أخبار

ردود الافعال على تصريحات البابا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

توالت ردود الافعال على كلمة البابا التي ربط فيها ضمنا بين الجهاد والارهاب خلال زيارة الى المانيا. ففي الكويت دعت ردت شخصيتان كويتيتان بنديكتوس السادس عشر الى الاعتذار. وحث الامين العام لحزب الامة الكويتي حاكم المطيري البابا على تقديم "اعتذار فوري صريح للعالم الاسلامي عما صدر عنه من طعن بالنبي محمد وبالدين الاسلامي".

وحذر المطيري من "خطورة مثل هذا الخطاب البابوي غير المعهود وغير المسبوق" وربط بينه وبين ما اسماه "الحروب الغربية الجديدة على العالم الاسلامي كما في العراق وافغانستان ولبنان" معتبرا انها "حروب صليبية تغذيرها احقاد تاريخية ودينية".

من جهته، رفض وكيل المراجع الشيعية في الكويت السيد محمد باقر الموسوي المهري كلام البابا معتبرا انه "مخالف للحقيقة والواقع"، داعيا بنديكتوس السادس عشر الى الاعتذار. وقال ان "هجوم البابا غير المبرر على الاسلام وعلى النبي محمد تناقض واضح وصريح مع الدعوة لحوار الحضارات بل تصريح يفتح باب العداء بين اصحاب الديانات السماوية".

واضاف "نطلب من البابا الاعتذار رسميا امام العالم حتى نستطيع ان نغلق باب العداء ويسود الامن والامان والمحبة في جميع ارجاء العالم". كذلك رفض المهري قول البابا نقلا عن امبراطور بيزنطي ان الاسلام جاء ب"اشياء شريرة" وانتشر "بحد السيف".

وفي انقرة، ندد مسؤول تركي مسلم بشدة بالتصريحات "الحاقدة والمعادية" التي تناول فيها البابا بنديكتوس السادس عشر الاسلام. وقال مدير قسم الشؤون الدينية في الحكومة التركية علي برداك اوغلو في تصريحات نقلتها شبكة ان تي في التركية ان "كلام (البابا) يعكس الحقد الذي يكنه (..) تصريحاته معادية وحاقدة للغاية". واضاف "انها نظرة مجتزأة جدا وتنطوي على كثير من الافكار المسبقة" عن الاسلام ونبيه محمد.

وقال برداك اوغلو انه لا يرى "اي مصلحة للعالم الاسلامي في قيام شخص لديه مثل هذه القناعات حول الاسلام ونبيه بزيارة الى تركيا". ومن المقرر ان يزور البابا تركيا العلمانية والتي يدين سكانها بالاسلام بين 28 و30 تشرين الثاني/المقبل بدعوة من السلطات السياسية التركية والبطريركية الارثوذكسية.

و في فرنسا طالب رئيس المجلس الفرنسي للديانة المسلمة، اعلى هيئة للمسلمين في فرنسا، دليل بوبكر الفاتيكان ب "توضيح" حول تصريحات البابا ، وقال بوبكر وهو رئيس مسجد باريس "نرغب ان تعطينا الكنيسة سريعا جدا رأيها وان توضح موقفها حتى لا تخلط بين الاسلام وهو دين منزل والتيار الاسلامي الذي هو ليس ديانة بل ايديولوجية سياسية".

وتابع يقول "نؤمن بالله نفسه رب السلام والمحبة والرحمة. فالاسلام اولا هو دين التسامح والاخوة". واكد"نريد علاقات صداقة مع المسيحية اكبر ديانة في اوروبا".

وتابع يقول "حبرية بندويكتوس السادس عشر يجب ان تؤتي ثمار جهود يوحنا بولس الثاني في الحوار بين الديانات والصداقة في وجه كل المخاطر المشتركة التي تهدد المؤمنين ولا سيما التطرف والراديكالية والتعصب والعنف".

و في سوريا بعث المفتي احمد بدر الدين حسون برسالة الى البابا يطلب فيها "استيضاح" ما نسب اليه من "كلام يثير اشكالات فكرية وثقافية ودينية بين اتباع الشرائع السماوية" . وقال المفتي حسون في رسالته التي سلمت للسفارة البابوية فى دمشق "اننا نتوقع ان يكون ما نسب لقداستكم غير صحيح ونأمل في ان نكون جميعا متعاونين على نشر قيم السماء التي تدعو الى التآلف والتعاون وان يكون الفاتيكان مصدرا للسلام العالمي كما الاسلام مصدر للسلام والمحبة والخير".

