هجمات 11 أيلول شرعت قوانين الطوارئ الخاصة بالإرهاب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سمية درويش من غزة : قال المحلل السياسي وديع أبو نصار مدير المركز الدولي للاستشارات في مقابلة خاصة مع "إيلاف" ، لقد ساهمت أحداث 11 أيلول وما أعقبها من تسويق لصورة مشوهة للإسلام من قبل عناصر يمينية متطرفة في الغرب ، بما في ذلك عناصر إسرائيلية ، إلى ربط "انتفاضة الأقصى" بما يسمى "بالإرهاب الأصولي الإسلامي العالمي" ، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في إغفال غالبية دول العالم للحصار الذي فرضته إسرائيل بقيادة أرئيل شارون في وقت لاحق ليس فقط على شخص ياسر عرفات إنما أيضا على الفلسطينيين ، بما يشمل كذلك عدم التصدي للاجتياحات الإسرائيلية الكبيرة للضفة والقطاع ، لاسيما ذلك الذي حدث في العام 2002.
وأوضح أبو نصار المتخصص بتقديم خدمات استشارة سياسية وإعلامية لعدد من الحكومات الأجنبية ، بان عدم إدراك قطاعات كبيرة من صناع القرار الفلسطينيين ، لاسيما أولئك المسؤولين عن العمليات المسلحة، لإسقاطات أحداث 11 أيلول على الملف الفلسطيني وعدم استبدال الانتفاضة المسلحة بانتفاضة سلمية (على غرار الانتفاضة الأولى) وغياب عمل إعلامي فلسطيني مبرمج في العالم ، ساهما أيضا بربط أحداث الانتفاضة الفلسطينية بأحداث 11 أيلول وكأن المسلحين الفلسطينيين لا يختلفون عن مسلحي القاعدة ، الأمر الذي فشل الفلسطينيون بتفنيده لدى الرأي العام العالمي. وبين المحلل السياسي ، بان هذا الأداء الفلسطيني تزامن مع وجود رئيس أميركي في البيت الأبيض ينظر للأمور بمنظار "أبيض وأسود" ساعد أرئيل شارون بتسويق ما يسمى "بالإرهاب الفلسطيني" وكأنه جزء من "الإرهاب العالمي" فاتحا الطريق إلى تسويق فكرة "عدم وجود شريك فلسطيني" للسلام مع إسرائيل واستمرار تسويق هذا الطرح حتى يومنا هذا ، بالرغم من مرور عامين على غياب ياسر عرفات الأمر الذي يدل بأن البحث عن لا شريك أصبح ، كما يبدو، جزءا أساسيا في سياسة أحزاب اليمين والوسط في إسرائيل!
نتاج غفلة
بدوره بدأ المحلل السياسي سعيد موسى ، حديثه متسائلا ، هل كانت الولايات المتحدة الأميركية بحاجة إلى أحداث الحادي عشر من سبتمبر؟ ، وهل كانت حقا عملية تفجير برجي التجارة العالمية نتاج غفلة الأجهزة الأمريكية العملاقة F.B.I/ S.I.A؟؟
وقال الكاتب والباحث الفلسطيني لـ"إيلاف"، لكي يتم الربط بين سؤال من شقين الحاجة ودواعيها والثاني المعرفة وتجاهلها بطرح فروض سياسية أمنية وليس إجابات تحتاج إلى توثيق بل هي قراءة وتحليل مابين السطور للوصول بالقارئ والمراقب إلى السؤال الحقيقي الضائع بين تخوم الأيدلوجيات السياسية وبين الإستراتيجية والتكتيك من جهة أخرى: فمنذ سقوط الاتحاد السوفيتي كقطب وأيدلوجية وانهيار المنظومة الاشتراكية ذات الرباط الأيدلوجي الشيوعي كان السقوط من المنظور الأميركي كقطب أيدلوجي ، وليس سقوط دول حسب التعريف السطحي التقليدي ، فكان لابد من قطبية أيدلوجية لتكتمل معها دائرة الصراع الاستراتيجي الدولي وتحدث عملية القيادة والاستقطاب .
وأضاف موسى ، فقد قال البعض بعد السقوط بقيادة أحادية ، وقال البعض الأخر بقيادة متعددة الأطراف وأثبتت الأحداث المتلاحقة بالقيادة الأحادية القطبية ، ولكن هذه المرة بنهوض أو استنهاض قطب لأيدلوجي وهمي واستعداءه لينقسم العالم إلى شق الأغلبية دول ومنظومة الخير والديمقراطية والسلام والشق الأصغر دول ومنظومة الشر والإرهاب.
تخطيط وسرية
وأوضح المحلل السياسي ، بان أحداث 11 سبتمبر وتفجيرات نيويورك أخرجت وحدد للهدف رموزا اقتصادية ذات دلالات لدى الجاني ، والمجني عليه راح ضحية تلك التفجيرات زهاء 3000 مواطن أميركي ، مشيرا إلى أن تلك العملية الضخمة ما كان لها أن تنجح لولا الإعداد المسبق الذي قد يكون استغرق أشهر أو سنين ما كان لها أن تتم إلا إذا تعاطينا مع أمرين لا ثالث لهما:
الأول: تخطيط وسرية أسقطت أسطورة جهازي F.B.I و S.I.A ، وهذا يتطلب عمل دءوب من خلف حجاب فولاذي لا يحتمل الخطأ.
الثاني: تخطيط بعلم مسبق لدى المخابرات المركزية الأميركية ومحاولة استثمار النتيجة على مستوى عالمي استراتيجي امني واقتصادي وسياسي ، ومابين هذا وذاك يكمن اللغز المحير فيذهب البعض دون أن يلتفت إليه احد بان العملية كانت حقا مخطط لها بعناية من قبل تنظيم القاعدة ، لكن سير وقوعها وعدم إحباطها كان مصلحة أميركية على مستويات عالية من السرية السياسية وأصحاب القرار ، حيث غضوا الظرف عن حرف مسارها أو إحباطها ، وقد استرشد البعض على ذلك السلوك الأميركي السري بالسلوك الإسرائيلي العلني .
أيدلوجيا الإرهاب
وأشار موسى ، إلى انه قبل وقوع الأحداث التي أريد لها أن تغير وجه العالم ، وتضيف للقاموس السياسي مفردات في غير مكانها وتعيد ترتيب موازين القوة حيث تغيب آلاف من الموظفين اليهود عن عملهم ببرجي التجارة العالمية ، بل وألغي لقاء لرئيس الوزراء الإسرائيلي كان مزمعا عقدة في ذلك المربع الهدف ، ودلت التصريحات الإسرائيلية اللاحقة أن معلومات وردت من جهاز الموساد الإسرائيلي لأجهزة الأمن الأميركية تحذرهم فيها من إمكانية وقوع أعمال إرهابية في تلك المنطقة.
واستطرد قائلا لمراسلتنا ، المهم أن العملية نجحت بمفهوم تنفيذ الهجوم دون عوائق تذكر ودمرت الأبراج وضرب أطراف مبنى البنتاجون وكان أحدا عطل أجهزة الإنذار المبكر والدفاعات الأرضية لتكتمل اللعبة العالمية ، حيث هلل الكثيرون لهذا الاختراق والنصر المؤزر ، وجاء دور الإدارة الأميركية بمؤسساتها السياسية والأمنية والعسكرية لتستثمر الكارثة وتمتطي أجواء الكارثة وتسمي المجرم وفعله فكان الإعلان منذ اللحظات الأولى للتفجيرات بان المجرم هو الإسلام المتطرف وأيدلوجيا الإرهاب وعمموا الجريمة والفعل ليتمخض عنه على المستوى الاستراتيجي بعيد المدى عدوا أيدلوجيا جديدا بل عدو قديم جديد حسب أيدلوجية معظم حكام الولايات المتحدة الأميركية(العهد القديم).
وقال المحلل السياسي ، كانت مجرد حادثة رغم إنها عملية ضخمة لم تحظى بمباركة وتأييد معظم المسلمين رغم السلوك الانحطاطي والعدواني الأميركي تجاه القضايا العربية والإسلامية ، وكانت الحادثة بحق المطية الإستراتيجية للغزو العسكري للصليبيين الجدد لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية وأمنية إستراتيجية ، وعليه بدء العمل بالتحالف الدولي الجديد لنظام عالمي جديد شمل معظم دول العالم الشرقي والغربي على قاعدة العداء للإسلام وخطر الإرهاب المزعوم ومن يرفض هذه العضوية الجديدة يصنف من دول الشر التي ترعى الجماعات الإرهابية.
الوهم المصطنع
وأوضح موسى ، بأنه شكل قطب التنظيم العالمي الجديد في مواجهة قطب تنظيم القاعدة ومن يؤيده من دول وتنظيمات وصورت العملية صراع مصيري بين الخير والشر ، حيث كان التحرك الغربي بل الدولي بقيادة أميركية تحرك بسرعة البرق لاستثمار الحدث العظيم ليكون ذات مردودات عظيمة والأجواء ساخنة وقبل الأسئلة حول لامنطقية الادعاء ، والتي قد تشكل تيارا ثالثا يفسد تحقيق أهداف إستراتيجية كانت معدة سلفا لمصلحة مافيا البترول ، ومصلحة أصحاب أيدلوجيا العهد القديم وفتحت الحدود على مصراعيها لهذا الزحف العدواني المبرر فتم غزو أفغانستان عسكريا ، وإسقاط نظامها السياسي واستثمار موقعها الاستراتيجي في أسيا الصغرى ، وانطلق كذلك شبح الغزو الأميركي المبطن بأكاذيب الإرهاب والدكتاتورية وأسلحة الدمار الشامل واحتلت عسكريا وتم تغيير نظامها السياسي والسيطرة على منابع النفط العراقي كأكبر ثاني احتياطي في العالم.
وتابع حديثه قائلا ، فقد بدأ التدخل المبرر في شئون العالمين العربي والإسلامي لملاحقة الوهم المصطنع والذي لا يرقى إلى الخطر المزعوم ، وأكثر من ذلك بقلب المعادلة بان يطلق مصطلح الإرهاب على الإسلام وليس على مجموعة بذاتها وحتى دون تعريف للإرهاب غير الذي تعتبره الولايات المتحدة إرهابا وفي مكان أخر عدلا وخيرا ودفاع عن النفس ، وجعل الشعار المعمم قاعدة مشتركة حتى للدول العربية والإسلامية التي تتغنى ليل نهار بمحاربة وملاحقة الإرهاب حسب المفهوم الأميركي وليس حسب المفهوم الإسلامي ، بل ورفعت الشعارات السياسية دون حياء بضرورة تغيير الأنظمة العربية والإسلامية بفعل السيف أو المؤامرة تلك الدول التي يصفها الغرب بالدكتاتورية إذا ما ابتعدت عن مدار الفلك الأميركي الغربي.
شرعت قوانين الطوارئ
وأضاف كان إفرازات الحادي عشر من سبتمبر أن شرعت قوانين الطوارئ الخاصة بالإرهاب والتي تعطل عمل القوانين الدولية وتتجاوز كل الأعراف والمواثيق الإنسانية والأخلاقية حتى بلغ التدخل والتعسف باسم الإرهاب ليشمل تجفيف منابع تمويل الجمعيات الخيرية الإنسانية التي تعبر عن وجه الإسلام السمح بتفعيل نشاطات التكافل الاجتماعي ، وهذا مدعاة للخطر بسبب اعتناق آلاف الغربيين للإسلام , وكذلك تم مصادرة الحريات المدنية والدينية والسياسية للمسلمين حتى من هم يحملون جنسيات تلك الدول فعمم الإرهاب على كل مسلم يؤيد المقاومة التي كفلتها المواثيق والشرائع الدولية بحجة دعم وتأييد الإرهاب.
وبين بأنه تم عليه رسم خارطة العالم وفق معايير القيادة الأميركية كخارطة سلام مزعومة ، وتم تجديد إحداثيات الشر عليها ومن يتعارض مع السياسة الأميركية الإسرائيلية يوضع على القائمة السوداء ويصنف إرهابيا إن كان جماعات وتنظيمات أو أحزاب وراعي للإرهاب ، إن كانت ممالك أو جمهوريات وفي أدنى الحالات يوضع على قائمة انتهاك حقوق الإنسان أو حتى قائمة اضطهاد الأقليات الدينية. ، حدث لا حرج.
وشدد لطالما لم تفلح كرة الثلج المتدحرجة(الديمقراطية) حسب صموئيل هانتنجتون في إسقاط الأنظمة بقبضة الهيمنة الأميركية بل وإفراز الأحزاب والجماعات الراديكالية نتيجة تلك الديمقراطية ، فهل تفلح كرة اللهب المدحرجة(الإرهاب) حسب نظرية آل بوش في الهيمنة الكونية سياسيا واقتصاديا والاستحواذ على حريات شعوب العالم باستقطاب أنظمتها لدستور حلف الخير في مواجهة حلف الشر ، والهيمنة على مقدراتها انطلاقا من شبح القاعدة المبالغ به حسب ما أثبتت الوقائع اللاحقة ، وإطفاء طابع الضبابية العالمية على الادعاء بالخلايا النائمة ومخططاتها والاعتماد على التصريحات النارية لقادة القاعدة حسب الأشرطة المسجلة بين الحين والأخر بحيث يسهل إلقاء كرة اللهب في أي ملعب تريده الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها.
كارثية على العرب والمسلمين
وأشار المحلل السياسي لـ"إيلاف" ، إلى أن أثار أحداث سبتمبر 2001 ، كانت كارثية بمجموعها على العرب والمسلمين ، ومطية سهلة للتنقل بين أقطار الكون بحرية وتامين المصالح الغربية باسم الإرهاب المزعوم حسب التعريف الضبابي الأمريكي ، منهيا حديثه بتساؤل ، من صاحب المصلحة الحقيقي من أحداث الحادي عشر من سبتمبر؟ ، ومتى سيتم الكشف عن أسرار ذلك اللغز والمنعطف الذي غير ملامح المعادلات السياسية والاقتصادية والأمنية العالمية في غير صالح الدول العربية والإسلامية وقضاياها العادلة التي تحولت بفعل أحداث سبتمبر من مقاومة مشروعة إلى إرهاب مذموم وأصبح الجاني مجني عليه والمجرم قاضيا وحاكما ، بحسب تعبيره.