وزير بريطاني امام البرلمان: بناء المستوطنات يعرقل السلام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وزير بريطاني امام البرلمان: بناء المستوطنات يعرقل السلام
عادل درويش من برلمان وستمنيستر: وصف كيم هاول، وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية حزب الله اللبناني بالمنظمة الارهابية، وووجه اللوم لسياسة اسرائيل في انشاء مستوطنات اعتبرها معرقلة للسلام، وندد بالجدار الفاصل، كما انتقد ايران وسوريا على دورهما المعرقل للتوصل الى سلام في المنطقة، ودعم المليشيات امام لجنة برلمانية بريطانية اليوم.
وقال الوزير البريطاني، اثناء جلسة ساعة ونصف استجوبته فيها لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم ظهر اليوم، انه سيحمل السفير الاسرائيلي الذي يلتقيه بعد ظهر اليوم رسالة الى بلاده ينتقد فيها سياسة بناء المستوطنات الاسرائيلية في المناطق المحتلة، والتي وصفها بانها " من أكبر العراقيل امام السلام"؛ وايضا ينتقد استمرر الحكومة الاسرائيلية في بناء اجزاء من الجدار العازل في الضفة الغربية على اراضي فلسطينة كأمر غير مشروع بلا مبرر قانوني او اخلاقي.
واضاف الوزير، الذي تعرض لوابل من اسألة النواب اعضاء اللجنة المكونة من جميع احزاب البرلمان، حكومة ومعارضة، بأن القنصلية البريطانية في القدس هي القنصلية الوحيدة في العالم التي تتابع، وبشكل مستمر، التحقيق في حالات معاناة انسانية ومشقة تعرضت لها اسر لاعلاقة لهابالسياسة، بسبب بناء الجدار. وقال انه بينما اعلنت كثير من الدول اعتراضها على بناء الجدار، فإن اي من الدول لم تتابع ذلك بخطوات عملية تشعر الاسرائليين بان العالم يراقب ما يفعلون، وان هذا الجدار، الذي بني في عدة امكان بشكل غير قانوني على اراضي فلسطينية، يسبب معاناة انسانية رهيبة وغير مبررة لمدنيين من مختلف الجنسيات. ووجه اللوم للصحافة بسبب عدم التركيز على هذه النواحي. لكن النائب العمالي مايك جيبس، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، قال لايلاف ان المشكلة هي في طريقة عرض حكومة توني بلير والمسؤولين فيها لعملية الديبلوماسية.
وفي الوقت نفسه قال هاول، ومساعداه من وزارة الخارجية، ان الديبلوماسية البريطانية تتعمد عدم استخدام مثل هذه الأمور في الدعاية وتفضل الديبلوماسية الهادئة حتى لاتستفز الاسرائيليين وتدفعهم لعدم التعاون. والمعروف ان المدرسة الديبلوماسية البريطانية، ولعشرات السنين، تفضل الديبلوماسية الهادئة والعمل في الخفاء وراء ابواب مغلقة، مع الدول الأخرى، لاقناعهم باتخاذ اجراءات عملية او تخفيف قيود او تعديل ممارسات، تصب كلها في المصلحة الانسانية للأفراد وتقلل من معاناتهم، بعكس المدرسة الاميركية التي تفضل ديبلوماسية مكبرات الصوت من اجل البروباجندا على تحقيق اية انجازات عملية لصالح المواطن البسيط.
وتركز الجزء الأكبر من استجواب اللجنة للوزير هاويل واثنين من مساعديه، هما مدير مكتب الشرق الاوسط في وزارة الخارجية، ومساعد المكتب لشؤون البحر المتوسط والشمال الأفريقي، على الحرب في لبنان، والدور البريطاني، والتساؤل عن تباطؤ رئيس الوزراء توني بلير في الدعوة في بداية الحرب لوقف غير مشروط لاطلاق النار.
واتخذت تساؤولات اعضاء اللجنة طابع الاتهام غير المباشر بالتبعية للسياسة الاميركية ومإذا كانت لندن قبلت بالاعتقاد الأميركي باعطاء اسرائيل الفرصة لتدمير حزب الله اللبناني قبل التحرك جديا للتوصل لقرار لوقف اطلاق النار في لبنان. ونفي هاويل، الذي وصف حزب الله بانه منظمة ارهابية، ان يكون احدا في وزارة الخارجية او لندن قد فكر بهذه الطريقة مضيفا بان الاتفاق العام في اروقة الحكومة البريطانية كان على ضرورة التوصل لتسوية تضمن هدنة دائمة وتسعى لحل المشاكل التي يترتب عليها النزاعات. واضاف بأنه اذا كانت لندن اصرت على طلب لوقف اطلاق النار، يبقي الطائرات الاسرائيلية بعيدا عن الاجواء اللبنانية، في وقف لاطلاق النار، فإن ذلك كان سيؤدي الى قيام سوريا وايران بتزويد حزب الله باسلحة وصواريخ جديدة، ومن ثما يعاود حزب الله هجومه ولاتستمر الهدنة أكثر من يومين او ثلاثة.
ولكن لم يبدوا على معظم اعضاء اللجنة اللبرلمانية الاقتناع بهذا الجدل، حيث اشارت اسألتهم ومداخلاتهم الى ان بريطانيا كانت تستطيع على الاقل الخروج بصيغة كلامية مفبولة تدعو الجميع لوقف اطلاق النار، وتبعد نفسها عن السياسة الاميركية التي تضر بسمعة بريطانيا لدي الاوساط الاسلامية والشرق اوسطية. كما ركز عدد من اعضاء اللجنة على غياب نص واضح من لندن بادانة رد الفعل الاسرائيلي المبالغ فيه والذي استهدف مدنيين.
ووافق الوزير هاويل ضمنيا، قائلا انه يقبل الآن بان الديبلوماسية العلنية البريطانية كان يمكن ان تسير في خطين متوازيين، لكن القرارت اتخذ اثناء الاشتباكات حسب المعلومات المتاحة، مضيفا بأن تقارير اشارت الى توقف قوافل الغوث والاعانة على الحدود السورية اللبنانية حيث تعمد السوريون ادماج شاحنات تحمل اسلحة لحزب الله فيها. واسرع بالقول بان التقارير لم يمكن نفيها او اثباتها من الجانب البريطاني لكنه بانتظار تقرير لجنة تابعة للأمم المتحدة تحقق في هذا الشأن.
وكرر هاويل انتقاداته لسوريا ودورها المعرقل للسلام، قائلا ان السفير السوري في لندن يعبر عن موقف في دمشق لايعترف بوجود حدود سورية لبنانية، ولايرى ضرورة في فتح سفارة سورية في بيروت، كتعبير عن استقلالية لبنان وسيادته، وذلك في تقريره عن لقاء مع السفير السوري هذا الصيف.
وقال هاول ان بحث مع السفير الايراني في لندن ايضا مسألة تزويد ايران للمتمردين في العراق باسلحة ومعدات اسفرت عن مصرع جنود بريطانيين في البصرة، وعن تسليح ايران لحزب الله، مضيفا بانه لم يصدق تأكيدات السفير الايراني او السفير السوري حول عدم دعم طهران ودمشق لحزب الله.
واتسمت اجابات هاول على اسألة اللجنة، بالتشاؤم حول اتخاذ العالم اجراءات فاعلة مع ايران لحثها على عدم دعم الارهاب او التخلي عن انتاج السلاح النووي قائلا ان ايران تعمل ايضا على انتاج وسائل القاء السلاح النووي طويلة المدى، وذكر ان هناك دروسا يجب استيعابها من تجارب المقاطعة وفرض العقوبات؛ فصدام حسين تمكن من استغلال المقاطعة وبرنامج البترول مقابل الغذاء لتثبيت نظام البعث، كما ان تجربة زيمبابوي حول فرض العقوبات لاتشجع على تحويلها الى اداة فعالة، واختتم قائلا ان الحل العسكري غير وارد وغير عملي في حالة ايران.
الملاحظ الغياب التام لأي مراسل من الصحف العربية اثناء الجلسة التي بدأت صباح اليوم، وفتحت ابوابها للصحافة والجمهور مع مثول هاويل امامها في الحادية عشرة.