تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين مع اقتراب زيارة بلير

الامم المتحدة، لندن: فيما سلطت الصحف البريطانية الضوء على "مأساة الشعب الفلسطيني"، مع اقتراب موعد زيارة رئيس الوزراء البريطاني للشرق الأوسط، قالت كارين أبو زايد المفوضة العامة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ان الحصار الذي تفرضه اسرائيل منذ عشرة أسابيع على غزة خلق معاناة ويأسا واسعا وليس رغبة في التقارب السياسي.

وقالتكارين أبو زايدقولها إن نشر مراقبين دوليين قد يساعد في تخفيف المعاناة عن طريق فتح المعابر الحدودية المغلقة الان خلال أكثر من 50 في المئة من الوقت. وقالت إن غزة أصبحت معزولة على نحو متزايد من جراء مجموعة من الاجراءات منها عقوبات مالية دولية فرضت على الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة حماس التي ترفض الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود وكذلك الحصار الاسرائيلي. وأضافت قولها للصحافيين إن من تلك الاجراءات ايضا "عمليات القتل اليومية الموجهة لمن يشتبه بانهم من النشطاء والتوغلات الاسرائيلية في الاحياء الكثيفة السكان الامر الذي يثير الرعب بين السكان المدنيين".

وكارين ابو زايد اميركية تولت رئاسة وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في يونيو (حزيران) من العام الماضي. وقالت "خنق التجارة والمبادلات التجارية دمر الاقتصاد ووضع مؤسسات الحكومة في نقطة قريباً من الانهيار وهز المجتمع هزة شديدة". وأضافت قولها "هذه الضغوط والتكتيكات لم تخلق الرغبة في التصالح من جانب الحكومة أو الشعب او سقوط الحكومة بعد لكنها خلقت مشاعر يأس واسعة وغضبا واحساس بالعجز والخذلان".

وقالت إنه بالنظر إلى أن المعابر الحدودية مغلقة معظم الوقت، فإن صعوبة انتقال الناس والبضائع في غزة وإلى خارجها هي جوهر الأزمة وإن نشر وجود دولي قد يساعد في تخفيف هذا الوضع. وقالت إن مراقبين أوروبيين نشروا في نقطة في رفح وهي معبر على حدود غزة الجنوبية "أدوا عملا جيدا وسمح ذلك للناس بالتنقل". وأضافت "نحن نعتقد أن شيئا كهذا قد ينجح في مكان آخر من أجل مراقبة ما يجري وتحسين إمكانية انتقال الناس والبضائع عبر هذه المعابر المختلفة التي أغلقت أكثر من 50 في المئة من الوقت هذا العام".

صحافة بريطانية
وفي الصحف البريطانية، خصصتالاندبندنتكامل صفحتها الاولى لقضية توارت كثيرا عن الاضواء بسبب الحرب على لبنان وغيرها، وهي مأساة الشعب الفلسطيني. واحتلت صورة ضخمةكامل الصفحة الاولى وبجانبها كتبت عدة سطور: "تقرير خاص - في الوقت الذي يستعد فيه توني بلير للتوجه إلى الشرق الاوسط، تتفاقم معاناة الفلسطينيين في غزة يوما بعد يوم. اليوم نتناول مأساة تجاهلها العالم".ثم نشرت الصحيفة عنوانا بخط كبير: "شعب خذله العالم". وأظهرت الصورة أمهات فلسطينيات وأطفالهن والجميع في حالة بكاء وعويل.

وخصصت الصفحتين الثانية والثالثة لهذه التغطية الخاصة حول أوضاع الفلسطينيين. ورصدت الصحيفة ما سمته "المحصلة القاتلة" لمرحلة ما بعد احتجاز الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط على يد مسلحين فلسطينيين في 25 يونيو حزيران الماضي. وقالت إن قطاع غزة، الذي يقطنه 1.3 مليون نسمة ثلثهم يعيشون في مخيمات لجوء، يتعرض للهجوم منذ 74 يوما. وأضافت الاندبندنت أن أكثر من 260 فلسطينيا، بينهم 64 طفلا و 26 سيدة، قتلوا منذ احتجاز الجندي الاسرائيلي، بينما قتل جندي إسرائيلي واحد وأصيب 26 آخرون. وأصيب في هذه الفترة 1200 فلسطيني، بينهم 60 حالة بتر، وكان ثلث المصابين الذين نقلوا إلى المستشفى من الاطفال، بحسب الصحيفة.

وأوضحت الصحيفة أن الطيران الاسرائيلي شن أكثر من 250 غارة على غزة ودمر محطتي الكهرباء بالقطاع ووزارتي الخارجية والاعلام، بالاضافة إلى 120 منزلا وورشة ومزرعة. ونشرت الصحيفة موضوعين ذي صلة تحت عنوانين هما: الضفة الغربية مفتتة من قبل الاحتلال، ويتحدث عن تقطيع أوصال الضفة من قبل الجيش الاسرائيلي بأكثر من 540 حاجزا عسكريا وعوائق أخرى.