أخبار

بشارة يثير جدلا لزيارته سوريا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تهديد بملاحقة نواب عرب اسرائيليين زاروا بشار دراغمه من رام الله، القدس: عضو الكنيست "المشاكس"عزمي بشارة مرة أخرى يثير زوبعة في إسرائيل والجدل يصل إلى أعلى المستويات بسبب الزيارة التي قام بها إلى سوريا ولقائه عددا من القيادات السورية. أقطاب في إسرائيل دعت إلى محاكمة بشارة لأنه زار بلدا يعتبر عدوا لإسرائيل، بينما تدعو جهات أخرى إلى رفع الحصانة التي يتمتع بها.

ولم تكن هذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها بشارة لسوريا، وخضع أكثر من مرة للاستجواب لدى جهاز الشرطة الإسرائيلي بسبب الزيارات التي قام بها. ويدرس المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية ميني مزوز إمكانية تقديم النائب بشارةإلى المحاكمة بعد تقديم شكوى رسمية في الشرطة ضده على خلفية هذه الزيارة.

وحملت الصحف الإسرائيلية بشدة عل زيارة بشارة إلى سوريا وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن بشارة ينجح كل عدة سنوات في إثارة الاستفزاز عندما يجتاز الحدود ويصل إلى زيارة في سوريا. وأضافت:"وفي نهاية الأسبوع الماضي فعل ذلك عندما هبط في دمشق، لكن هذه المرة عقب تعديل في القانون من شأنه أن يجعل ثمن هذه الزيارة هو التحقيق الجنائي والتقديم المحتمل إلى المحاكمة. فلقد خالف بشارة، في سفرته إلى دمشق، قانونا جديدا نسبيا يحظر السفر إلى دولة عدو دون إذن من وزير الداخلية".

وقدم الناشط اليميني آفي فرحان في نهاية الأسبوع شكوى إلى الشرطة ضد زيارة بشارة دمشق. ويتوقع أن يقدّم عدة أعضاء كنيست شكاوى إضافية اليوم.وطالب فرحان باعتقال بشارة وأعضاء كنيست آخرين من كتلته متواجدين الآن في سورية فور عودتهم إلى إسرائيل وذلك من أجل التحقيق معهم والتأكد من أنهم لم ينقلوا معلومات سرية إلى السوريين.

وقال عضو الكنيست من حزب كديما عتانئيل شنلر أن بشارة وبقية نواب التجمع هم "خونة أنذال لدولتهم.و مكانهم ليس الكنيست وإنما السجن أو على أرض سوريا" وقال إنه سيتوجه اليوم إلى المستشار مزوز ويطلب منه "أن يصدر أوامره باعتقالهم واعتقال من يرافقهم فور عودتهم من أجل أن يظهر لهم طريق العودة إلى سوريا".

وقال: "خيانة هؤلاء هي من الصنف الأكثر نذالة، لكون إسرائيل ما زالت في أوضاع حرب... وهل توجد دولة في العالم توافق على مثل هذا السلوك النذل من التضامن العلني مع العدو في وقت الحرب؟ هل توجد دولة أخرى يمكن أن تدع هذا الطابور الخامس يواصل العمل في الكنيست وكأنه لم يحصل شيء؟".

يذكر أن وفد عرب الداخل يضم نواب التجمع د. عزمي بشارة ود. جمال زحالقة وواصل طه والنائبين السابقين محمد كنعان ومحمد ميعاري.

اسرائيل تتخلى عن الانسحاب الاحادي الجانب

وبعد سنة على انسحابها الاحادي الجانب من قطاع غزة وبعد شهرين على اطلاق حربها الواسعة على لبنان وصلت اسرائيل الى قناعة بانها لن تستطيع ان تفرض من جانب واحد الشروط الامنية التي تريد. ففي الثاني عشر من ايلول/سبتمبر 2005 وبعد 38 عاما من الاحتلال انسحبت قوات الدولة العبرية من قطاع غزة واجلت معها نحو ثمانية الاف مستوطن وجرفت مستوطناتهم ال21.

ومهندس هذا الانكفاء من غزة ارييل شارون كرر بذلك تجربة سابقة قام بها العمالي ايهود باراك عندما قرر سحب القوات الاسرائيلية في ايار/مايو 2000 من جنوب لبنان من دون اي تنسيق مع اللبنانيين. وبعد ان انجز انسحابه من قطاع غزة وطرح تطبيق هذا الانكفاء في الضفة الغربية ايضا، قرر شارون الانسحاب من حزب الليكود اليميني وأسس حزب كاديما وكان يتهيأ لتحقيق انتصار انتخابي تاريخي في الانتخابات التشريعية الاسرائيلية عندما اصيب بجلطة دماغية في الرابع من كانون الثاني/يناير الماضي ودخل في غيبوبة عميقة.

