيان يعطي القليل من التروي اثرا كبيرا. وارى اننا يجب ان نزيد من الاعتماد على ممارسة هذه الميزة".
وابقى الاوروبيون ايضا الباب مفتوحا امام المفاوضات. وقد اعطوا السبت مهلة "قصيرة" لم تحدد مدتها الى ايران لتعلق تخصيب اليورانيوم بعد ان انتهت الخميس الماضي المهلة الاساسية التي كان مجلس الامن حددها لها للسبب نفسه. وقال الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا على هامش اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي "لا توجد مهلة محددة" لانهاء المحادثات مع المسؤولين الايرانيين، الا انه حرص على القول ان هذه المهلة في كل الحالات "ستكون قصيرة".
وتندرج زيارة انان الى ايران في اطار جولة في الشرق الاوسط تهدف الى تثبيت الهدنة في لبنان بعد شهر من المعارك بين اسرائيل ومقاتلي حزب الله الشيعي اللبناني، المدعوم من ايران وسوريا. وقد زار لبنان والاردن واسرائيل وسوريا. وقد وصل الى ايران قادما من قطر وسيزور بعد ذلك السعودية وتركيا ومصر.
ايران تنتظر "رأي" الاوروبيين في ردها على الموضوع النووي
على صعيد متصل اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي اليوم ان بلاده تنتظر "رأي" الاوروبيين في ردها على عرض الدول الكبرى الهادف الى حل ازمة ملفها النووي، مشددا على اهمية "المفاوضات". وقال آصفي "على الاوروبيين ان يدلوا برأيهم. كانت لهم ردود فعل اولية لكننا لا نعتبرها نهائية".
وردت طهران في 22 آب/اغسطس على عرض من الدول الكبرى (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي والمانيا) يتضمن تدابير تحفيزية على الصعد الاقتصادية والسياسية والامنية، مقابل تعليق ايران لتخصيب اليورانيوم.
وردت طهران بعرض "اقتراحات جدية" مع رفض التخصيب. ورأى مسؤولون اوروبيون ان الرد الايراني "غير مرض".
وقال آصفي "خلال الايام المقبلة عندما يلتقي (المفاوض الايراني علي) لاريجاني (الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي) خافيير سولانا، سيصبح الرد الاوروبي على عرضنا اكثر وضوحا". ومن المتوقع ان يلتقي لاريجاني سولانا هذا الاسبوع في موعد ومكان غير محددين.
وردا على سؤال عن احتمال البحث في عقوبات تفرض على ايران خلال اللقاء، قال سولانا ان الامر لا يتوقف فقط على الاتحاد الاوروبي. واضاف "ليست المسألة اوروبية فقط، بل هي مسألة تتعلق ايضا بالولايات المتحدة وروسيا والصين"، مشيرا الى انه في حال الفشل، "هناك الامم المتحدة". وردا على سؤال حول احتمال فرض عقوبات، شدد آصفي على ان "الحوار هو الطريقة الوحيدة للوصول الى حل، بينما الوسائل الاخرى لن تؤدي الى اي نتيجة".
حجم محرقة اليهود "ضخم كثيرا"
وفي موضوع آخر اعلن آصفي ان حجم محرقة اليهود ابان الحرب العالمية الثانية "ضخم كثيرا". وقال آصفي خلال مؤتمر صحافي "شاهدت عددا من هذه المعسكرات (الاعتقال) في المانيا الشرقية (سابقا) وبولندا حين كنت سفيرا وجرى تضخيم المسألة كثيرا في نظري"، مضيفا ان عدد ضحايا محرقة اليهود "بعيد جدا عن الارقام المعلنة".
وادلى اصفي بتصريحاته ردا على اسئلة حول مؤتمر حول المحرقة تنظمه طهران في 11 و12 كانون الاول/ديسمبر بمشاركة "خبراء" وتامل ان يكشف عن "اوجه خفية" لهذه الحقبة من التاريخ. وقال آصفي "من الممكن ان يتضمن المؤتمر آراء مختلفة تؤكد وتنفي المحرقة. المحرقة ليست امرا غير قابل للنقاش". ودافع آصفي عن معرض الرسوم الكاريكاتورية حول المحرقة في العاصمة الايرانية، معتبرا انه يندرج "في اطار حرية التعبير". وكان يرد على تعليقات سلبية حول المؤتمر ادلى بها الامين العام للامم المتحدة كوفي انان خلال زيارته الى طهران.