صدام: انا اشبه بأسد حصر في القفص
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مشتك: صدام يحمل القران الان لكنه احرقه مع قرانا
صدام: انا اشبه بأسد حصر في القفص
صدام : سحقنا وسنسحق رأس كل تمرد
محكمة صدام تستمع إلى شهود جدد اليوم
ثم استعرض اتفاقه مع شاه ايران الذي كان يدعم الاكراد عام 1975 على انهاء المشاكل بين البلدين وقال انه بعد اذاعة بيان الاتفاق القى الاكراد 120 الف قطعة سلاح على الارض وهذا ما يعني انه لاتوجد مشكلة حقيقية بين العرب والاكراد في العراق . واضاف انه منح الحكم الذاتي للاكراد وعقد صلحا مع زعيم الحركة الكردية انذاك مصطفى البارزاني . واشار بالقول "لكن بعض الالسن تتجاوز علينا الان .. ولااعتقد انكم تريدون ازعاجنا وزعلنا .. لاننا هادئين ولكن اذا ازعجتونا سيحصل مايحصل".
وعند استئناف جلسة اليوم بعد استراحة دامت لمدة ساعة قال المشتكي الثالث عمر خضير انه كان يعيش في مدينة السليمانية عام 1988 وله اربعة اخوة يعيشون مع عوائلهم في قرية ساكان عندما قصفت قريتهم القوات العراقية بعد محاصرتها فهربوا منها مع اخرين الى الحدود مع ايران وبعد شهر عاد بعض الهاربين فابلغوه ان السلطات العراقية قد اعتقلتهم .. وقد بحث عنهم في عدة معتقلات ولم يعثر عليهم لكنه اشار الى انه وبعد ستة اشهر تم اطلاق سراح خاله وزوجته غير انه لا اخبار عن بقية الاقارب .. حتى عام 2004 حين عرضت عليه السلطات في السليمانية على هويات عدد من اقاربه المفقودين وابلغوه انه عثر على رفاتهم في مقبرة جماعية قرب مدينة الموصل الشمالية ثم عرض شهادات وفاتهم . وقدم شكوى ضد صدام والمجيد وبقية المتهمين طالبا بتعويضات . وقال ان جنود صدام الذي يحمل القران الان كانوا يحرقون نسخه عندما احرقوا القرى الكردية وتساءل قائلا "هل هناك فرق بين قران صدام هذا وقراننا؟ ".
ثم اعقبه مشتك اخر قال ان اسمه اكرم علي حسين من مواليد عام 1965 ويسكن قرية سبكاكيان في محافظة السليمانية وافاد ان قريته تعرضت في الثامنة من مساء احد ايام عام 1987 لقصف بقذائف لها رائحة كريهة وحتى الرابعة صباحا . واشار الى انه بعد ان عاد واخرين الى القرية صباحا وجدوا القرية بمغطاة بلون ابيض فعرفوا انها قصفت بالاسلحة الكيمياوية وقد تيبست الاشجار فيها . وفي عام 1988 تجمعت القوات العراقية في منطقة قريته التي قصفتها الطائرات بدون هجوم بري .. ثم بدا قصف مدفعي لساعات اعقبه هجوم بري ارغم السكان وبينهم افراد عائلته واقاربه من دونه حيث بقي هو في المنطقة على الهروب الى الحدود مع ايران لكنهم عادوا فاعتقلتهم القوات العراقية في معتقل نقرة السلمان الصحراوي .
واشار الى انه علم بعد ذلك بقتل السلطات العراقية لحوالي 70 شخصا من افراد عائلته وعشيرته وجدت جثث معظمهم في مقابر جماعية .. وقال انه كان عضوا في قوات البيشمركة الكردية بين عامي 1986 و1988.
وقبل ذلك وفي مداخلة له على افادة المشتكي الاول عبد العزيز حمة في جلسة اليوم الصباحية دعا صدام حسين رئيس المحكمة الى الاستعانة بخبراء دوليين محايدين من سويسرا مثلا رافضا ان يكونوا من الاميركان لفحص رفات اشخاص ووثائق وهويات ذكر شهود انه تم العثور عليها في مقابر جماعية من عمليات الانفال وذلك لمعرفة حقيقتها وصحتها وعمرها . وهنا اوضح القاضي عبد الله العامري ان المحكمة ستستدعي الخبراء ويمكن استجوابهم من قبل المحامين والمتهمين.
واضاف صدام ان كلمة البيشمركة (القوات الكردية المسلحة) تعني (الفداء) بينما الذي حصل منها هو التمرد على الدولة .. ولذلك قال انه يقترح تغيير كلمة البيشمركة الى التمرد في محاضر جلسات المحكمة. وتساءل هل هناك في التاريخ ان تتمرد مجموعة على الدولة ولاتتصدى لها هذه الدولة؟. واثر ذلك تدخل احد محامي المشتكين قائلا انه لشرف ان يتمرد الاكراد على نظام دكتاتوري .. فصرخ به صدام لقد سحقنا رؤوسكم وسنسحق كل رؤوس التمرد .. لكنه تم قطع الصوت ولم يسمع بقية كلام صدام .
