صدام : سحقنا وسنسحق رأس كل تمرد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إثر مشادة كلامية مع محامي المشتكين الاكراد
صدام : سحقنا وسنسحق رأس كل تمرد
إقرأ أيضا
محكمة صدام تستمع إلى شهود جدد اليوم أسامة مهدي من لندن : رد الرئيس العراقي السابق صدام حسين لدى استئناف المحكمة الجنائية العراقية العليا الثانية قبل رفع جلستها الخامسة لمدة ساعة اليوم على محامي المشتكين الاكراد بالقول انه سحق رأس المتمردين مطالبا بالاستعانة بخبراء دوليين محايدين لفحص رفات ووثائق يشير مشتكين الى العثور عليها في مقابر جماعية حيث تتواصل محاكمته وستة من كبار مساعديه السابقين بتهمة ارتكاب جرائم ابادة جماعية ضد الاكراد فيما عرف بحملة الانفال خلال عامي 1987 و1988 وذلك بالاستماع الى شهود اثبات جدد بعد ان استمعت الى اقوال تسعة مشتكين اكراد خلال جلساتها الاربع الماضية حيث رووا تفاصيل عن عمليات قصف واحراق ونهب قراهم من قبل قوات الجيش العراقي انذاك .
وفي مداخلة له على افادة المشتكي الاول في جلسة اليوم دعا صدام حسين رئيس المحكمة الى الاستعانة بخبراء دوليين محايدين من سويسرا مثلا رافضا ان يكونوا من الاميركان لفحص رفات اشخاص ووثائق وهويات ذكر شهود انه تم العثور عليها في مقابر جماعية من عمليات الانفال وذلك لمعرفة حقيقتها وصحتها وعمرها . وهنا اوضح القاضي عبد الله العامري ان المحكمة ستستدعي الخبراء ويمكن استجوابهم من قبل المحامين والمتهمين .
واضاف صدام ان كلمة البيشمركة (القوات الكردية المسلحة) تعني (الفداء) بينما الذي حصل منها هو التمرد على الدولة .. ولذلك قال انه يقترح تغيير كلمة البيشمركة الى التمرد في محاضر جلسات المحكمة . وتساءل هل هناك في التاريخ ان تتمرد مجموعة على الدولة ولاتتصدى لها هذه الدولة؟ . واثر ذلك تدخل احد محامي المشتكين قائلا انه لشرف ان يتمرد الاكراد على نظام دكتاتوري .. فصرخ به صدام لقد سحقنا رؤوسكم وسنسحق كل رؤوس التمرد .. لكنه تم قطع الصوت ولم يسمع بقية كلام صدام .
ومن جهته اشار صابر الدوري رئيس جهاز الاستخبارات العراقية الى انه كان هناك 250 الف مقاتل من قوات الدفاع الوطني الكردية تقاتل مع الدولة ضد تمرد قوات البيشمركة التي كان عددها 15 الف مقاتل يمثلون نسبة 2 في المائة من عدد الاكراد العراقيين .
وقال المشتكي الاول في جلسة اليوم وهو العاشر منذ بدء المحاكمة في الحادي والعشرين من الشهر الماضي غفور حسن عبد الله موجها كلامه الى صدام " مبروك يا صدام انت اليوم وراء القضبان" . واضاف انه هرب من قريته مع اخرين بينهم ثلاثة من اخوته عندما هاجمتها القوات العراقية حيث توجهوا الى ايران في رحلة استغرت السير على الاقدام لمدة ثلاثة ايام . واضاف انه سمع في طهران ان القرى الكردية قد قصفت بالاسلحة الكيمياوية لكنه اقر بانه لم يشاهد ذلك بعينه وكان عمره عشر سنوات انذاك الامر الذي اعرض عليه احد المحامين متسائلا "كيف تسنى للشاهد ان يتعرف على انواع الاسلحة التي هوجمت بها قريته وكان صغيرا في عمره" . واكد انه لم يكن احد مقاتلي البيشمركة لكن المحامين اعترضوا على هذا موضحين انه قال في التحقيق انه كان عنصرا في البيشمركة .
