هل كسرت القطرية الحصار؟

طائرة من الدوحة حطت في بيروت بعد رحلة مباشرة
هل كسرت "القطرية" الحصار الإسرائيلي...فعلاً؟

إيلي الحاج من بيروت: هل هو خرق للحصار فعلاً ما جرى في "مطار رفيق الحريري الدولي" في بيروت أمس؟ فقد وصلت عند الثالثة والربع بعد الظهر طائرة قطرية الى هذا المطار، هي اول طائرة تابعة لشركة طيران غير لبنانية تهبط في بيروت من دون المرور بمطار عمان للتفتيش والتدقيق في الحمولة وجوازات السفر. وكانت السلطات القطرية قررت إرسال طائرة لتخرق الحصار الجوي الإسرائيلي المفروض على لبنان يوم الجمعة الماضي، لكن الرحلة تعرقلت .

وعلمت "إيلاف" أن اختلافاً في وجهات النظر برز في شأن رحلة الجمعة (رقم 422)بين رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ووزير النقل محمد الصفدي الذي يخضع المطار إلى صلاحياته، إذ رفض السنيورة أن تخرق "القطرية" وحدها الحصار بسبب العلاقات الظاهرة وغير الظاهرة بين الدوحة وإسرائيل، في حين تبقى بقية الشركات العربية والغربية ممنوعة من استخدام مطار بيروت دون قيود.

وقد دخل على الخط رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أصر على السماح ل "القطرية" بالهبوط اليوم ومعاودة رحلاتها من أجل اعتبارها ثمرة أولى للإعتصام النيابي الذي دعا إليه في مجلس النواب اللبناني. فضلاً عن أن قطر وعدته بإعمار بلدتين مدمرتين بالكامل في الجنوب.
وكانت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية نقلت عن مصادر سياسية قولها ان الرحلة الجوية القطرية هي محاولة لاعادة الأمور الى طبيعتها.وأضافت ان اسرائيل على ما يبدو لن تعترض هذه الرحلة المباشرة.
أما موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" الالكتروني فنقل عن مصادر سياسية في تل أبيب قولها ان الرحلة الجوية القطرية "ليست الا رحلة انسانية تم تنسيقها قبل حوالى أسبوع مع اسرائيل وتلقت إذنا"، وأشار الموقع الى استغراب المصادر الاسرائيلية الضجة القطرية "غيرالواضحة".
وقال متحدث عسكري اسرائيلي تعليقاً على هذه الخطوة، إن الحصار المفروض على لبنان منذ منتصف تموز/ يوليو الماضي "لا يزال سارياً"، لكنه لم يوضح طبيعة الإجراء الذي قد تتخذه اسرائيل إذا خُرق، واكتفى بالقول: "ان طائرة (الخطوط الجوية القطرية) ينبغي أن تحصل على إذن مسبق قبل أن تحطّ" في مطار بيروت.
لكن متحدثة باسم الخطوط القطرية ذكرت أن الشركة طلبت الإذن من السلطات اللبنانية فقط وحصلت عليه، وأضافت: "سوف نستأنف الرحلات "كيو آر 422" الى مطار بيروت"، مشيرة الى أن "الرحلات ستكون يومية وستستخدم لنقل الركاب والبضائع والمساعدات".
وكان الرئيس السنيورة تلقى اتصالا من وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أبلغه فيه" قرار قطر خرق الحصار الاسرائيلي عبر رحلة جوية"، مؤكدا انها "لن تطلب الاذن للتوجه الى مطار بيروت الا من السلطات اللبنانية"،ورحب السنيورة بذلك مؤكدا ان" لبنان لن يسمح لأي شركة طيران ان تسيّر رحلاتها الى بيروت اذا كان ذلك سندا الى موافقة مباشرة او غير مباشرة من اسرائيل".
وتفرض اسرائيل منذ الايام الاولى من عمليتها العسكرية التي اطلقتها في 12 تموز/يوليو حصارا بحريا وجويا على لبنان،. والشركتان الوحيدتان اللتان تقومان حاليا برحلات من والى بيروت هما طيران الشرق الاوسط اللبنانية والخطوط الملكية الاردنية، وذلك فقط عبر الجسر الجوي القائم بين بيروت وعمان.
وكان وزير الدفاع اللبناني الياس المر اعلن السبت في ختام اجتماع مع ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسون ان الاخير اكد له ان الحصار الذي تفرضه اسرائيل على لبنان سيرفع خلال اسبوع.
المشاركة في القوة الدولية
يذكر أن وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني اعلناليوم الاثنين ان قطر سترسل ما بين مئتين و300 عسكري للمشاركة في تعزيز قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل). وجاء اعلان الشيخ حمد المشاركة في تعزيز "اليونيفيل" خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الذي يزور قطر.
واكد الوزير القطري ان بلاده اتخذت هذا القرار "لنقول للعالم ان هناك وجودا عربيا ولو بسيطا ولنقول لاسرائيل اننا نؤمن بهذا القرار (1701) ونريد تطبيقه". وقطر هي اول بلد عربي يقرر المشاركة في تعزيز اليونيفيل تطبيقا للقرار 1701 الذي ارسى وقفا للاعمال الحربية في لبنان.
وعقب انان على الاعلان القطري بالقول "اثمن عاليا عرض دولة قطر بارسال قوات (..) فبذلك تتكون للبنان قوة دولية حقيقية تدعم القرار 1701".
والسؤال المطروح في لبنان هذه الأيام، هل يتخذ بعض العرب من مأساة لبنان منصة لإثارة حساسيات عربية- عربية لا دخل لهذا البلد المنكوب بها، كما أنه لا يمكنه أن يرفض أي خطوة إيجابية في اتجاهه، مهما تكن خلفيتها الحقيقية وأبعادها؟