ومن جهته اشار صابر الدوري رئيس جهاز الاستخبارات العراقية الى انه كان هناك 250 الف مقاتل من قوات الدفاع الوطني الكردية تقاتل مع الدولة ضد تمرد قوات البيشمركة التي كان عددها 15 الف مقاتل يمثلون نسبة 2 في المائة من عدد الاكراد العراقيين .
وقال المشتكي الاول في جلسة اليوم وهو العاشر منذ بدء المحاكمة في الحادي والعشرين من الشهر الماضي غفور حسن عبد الله موجها كلامه الى صدام " مبروك يا صدام انت اليوم وراء القضبان". واضاف انه هرب من قريته مع اخرين بينهم ثلاثة من اخوته عندما هاجمتها القوات العراقية حيث توجهوا الى ايران في رحلة استغرت السير على الاقدام لمدة ثلاثة ايام . واضاف انه سمع في طهران ان القرى الكردية قد قصفت بالاسلحة الكيمياوية لكنه اقر بانه لم يشاهد ذلك بعينه وكان عمره عشر سنوات انذاك الامر الذي اعرض عليه احد المحامين متسائلا "كيف تسنى للشاهد ان يتعرف على انواع الاسلحة التي هوجمت بها قريته وكان صغيرا في عمره". واكد انه لم يكن احد مقاتلي البيشمركة لكن المحامين اعترضوا على هذا موضحين انه قال في التحقيق انه كان عنصرا في البيشمركة.
اما المشتكي الثاني محمود حمة عزيز (مواليد 1969) فقال انه فلاح من قرية سيدر وقتلت القوات العراقية 8 من افراد عائلته . واضاف انه في الثاني من شباط (فبراير) عام 1988 قصفت المدفعية والطائرات العراقية قريته والاخرى المجاورة لمدة اسبوع ثم هاجمت القوات العراقية هذه القرى من ثلاثة اتجاهات فهرب كثيرون وتم اعتقال 90 منهم اقتيدوا الى معتقل (نقرة السلمان) الصحراوي حيث مات هناك عدد منهم . واشار الى انه هرب مع كثيرين الى ايران مشيا على الاقدام لمدة اربعة ايام حيث عاشوا في قرية سردشت الايرانية . وقال انه عاد بعد سبعة اشهر الى كردستان بصورة غير مشروعة حيث التقى مع عدد من المطلق سراحهم مستفسرا عن زوجة اخيه واطفالها الخمسة فافادوا ان السلطات فصلت النساء والاطفال عن بقية المعتقلين حيث لايعرف مصيرهم لحد الان . وقدم شكوى ضد صدام حسين وعلي حسن المجيد طالبا بالتعويض . وهنا عرض الادعاء العام هويات عدد من المفقودين من عائلة الشاهد عثر عليها في احدى المقابر الجماعية.
وفي مداخلة للمجيد طلب من رئيس المحكمة تزويده بملف عن اقوال المشتكين لان ه استلم اقراص مدمجة عنها لكنه لايملك في المعتقل على جهاز كومبيوتر للاطلاع عليها فاستجاب القاضي لطلبه.
والمتهمون الستة الاخرين بالاضافة الى صدام حسين هم علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية وسلطان هاشم احمد وزير الدفاع السابق وصابر عبد العزيز الدوري رئيس المخابرات العسكرية وحسين رشيد رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي السابق وطاهر توفيق العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال وفرحان مطلك الجبوري الذي كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشمالية. ويواجه صدام والمجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية فيما يواجه المتهمون الآخرون تهما بارتكاب جرائم حرب ويدفع هؤلاء بأن حملة الانفال رد شرعي على قتال الأكراد العراقيين الى جانب إيران ضد بغداد في الحرب بين البلدين بين عامي 1980 و1988.
ويتهم الاكراد القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الاعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر والتي يقولون ان اكثر من 180 الف شخص قتلوا خلالها فيما نزح عشرات الالاف. وتركزت إفادات شهود العيان الستة خلال الجلسات السابقة على حجم المعاناة التي خلفها استخدام الجيش العراقي لأسلحة "كيمائية" على المدنيين خلال حملة الانفال العسكرية حيث أبلغ قرويون أكراد المحكمة كيف أن عائلات قضت نحبها بعد ان قامت طائرات بقصف القرى الجبلية بأسلحة كيماوية.
وتجري محاكمة الانفال هذه في وقت يجري قضاة اخرين مشاورات لإصدار حكمهم في القضية الاخرى التي تتعلق بقتل 148 عراقيا من بلدة الدجيل شمال بغداد بعد نجاة صدام من محاولة لاغتياله فيها عام 1982. ومن المقرر أن تعلن المحكمة أحكامها النهائية في قضية الدجيل في السادس عشر من الشهر المقبل .
وقد سميت الحملة " الأنفال" نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم. و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب ، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة . استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 من السورة: " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ".