استئناف مفاوضات السلام تهم بلير أكثر من شعبيته
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عادل درويش من لندن: رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يركز على ضرورة استئناف مفاوضات فلسطينية اسرائيلة للعودة لخارطة الطريق وحل الدولتين، ومساعدة اللبنانيين على اعادة اعمار بلادهم وتنفيذ قرارات مجلس الأمن في هذا الشأن أكثر من اهتمامه بشعبيته في المنطقة او في بريطانيا، حسب مصادر قريبة من الزعيم البريطاني.
وحسب المصادر فان بلير، الذي عقد مؤتمرا صحفيا ظهر اليوم مع نظيره اللبناني فؤاد سنيورة في بيروت، يريد ان يعود من المنطقة على الأقل بوعود لعودة الطرفين الاسرئيلي والفلسطيني الى طريق المفاوضات حسب خارطة الطريق، وهو العنوان الأميركي لخطة من عدة مراحل لتطبيق العديد من القرارات واتخاذ اجراءات تنتهي بتأسيس دولة فلسطينية قابلة للحياة الى جانب دولة سرائيلية في حدود آمنة يعترف بها ويحترمها جيرانها.
ففي سؤال لـ "إيلاف:، في اللقاء اليومي مع ممثل رئيس الوزراء، والذي تم من برلمان وستمنستر عبر خط تليفوني معه في بيروت، عن رد فعل الزعيم البريطاني لمظاهر الرفض والاحتجاج ، خاصة من الجانب الفلسطيني التي صاحبت زيارته التي بدأت ليلية السبت الى المنطقة وشملت اسرائيل، والأراضي الفلسطينية ولبنان، قال المتحدث باسم رقم 10 داوننج ستريت ان مايهم رئيس الوزراء في المقام الأول هو حث جميع الأطراف على العودة الى طريق المفاوضات والسعي لايجاد تسوية عادلة للمشاكل. واشار المتحدث الى تصريح بلير اليوم بان العمل على تأسيس الدولتين الفلسطينة والاسرائيلية المستقلتيتن سيكون انجازا عظيما لانه يتعامل مع جذور المشكلة الرئيسية التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط وتتساقط شظايا ردود افعالها على انحاء كبيرة من العالم.
وكان بلير قال للصحفيين المرافقين له في الجولة في ساعة مبكرة من صباح اليوم إنه متألم " للمعاناة الرهيبة " التي تعرض لها اللبنانيين بسبب القصف الاسرائيلي والغارات اثناء الصيف. لكنه اضاف بانه يتعاطف بشكل متساو مع الضحايا الاسرائيلين نتيجة " الارهاب". وقال بلير إن الصراع هذا الصيف ادى الى " معاناة رهيبة وقد استمعت من الضحايا الى هذه المعاناة سواء من في اسرائيل، فلسطين او في لبنان."
واضاف بلير انه في البلدان الثلاثة فإن " الاسر في حالة حداد والزعماء السياسيين يواجهون مهمة لايحسدون عليها باعادة تركيب المجتمعات بما تبقى من اشلاء."
وعبرت مصادر داوننج ستريت اليوم عن اغتباطها بأن زيارة بلير خلقت جوا من التفاؤل وساعدت كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتعهد باللقاء واستئناف التفاوض دون شروط مسبقة.
وقال بلير ان مصادفة الرحلة مع الذكرى الخامسة لهجمات 11 سبتمبر الارهابية بمثابة مبرر كاف لدعوته للتفاوض مع حركة حماس، شريطة ان تكون جزءا من حكومة وحدة وطنية فلسطينية تمثل جميع التيارات، وتعترف بحق اسرائيل في الوجود.
وكان بلير قال منذ ساعات وهو في الطريق الى بيروت ان لقاءاته مع الزعماء الاسرائيليين والفلسطينيين، اقنعته بوجود ارادة حقيقية لدى الجانبين لبدء الحوار والتفاوض " رغم ان جراح هذا الصيف الدامي لم تشف بعد."
وأكد بلير استعداده " للمضي الى أكثر مما يتوقعه قادة المنطقة" مضيفا بانه مستعد " للتعامل المباشر مع حكومة وحدة وطنيى فلسطينية طالما التزمت بالمبادئ التي حددها المجتمع الدولي."
لكن قرار الزعيم البريطاني بعدم زيارة المناطق الجنوبية واحياء بيروت الجنوبية التي تعرضت للقصف الاسرائيلي اثار انتقادات اليسار البريطاني هنا اليوم.
وقالت مصادر داوننج ستريت ان بلير يعي بان احلال السلام في منطقة الشرق الاوسط، يقع في صميم المصالح البريطانية في الشرق الأوسط. وكان بلير قال لمراسل الـ "إيفننغ ستاندارد" المرافق له إن مايحدث في الشرق الأوسط يؤثر مباشرة على مايحدث في لندن وبقية انحاء المملكة المتحدة.