اما المشتكي الثاني محمود حمة عزيز (مواليد 1969) فقال انه فلاح من قرية سيدر وقتلت القوات العراقية 8 من افراد عائلته . واضاف انه في الثاني من شباط (فبراير) عام 1988 قصفت المدفعية والطائرات العراقية قريته والاخرى المجاورة لمدة اسبوع ثم هاجمت القوات العراقية هذه القرى من ثلاثة اتجاهات فهرب كثيرون وتم اعتقال 90 منهم اقتيدوا الى معتقل (نقرة السلمان) الصحراوي حيث مات هناك عدد منهم . واشار الى انه هرب مع كثيرين الى ايران مشيا على الاقدام لمدة اربعة ايام حيث عاشوا في قرية سردشت الايرانية . وقال انه عاد بعد سبعة اشهر الى كردستان بصورة غير مشروعة حيث التقى مع عدد من المطلق سراحهم مستفسرا عن زوجة اخيه واطفالها الخمسة فافادوا ان السلطات فصلت النساء والاطفال عن بقية المعتقلين حيث لايعرف مصيرهم لحد الان . وقدم شكوى ضد صدام حسين وعلي حسن المجيد طالبا بالتعويض . وهنا عرض الادعاء العام هويات عدد من المفقودين من عائلة الشاهد عثر عليها في احدى المقابر الجماعية .
وفي مداخلة للمجيد طلب من رئيس المحكمة تزويده بملف عن اقوال المشتكين لان ه استلم اقراص مدمجة عنها لكنه لايملك في المعتقل على جهاز كومبيوتر للاطلاع عليها فاستجاب القاضي لطلبه .
وقد تميزت جلسة امس بمداخلتين للرئيس السابق حول قضيتين مهمتين تشغلان الراي العام العراقي وهما محاولات زرع الفتنة بين القوميات والطوائف العراقية ومنع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني رفع العلم الحالي في الاقليم بذريعة ارتكاب النظام السابق لجرائمه ضد الاكراد تحت ظلاله .
فقد اعترض صدام حسين بشدة على بدء المشتكين افاداتهم بالقول ان الاكراد قتلوا وان قراهم هدمت واحرقت لانهم اكراد مشيرا الى ان وراء ذلك دوافع لخلق انقسام بين ابناء الشعب العراقي . وقال "اريد ان اصحح بما يفيد الشعب العراق ويعطي خلفية تاريخية لعلاقة العرب والاكراد" . ثم قال بصوت عال "والله ليخسأ الاشرار وينتصر الحق" .. وهنا طلب منه القاضي عبد الله العامري الهدوء وان يكون صره رحبا .. فاجاب صدام متسائلا "الا تعلم مدى التجاوز الي يحصل .. ليس هناك ارحب من صدر صدام حسين في الكون" . واضاف ان هناك محاولات لخلق فتنة بين العرب والاكراد .. واذا تم حجب كلامي حول العلم العراقي فانا قادر على ايصال راي الى الشعب العراقي بطريقتي (في اشارة الى قطع صوته حين اراد في جلسة الصباح الحديث عن منع مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان منع رفع العلم العراقي الحالي في الاقليم) .
وقال انه من العار ان يتهم الشعب العربي في العراق باضطهاد اخوه الشعب الكردي .. واكد انه يثق بالاكراد وقام عام 1991 خلال حرب الكويت بتشكيل لواءين من الاكراد فقط لحماية الحرس الجمهوري الذي كان يقاتل في الكويت وتساءل قائلا "هل هذه عنصرية؟" . واضاف انه زار محافظة الكوت بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية والقى خطبة نقلت بالتلفزيون وهذا مسجل ويمكن الرجوع اليه واعلن فيها عن منع الاجهزة العراقية كلها باعتقال او التحقيق مع أي كردي .. وقال "اني اعلنتها للجميع ان أي شخص لديه شكوى ضد أي كردي عليه ان يشتكي عند صدام حسين دون تدخل الاجهزة الاخرى .. ولم افعل هذا مع تكريت مسقط راسي او مع البصرة او مع كربلاء وفيها جدي (في اشارة الى مرقد الامام الحسين بن علي بن ابي طالب) " .