وتسلم اولمرت رئاسة حزب كاديما في مكان شارون وتمكن هذا الحزب الحديث من تحقيق نصر خلال الانتخابات التشريعية في 28 آذار/مارس الماضي على اساس برنامج يدعو الى انسحاب من القسم الاكبر من الضفة الغربية وضم الكتل الاستيطانية الكبيرة الى دولة اسرائيل بموافقة الفلسطينيين او من دون موافقتهم.

ونالت خطة شارون ومن بعده اولمرت تأييد القسم الاكبر من الاسرائيليين الذين لا يخفون مخاوفهم من تراجع اكثريتهم العددية كيهود داخل الدولة العبرية. وقال الرجل الثاني في الحكومة الاسرائيلية شيمون بيريز ان "هذه الخطة لم تعد موجودة" في اشارة الى خطة الانكفاء من طرف واحد. واضاف "لقد انتهت سياسيا ونفسيا وعمليا".

وحسب استطلاع اخير فان نحو 56% من الاسرائيليين باتوا يعارضون هذه الخطة معتبرين انه من دون اتفاق مع الفلسطينيين فان اسرائيل يمكن ان تكون عرضة لقصف فلسطيني قد يستهدف اماكن سكنية داخل الدولة العبرية. وقال النائب في الليكود يوفال ستينيتز "للاسف فهم العالم العربي التنازلات الاسرائيلية عن اراض فلسطينية على انها دليل ضعف اسرائيل".

ويعتبر اللبنانيون في غالبيتهم ان حزب الله هو الذي اجبر اسرائيل على الانسحاب من الجنوب اللبناني العام 2000 كما كشف استطلاع للرأي اجري في ايلول/سبتمبر 2005 بعيد الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة ان 84% من الفلسطينيين يعتبرون ان الانسحاب من غزة "كان نصرا للمقاومة المسلحة".

والنتيجة كانت ان حركة المقاومة الاسلامية (حماس) فازت في انتخابات الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير الماضي على حساب حركة فتح، مع العلم ان حماس مسؤولة عن القسم الاكبر من العمليات الانتحارية التي نفذت ضد اسرائيل خلال السنوات القليلة الماضية. وفي السادس والعشرين من حزيران/يونيو الماضي تبنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس مع تنظيمين اخرين مسؤولية خطف جندي اسرائيل على اطراف قطاع غزة ما دفع اولمرت الى اطلاق حملة عسكرية واسعة على القطاع اودت حتى الان بحياة نحو مئتي فلسطيني.

وفي الثاني عشر من تموز/يوليو فتح اولمرت جبهة جديدة بعد تمكن حزب الله من اسر جنديين اسرائيليين على الحدود مع لبنان. ودامت الحرب بين حزب الله واسرائيل 34 يوما سقط خلالها اكثر من اربعة الاف صاروخ على شمالي اسرائيل من مواقع حزب الله في الجنوب اللبناني. وحذر رئيس الشين بيت يوفال ديسكين "من التهديد الاستراتيجي" الذي تمثله ترسانة حزب الله من الصواريخ والتي تسعى حركة حماس الى الحصول على شبيه لها في قطاع غزة.

وبات اولمرت يعتمد اليوم على القوات الدولية التابعة للامم المتحدة وعلى الجيش اللبناني لضمان الهدوء على الجبهة الشمالية مع لبنان ودعا نظيره اللبناني فؤاد السنيورة الى التفاوض من دون ان يلقى بالطبع اي تجاوب. كما كرر اولمرت مساء السبت امام رئيس الحكومة البريطانية توني بلير استعداده للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس من دون شروط للتفاوض على اساس خارطة الطريق التي وضعت عام 2003 لحل النزاع بين الاسرائيليين والفلسطينيين من دون تحقيق اي تقدم حتى الان.

ويعتبر بعض المحللين ان اسرائيل لم تتمكن من استعادة جنودها الاسرى وهي تسعى الى الاستفادة من عثراتها واخفاقاتها في لبنان استعدادا ربما لجولة ثانية محتملة مع حزب الله.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف