1 + 1 = 11
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نقل الرئيس بوش العالم الى "غراوند زيرو" (مكان سقوط البرجين) بدل ان ينقل الاهداف المعاكسة ل11 سبتمبر الى العالم. ربط القضية الفلسطينية بالارهاب وعمرها اكبر من عمره، وربط المقاومة اللبنانية بالارهاب وعمرها من عمر الكرامة العربية الذي يراد له ان يكون قصيرا، وربط العالم العربي كله بشرق اوسط جديد لن يكتب له العمر مادام قابعا في حضانة المحافظين الجدد، وربط بين حربه على الارهاب وبين تأثير هذه الكلمة على الناخبين في الداخل فصارت كل القضايا... ارهابا.
من الجدار الاسرائيلي العازل الذي انفرد بالدفاع عنه دوليا، الى القنابل الذكية التي تباهى بمنحها الى الاسرائيليين كي يقتلوا اطفال لبنان، مرورا باخطائه القاتلة في العراق، رسم سيد البيت الابيض حمامة الحرب السوداء وكأنها العنصر الوحيد الذي خرج من رماد هذا اليوم القبيح... يوم 11 سبتمبر.
وبعد خمس سنوات ايضا، وعلى الضفة الاخرى، اتضح ان "الادارة الجهادية" تحتاج الى الى اكثر من البصر والبصيرة والقدرة على الاستماع والاستيعاب لتفسير هذيانها النحري والانتحاري الذي لم يعد لديه سوى مشروع واحد هو ان يستمر في اي وقت واي ظرف واي ارض، فمن "غزوتي واشنطن ونيويورك" الى غزو الابرياء في المملكة العربية السعودية وغزوالسياح في مصر والاردن وغزو المدنيين في العراق وغزو الآمنين الاوروبيين في الطائرات والقطارات... لم يعد المشروع يتغذى سوى من الدم من اي فئة كان أو اي "زمرة".
ومثلما فعلت الادارة "الاميركية"، ربطت الادارة "الجهادية" قضايانا العادلة والمحقة بالارهاب، فصارت طريق فلسطين تمر تارة من طريق الفتن بين الاديان وطورا بين ابناء الدين الواحد... وفي كل الاحيان تعبر اجساد الابرياء الآمنين. وبعد خمس سنوات، نحن ايضا لم نستوعب ما يجري، بدأنا نعطي النظريات للاميركيين بان القوة وحدها لا تحل ظواهر الارهاب والتطرف، وان الانتقام ليس حلا، ثم وجدنا انفسنا تلقائيا بين قضبان الرقم 11 متخلين عن دورنا في تصحيح المسار بدل ان تفلت الامور منا بهذا الشكل فيصبح التطرف والارهاب "ظاهرة عربية اسلامية" وتصبح مكافحته "مهمة اميركية".
بعد خمس سنوات، نريد ان نعترف اولا بوجود خلل وان نفكر بشكل حضاري وعلمي وديني ووطني وانساني في كيفية معالجة الخلل، وان نجند بالتالي كل طاقاتنا من اجل هذه المعالجة في الوقت الذي نستمر في رفض الخلل القائم على مستوى السياسة الدولية (والاميركية تحديدا) اخلاقيا وانسانيا وماديا ومعنويا بحيث تتوازن رؤيتنا للامور ونعدل ما امكن في استخدامنا للمعايير... ففي معالجتنا الدقيقة لما حصل سنكتشف عيوبنا والثغرات التي ادت الى نشوء هذه الظاهرة، لكننا سنكتشف ايضا على هوامش عيوبنا عيوبا كثيرة لغيرنا ادت الى تأجيج الظاهرة وعسكرتها ودفعها نحو الهذيان العنفي.
الارهابيون خطفوا الدين والقيم وخطفوا امتهم معهم، والاميركيون صادروا الحرب على الارهاب واحتكروها فخطفتنا الحرب ايضا، وبغير عودة الامور الى نصابها بحيث نملك كعرب ومسلمين مقومات التصدي ومعالجة الخلل فسنبقى اسرى الفرز بين المعسكرين، اسرى الرقم 11، فواحد زائد واحد صار يساوي 11 و11 يساوي بين الجلادين والضحايا من مختلف الاديان والجنسيات.
* رئيس تحرير صحيفة "الرأي العام" الكويتية
التعليقات
كويتي؟ معقول؟
mahmoud -هل الذي كتب هذا المقال هو كويتي ؟ هل هو من حررت اميركا ارضه؟ ها اكبر دليل على الخلل في الادارة الاميركية الى الدرجة التي يقول فيها كاتب من دولة حليفة استرتيجية لاميركا هذا الكلام فيها.الله يكثر من امثالك يا بودي
جيد
Hussein Dia -انني وجدت هذا الكلام جيد مع بعض السيئات التعليق اللذي تناول الكاتب فيه جورج بوش رائع اما وجهة نظره ليست في قمة الروعةو شكرا جزيلا
الكرامة الأمريكية
خالد منصور -لولا الكرامة والعدالة الأمريكية لكنت ما زلت يا سيد بدي مديرا لكراج في الدمام أو الخبر .. ولا تنسى وأقسم على صحة ما أقول إنك تقول خطابا في الغرف المغلقة مع الأمريكان يتناقض مع ما تقوله للمسكين العربي الذي ربما أول ما قرأ مقالة لكذبتك .. دع الإرهاب العربي في جهة فكل مقاومة عربية هي نابعة من فكر إرهابي سحيق ممتد في التراث الاسلامي .... ولا أزيد على ذلك
الله أيعد الأذى عن كل المدنيين الأمريكيين وسواهم ولكن نطلب منهم موقف عن كل الأحداث الجارية في منطقتنا
عبد الحميد جوني -قال السيد المسيح من أخذ بالسيف بالسيف يؤخذ ولكن هنا أشير الى الشعب الأمريكي الطيب أخذ العبرة من أحداث 11 أيلول لكي نعلم الى ألأمور متجهة بعد هاذا العمل المرعب والكارثي ولكن هناك سؤال الى الشعب الأمريكي لماذا أختار هؤلاء الشباب هاذا العمل وكيف راق لهم قلبهم وضميرهم القيام بهاذا العمل القظيع اليس هناك سبب وذريعة لكي يضحي هؤلاء الشباب المعلمين والمثقفين بأرواحهم في سبيل الرد على أميركا وسياستها الرعناء والغوغائية تجاه العرب والمسلمين اليس هاذا السبب يا ترى أم ماذا وهنا أطالب الشعب الأمريكي الطيب والواعي والمدرك أن ينظر الى قضايا العالم الثالث ليس بمكيالين بل بمكيال واحد وشكرأ 10 أيلول 2006 عبد جوني بيروت
مهما كان السبب
khamis -عزيزي الكاتب مهما كانت الأسباب ومهما تكلمتم عن الموقف الأمريكي المنحاز لأسرائيل فذلك ابدا ليس مبررا مقبولا لما حدث في الحادي عشر من سبتمبر كفي تبرير للأرهاب كفي بحثا لأرهابيين عن مبررات لتعطشهم الأعمي للدماء وقتل الآخرين وفرض الأسلام علي العالم كله بالقوه ان الأرهابيين لا يحتاجون لكل هذه الأعذار التي تختلقونها لهم لقتل الأبرياء في اي مكان في العالم فهم بطبعهم متعطشين للعنف وللقتل وقطع الرؤوس وهم فقط يتحججون بمشاكلنا من قضيه فلسطين الي غيرها وارجوكم كفي الصاق قضيه فلسطين بكل عمل ارهابي فانا لااعرف ماذا استفاد الفلسطينيون او غيرهم من العرب والمسلمين من هذا الأرهاب وانا اقول هذا وانا لاجيء فلسطيني كفي متاجره بقضيتنا كفي متاجره بتشردنا نحن نريد الحياه نريد المستقبل لنا وللآخرين وهذا هو الحل الوحيد ولكن حل القضيه لن ياتي يالشعارات وبالمطالبات المبالغ فيها والمعروف انها لن تتحقق فمشاكلنا لن تحل بنسف برجين في نيويورك او بتفجير قطارات في اسبانيا او الهند او تفجير المترو في لندن كونوا واضحين مع انفسكم قولوها بصدق ياكتاب ومثقفين العرب كفي خجلا او خوفا ما حدث في نيويورك وغيرها لا يمكن تسنيته الا بالأرهاب الجبان القبيح