واوضح انه اقنع الزعيم الكردي الراحل مصطفى بارزاني والد مسعود بعد سنوات من الحروب وذلك في عام 1969 بوقف القتال بعد ان استجاب لكل مطاليبه ومنها منح المناطق الكردية حكما ذاتيا . وقال انه لوكان العرب عنصريون لما تصرفوا بهذا الشكل واضاف "يهمني ان لا يوصف الشعب العربي في العراق بالعنصرية لان هذا يهيء للانقسام .. وان كنت متاكدا ان العراق لن ينقسم" كما قال . وشدد بالقول "ان العراق لن يقسم .. إن تاريخ العراق قبل (7500) سنة يشهد على أصالته ووحدته."
وجاءت المداخلة الثانية عندما احتج رئيس المحكمة عبد الله علي العامري على اضفاء محام لقب رئيس الجمهورية على صدام وهنا اعترض هذا الاخير على كلام القاضي مشيرا الى ان القانون يقول ان المتهم بريء حتى تثبت ادانته وهذا لم يحصل .. واكد انه مازال رئيسا لان لقب الرئاسة لم ينتزعه منه الشعب العراقي وانما الغزاة الاميركان . واضاف ان العلم العراقي الحالي قد "ورثه صدام حسين" لكنه اضاف اليه عبارة "الله اكبر" وهو لم يرفع بما سمي في قضية الانفال مشيرا الى انه يعلق هنا على منع مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان منع رفعه في الاقليم .. وهنا ضحك قائلا "وإن هذه الكلمة لن يستطع أحد إزلتها .. ثم قطع الصوت ولم يتسن معرفة بقية حديث الرئيس السابق .
والمتهمون الستة الاخرين بالاضافة الى صدام حسين هم علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية وسلطان هاشم احمد وزير الدفاع السابق وصابر عبد العزيز الدوري رئيس المخابرات العسكرية وحسين رشيد رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي السابق وطاهر توفيق العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال وفرحان مطلك الجبوري الذي كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشمالية. ويواجه صدام والمجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية فيما يواجه المتهمون الآخرون تهما بارتكاب جرائم حرب ويدفع هؤلاء بأن حملة الانفال رد شرعي على قتال الأكراد العراقيين الى جانب إيران ضد بغداد في الحرب بين البلدين بين عامي 1980 و1988 .
ويتهم الاكراد القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الاعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر والتي يقولون ان اكثر من 180 الف شخص قتلوا خلالها فيما نزح عشرات الالاف. وتركزت إفادات شهود العيان الستة خلال الجلسات السابقة على حجم المعاناة التي خلفها استخدام الجيش العراقي لأسلحة "كيمائية" على المدنيين خلال حملة الانفال العسكرية حيث أبلغ قرويون أكراد المحكمة كيف أن عائلات قضت نحبها بعد ان قامت طائرات بقصف القرى الجبلية بأسلحة كيماوية.
وتجري محاكمة الانفال هذه في وقت يجري قضاة اخرين مشاورات لإصدار حكمهم في القضية الاخرى التي تتعلق بقتل 148 عراقيا من بلدة الدجيل شمال بغداد بعد نجاة صدام من محاولة لاغتياله فيها عام 1982. ومن المقرر أن تعلن المحكمة أحكامها النهائية في قضية الدجيل في السادس عشر من الشهر المقبل .
وقد سميت الحملة " الأنفال" نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم . و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب ، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة . استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 من السورة: " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان " .