خلافات تشيكية بسبب القاعدة الأميركية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الياس توما من براغ : تأججت الخلافات بين المعارضة والحكومة في تشيكيا من جديد بشأن إمكانية السماح للأميركيين بنصب قاعدة اعتراض صاروخية مضادة في الأراضي التشيكية وذلك قبل ساعات قليلة من وصول نائب وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الأوروبية مارك بيكالا إلى براغ . وعلى الرغم من أن برنامج المسؤول الأميركي يتحدث عن مشاركته في مؤتمر دولي للدبلوماسيين الشباب يعقد في براغ إلا انه سيجري محادثات أيضا مع نائب وزير الخارجية التشيكي توماش بويار ولذلك يتم التوقع بان تشمل محادثاته مسالة القاعدة الأميركية خاصة وان بيكالا سبق له وان شارك في المحادثات التي تعلقت بإقامة قاعدة عسكرية للأميركيين في بلغاريا .
وقد سبق وصوله إلى براغ تراشق مسؤولين بارزين في الحزب الاجتماعي الديمقراطي أقوى أحزاب المعارضة ووزير الخارجية التشيكي الجديد الكسندر فوندرا باتهامات واتهامات مضادة حول من يهدد المصالح الحيوية للبلاد على خلفية الموقف الرافض لإقامة القاعدة الذي يتبناه الحزب الاجتماعي والموقف المؤيد الذي يتبناه وزير الخارجية الجديد المشهور بموالاته الشديدة للأمريكيين كالوزير السابق تسيريل سفوبودا .
فقد اعتبر وزير الخارجية فوندرا إبلاغ رئيس الحزب الاجتماعي رئيس الحكومة السابق ييرجي باروببيك للسفير الأميركي في براغ رفض حزبه إقامة القاعدة في تشيكيا وحديثه السلبي إعلاميا عن هذا الأمر بأنه يسيء استخدام موضوع القاعدة لأسباب تتعلق بالانتخابات المحلية وبالانتخابات الجزئية لمجلس الشيوخ المقررة الشهر القادم معتبرا هذا الموقف بأنه يتناقض مع المصالح التشيكية في الناتو ومع قرارات سابقة اتخذتها حكومات الحزب الاجتماعي نفسه الذي حكم البلاد منذ عام 1998 حتى قبل أيام قليلة .
وقد رد عليه رئيس الحزب الاجتماعي بالقول إن السيد فوندرا يبصق على المصالح الوطنية التشيكية وانه يختلق ويمارس الكذب وان من الأفضل له أن يجد أسلحة الدمار الشامل التي شنت الحرب على العراق بسببها والتي كان فوندرا داعما ومروجا لضرورتها. وسارع وزير الخارجية في حكومة الظل للحزب الاجتماعي رئيس البرلمان السابق لوبومير زاؤراليك إلى دعم زعيمه السياسي في هذه المسالة من خلال انتقاد فوندرا واتهامه بممارسة الكذب عندما يعطي في تصريحاته المختلفة انطباعا بان تشيكيا في ظل حكم الحزب الاجتماعي أعطت وعدا بالمشاركة في مبادرة الدفاع الصاروخية الأمريكية وان هناك التزامات تقع على براغ في هذا المجال تجاه الناتو وواشنطن .
وشدد على عدم وجود مثل هذا الالتزام أبدا أو قيام الحكومة السابقة بقطع وعد في هذا المجال كما أكد بأنه على العكس من ذلك يوجد التزام معاكس حصل عام 1997 عندما تم اتخاذ القرار بتوسيع الناتو يقول بأنه لن يتم إقامة أو بناء أي قواعد في الدول الجديدة التي ستنضم إلى الناتو وان تشيكيا التزمت بهذا الأمر حتى الآن وأضاف أن الحجج التي يقدمها المتخصصون لا تستبعد حصول انقسام في الحلف حول المعايير المختلفة للدفاع في أوروبا والولايات المتحدة بشان الصواريخ الباليستيه . وأضاف أن مبادرة الدفاع الصاروخي الأميركية تنطلق من سياسة أحادية تتوجه نحو ما يسمى بدول محور الشر واعتبر أن هذه السياسة لا تعطي أي نتائج بل تعطي نتائج عكسية .
وأمام التنافر الكبير القائم في المواقف بشان موضوع القاعدة الأميركية توقع السفير التشيكي لدى الولايات المتحدة بيتر كولارج في حديث لصحيفة برافو اليوم أن لا يطلب الأميركيون من تشيكيا الموافقة على إقامة قاعدة الاعتراض الصاروخية في تشيكيا بالنظر لان النقاشات الجارية في البلاد حول هذا الأمر فيها الكثير من المشاعر والأحاسيس المتأججة . وأضاف أن نقاشا نظريا بدا يسود في تشيكيا بدون تقديم أي حقائق عن مسالة القاعدة وانه في الوقت الذي يتحدث فيه أقوى حزب معارض عن معارضته للقاعدة أو انه يطالب باستفتاء فانه يعتقد بان هذا الأمر هو جدي بالنسبة للأمريكيين ولذلك رأى بان الأميركيين سيقيمون القاعدة في الدولة التي ترحب باستضافة هذه القاعدة وحسب رأيه فان تشيكيا هي بالنسبة للأميركيين حليف له ثمن اكبر من أن يخاطروا بحدوث موجه معادية لأميركا خاصة وأنها يمكن أن تتم على أساس شعوبي .