الصحافة العالمية تهاجم رد الفعل الأميركي على هجمات 11 أيلول
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نيويورك: انتقدت الصحف العالمية بشدة اليوم رد الفعل الأميركي على هجمات 11 ايلول(سبتمبر) واتهمت ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش بالاخفاق في "الحرب على الارهاب" واهدار الارادة العالمية بغزو العراق. وفي الذكرى الخامسة لهجمات 11 ايلول(سبتمبر) على نيويورك وواشنطن، اجمعت الصحف في انحاء العالم على ادانة تلك الهجمات والتعبير عن تنديدها بالمتطرفين الاسلاميين الذين نفذوها.
وفيما قالت الصحف ان العديدين لا زالوا يحاولون استيعاب هول ما حدث في ذلك اليوم، فقد اتفق الجميع ان العالم اصبح اكثر خطورة واقل استقرارا. اما معظم الانتقادات فقد وجهت بشكل خاص الى الرئيس جورج بوش بسبب قراره غزو العراق تحت شعار "الحرب على الارهاب".
واقرت صحيفة "نيويورك تايمز" بان الولايات المتحدة فقدت الشعور بالوحدة والهدف وهي مشاعرت عمت البلاد في اعقاب الهجمات واعربت عن اسفها على فقدان تلك الفرصة. وقالت الصحيفة "عندما نقيم الاحتمالات التي خلقتها هجمات 11 ايلول/سبتمبر مقارنة مع ما حققناه بالفعل، يتضح اننا وجدنا طريقة تلو الاخرى لتعميق المأساة"
وفي بريطانيا اشارت صحيفة "اندبندنت" الى النوايا الحسنة التي انتشرت قبل خمس سنوات عندما نشرت "صور لعالم متحد لفترة قصيرة تعاطفا مع اميركا التي عمها الحزن من جراء الهجمات على البرجين ومقتل نحو 3000 شخص في نيويورك". واضافت ان تلك الصور "لا تزال تحرك المشاعر ولكنها قديمة".
ولخصت صحيفة "فاينانشال تايمز" الرأي السائد في الصحف البريطانية بقولها "ان الطريقة التي داست بها ادارة بوش على حكم القانون الدولي ومواثيق جنيف مع انتهاكها للحريات المدنية وتوسيع السلطات التنفيذية داخل البلاد قد اضر بشكل كبير ليس فقط بسمعة اميركا ولكن للقيم الغربية التي كانت تتمتع بقوة جذب كبيرة".
اما صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية اليسارية فقالت ان قيادة بوش للحرب على الارهاب كانت كارثية. واضافت "لقد نجحت ادارة بوش في تدمير التعاطف الكبير والتضامن الذي عم العالم بعد هجمات 11 ايلول(سبتمبر)".
اما صحيفة "هاندسبلات" الالمانية فقالت ان الحرب في العراق كانت خطأ ارتكب باسم هجمات 11 ايلول(سبتمبر) فيما قالت صحيفة "الباييس" الاسبانية ان ادارة بوش استغلت تلك الهجمات لفرض السياسة الخارجية للمحافظين الجدد. واضافت ان "النتيجة بعد خمس سنوات هي عالم اكثر خطورة (...) ولكن الاسوأ هي ان الطرق التي يستخدمها الارهابيون لوثت روح الديموقراطيات التي تحاربهم". وقد ساد الانتقاد والادانة لغزو العراق عام 2003 الصحف الاسيوية.
فقد قالت صحيفة الشعب الصينية الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم في الصين ان العالم تغير نتيجة رد الفعل الاميركي على هجمات 11 ايلول/سبتمبر اكثر مما تغير نتيجة الهجمات نفسها. واوضح الصحيفة "من الانصاف القول ان هجمات 11 ايلول(سبتمبر) غيرت الولايات المتحدة. الا ان ما غير العالم فعلا فهو الرد الخاطئ للولايات المتحدة على هجمات 11 ايلول/سبتمبر خاصة الحرب على العراق".
وفي باكستان، حليفة الولايات المتحدة في الحرب على القاعدة، فقالت صحيفة "ذي نيوز" في مقال بعنوان "خمس سنوات من لا شيء" انه "اذا نظرنا الى الماضي فانه سيصعب القول ان السنوات قد صرفت في فعل شيء بناء وذي معنى (...) ويتفق العديدون ان العالم اصبح مكانا اكثر خطورة وان الولايات المتحدة لا تقترب اطلاقا من كسب الحرب على الارهاب". الا ان الصحف الاسترالية عبرت عن بعض التاييد للادارة الاميركية. وتعتبر الحكومة الاسترالية من اشد الموالين للسياسة الاميركية منذ هجمات 11 ايلول(سبتمبر).
وقالت صحيفة "ذي استراليان" ان الهجمات الارهابية ضد المصالح الغربية منذ 11 ايلول(سبتمبر) والتي استهدفت لندن ومدريد واندونيسيا وغيرها لم تدع مجالا للشك في ان العالم يواجه هجمات المتطرفين. واضافت "ان التطرف الاسلامي يفسد العقول السريعة التاثر وتحرض الشبان المستائين ومعتنقي الدين الجدد الذين لا يفهمون الاسلام على التضحية بحياتهم في هجمات انتحارية في حملة هي في حقيقتها سياسية".
وفي تايلاند قالت صحيفة "ذي نيشن" ان تاثير هجمات 11 ايلول(سبتمبر) على اسيا كان اكبر بكثير مما يعترف به، فيما قالت صحيفة "مانيلا تايمز" الفيليبينية ان الضرر كان فادحا لدرجة ان العديدين لا زالوا يحاولون استيعابه. وقالت الصحيفة "لا نزال نشعر بالصدمة لعدد من قتلوا في ذلك اليوم ويقارب 3000. ولا نزال نذكر شعور الرعب الذي ساد العالم (...) الا ان هجمات 11 ايلول(سبتمبر) خلفت لدينا شعورا اعمق بفقدان البراءة. ولا نزال نحاول فهم الكراهية التي تدفع اناسا لارتكاب اعمال عنف غير منطقية".