بدوره استنكر المرجع الديني الشيعي الكبير في لبنان العلامة السيد محمد حسين فضل الله الجمعة كلام البابا ، واعتبر فضل الله في خطبة الجمعة في احد مساجد ضاحية بيروت الجنوبية "ان الكلام المنسوب الى البابا يدل على أنه لا يملك ثقافة علمية موضوعية عن الإسلام" ودعاه الى "قراءة واعية علمية دقيقة للاسلام لاننا لا نريده أن يخضع للاعلام المعادي الذي تقوده اليهودية والإمبريالية ضد الإسلام".

واضاف "نطلب منه ان يقدم الاعتذار شخصيا للمسلمين على هذه القراءة الخاطئة التي لا نريد لموقعه الديني أن يقدمها للعالم".وقال "لا نقبل اعتذار مصادر الفاتيكان بأن البابا لم يستهدف الحملة على الإسلام بل استغلاله من أجل إثارة العنف لأن البابا تحدث عن قضايا فكرية في العقيدة الإسلامية".

وشدد فضل الله "ان الاسلام أكد على أن العقيدة ترتكز على العقل وليست خارج نطاقه" وان الجهاد هو "جهاد دفاعي ووقائي تماما كما هو في كل الحضارات وليس جهادا عدوانيا". وقال "إننا في الوقت الذي نستنكر فيه ونحتج بكل قوة على هذا الكلام (...) ندعو الى علاقات إسلامية مسيحية عالمية مرتكزة على الفهم العلمي العميق لوجهة النظر المتبادلة".

من جهته، دان اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني بعد ظهر الجمعة تصريحات البابا مطالبا الحبر الاعظم ب"التوقف عن المس" بالديانة الاسلامية. وقال هنية للصحافيين "باسم الشعب الفلسطيني اعبر عن تنديدنا واستنكارنا التصريحات التي صدرت عن سيادة البابا حول الاسلام كعقيدة وشريعة".

وطالب هنية البابا بان "يعيد النظر في هذه التصريحات ويتوقف عن المس بالديانة الاسلامية التي يعتنقها مليار ونصف المليار مسلم في العالم"، معتبرا ان تصريحات الحبر الاعظم "جافت الحقيقة ومست جوهر العقيدة واساءت الى التاريخ الاسلامي".

و في العراق، استنكر ائمة مساجد سنية خلال خطب اليوم "تطاول" البابا على الاسلام والنبي محمد وطالب احدهم الدول الاسلامية ب"طرد" سفراء الفاتيكان في حين دعا اخر الله الى "اذلال" البابا . ففي بغداد، طالب الشيخ محمود العيساوي امام الحضرة القادرية (مسجد عبد القادر الكيلاني) الدول الاسلامية ب"طرد سفراء الفاتيكان وعدم التهاون مع امر كهذا". وعبر عن "الاستهجان "حيال خطاب البابا واعتبره "تطاولا على المسلمين".

ومن جهته، قال الشيخ طه العبيدي امام مسجد منذر الشاوي في منطقة الصالحية "سمعنا البارحة كلاما يساء فيه لرسولنا (...) لا نستطيع ان نأمل في العقلاء من الاديان الاخرى وخصوصا اهل الكتاب. لا نأمن من عاقبتهم ولا من جانبهم ولا نأمن من صاحب الديانة منهم".

واضاف "قبل اشهر اساءت الصحافة للرسول وكنا نلتمس الاعذار لها كونهم لا يمثلون الديانة النصرانية لكننا فوجئنا البارحة ان الرجل الاول في النصرانية والقائد الديني والروحي الاول يقول كلمة يهتز لها عرش الرحمن". وندد العبيدي وهو من المذهب الشافعي بشدة "بالقول ان سيرة نبينا الكريم مجردة من الانسانية والعقل". ودعا الله ان "ترينا آية من عندك تذله بها وتقعده بها يا رب".

وفي الموصل (375 كلم شمال بغداد)، انتقد الشيخ محمد عبد الرحمن جار الله، امام مسجد الرحمن الواقع في حي النور وسط المدينة، تصريحات البابا قائلا "كلما تقدم الاسلام وانتشر في بلادهم خرجوا لنا بكلام يتهجمون فيه على الاسلام وينتقدونه".
واضاف ان "الاسلام دين تسامح (...) يدل ذلك على عدم معرفته بالاسلام بشكل دقيق".

اما المساجد الشيعية، فلم تتطرق الى تصريحات البابا باستثناء امام مسجد الكاظمية (شمال) الشيخ حازم الاعرجي الذي اكتفى بالتعبير عن "استنكاره" للتصريحات ووصفها بانها "تجاوز على شخصية الرسول".

اما الاردن فقد اعتبر اليوم تصريحات البابا "مسيئة للغاية ومرفوضة" وطالب الفاتيكان "بتحديد موقفه من هذه التصريحات وبشكل فوري". ونقلت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) عن وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية عبد الفتاح صلاح قوله "نحن نعتقد ان هذه التصريحات تعتبر مسيئة للغاية ومرفوضة".

واضاف اننا "نستغرب كل الاستغراب أنها تأتي بعد مرحلة تم فيها الكثير من الانجاز فى مجال تعزيز حوار الاديان ابان حياة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني والذي يؤمن مثلنا بضرورة التعايش السلمي بين الديانات والحوار فيما بيننا".

واكد الوزير الاردني ان "الفاتيكان مطالب وبشكل فوري بتحديد موقفه من هذه التصريحات ومضمونها والاشارات السلبية وغير المفيدة التى وردت فيها". واوضح ان "الاردن كان من الرواد الاوائل فى ترسيخ مفهوم حوار الاديان قولا وفعلا وان الاردن كان وما زال يؤكد على ضرورة التعايش السلمي بين اتباع الديانات وان هذه هي المرتكزات التى استندت اليها رسالة عمان التى اكدت على احترام الاخر وقبوله وعلى المبادىء الراسخة التى يؤكد عليها الدين الاسلامي الحنيف بالدعوة الى الحوار والتواصل".

و في المانيا ( اعتدال سلامه من برلين) رفض المتحدث الرسمي باسم الحكومة التعليق على مضمون كلمة البابا و اكتفى بالاشارة الى البيان الذي اصدره الفاتيكان "لانه ردا واضحا على الاعتراضات التي علت في العالم الاسلامي". لكن ردود الفعل السياسية في المانيا جاءت اليوم متفاوتة وقالت انغريد فيشباخ المتحدثة بسم الشوؤن الكنسية في الاتحاد ان كلمة الحبر الاعظم استعرضت بشكل غير كامل. بينما قال فولكر بيك رئيس الجناح البرلماني لحزب الخضر ان البابا يحاول ان يجعل الدين المسيحي اعلى من الديانات الاخرى، وتصريحاته عن الاسلام والمسيحية احادية الجانب بشكل ملفت للنظر وعمياء الخلفية. لكن حسب رأيه " على الديانات الثلاثة المسيحية والاسلامية واليهودية العمل للقبول بحرية الاديان والتعديدية، لذا فليس هناك داعيا لاعلاء شأن دين على الديانات الاخرى".

ودافع هاتموت كوشيك رئيس مجموعة البرلمانات الاقليمية للحزب المسيحي البافاري عن البابا بالقول لقد درسنا مضمون الخطبة ولم نجد فيها ما يدفع الى القول ان لها اهداف عدائية كما التخمينات التي انتشرت. لكن الحوار بين الديانات والثقافات يتضمن ايضا عدم استبعاد الدين الاسلامي توجيه انتقاد بناء له.

بهية مارديني: طالبت جبهة الخلاص الوطني في سورية اليوم "بابا الفاتيكان ب تقديم اعتذارٍ رسميّ للأمة العربية والإسلامية " ، واستنكرت" التصريحات المسيئة إلى الإسلام والمسلمين، التي أدلى بها في محاضرته التي ألقاها في ألمانيا، حول "العقل والإيمان" " ، و طالب ت " قادة الأمة وشعوبها، بموقفٍ رسميّ ينكر الإساءة ويردّ على الافتراء " .

وقالت الجبهة في بيان وقعته امانتها العامة ،وتلقت ايلاف نسخة منه ، ان اعتذار بابا الفاتيكان " يصحّح الخطأ، ويتلافى الآثار السلبية التي يمكن أن تنشأ عنه " .

واشارت الى ذهولها واستنكارها ال الغين عند استقبالها تصريحات البابا ، معتبرة إن " هذه التصريحات تنمّ عن جهلٍ فاضحٍ بالإسلام وقِيَمه السامية، ودوره الإيجابيّ في بناء الحضارة الإنسانية، كما تنمّ عن تعصّبٍ مقيتٍ ضدّ المسلمين، وتثير الكراهية والبغضاء بين أبناء ديانات السماء "، واعتبرت " إن صدورَها عن مرجعيةٍ دينيةٍ يُفترَضُ فيها العلمُ والحكمةُ والحرصُ على السلام الإنسانيّ والحوار الحضاريّ ، إنما يخدمُ منطقَ التطرّف، ويؤزّ عواملَ الصراع والقطيعة بين الأديان والحضارات، وتتناقض مع ما أسّسه البابا الراحل "يوحنا بولس الثاني" من دعوةٍ إلى الحوار بين الأديان والشعوب " .

واكدت الجبهة ، التي اسسها في بروكسل عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق المنشق وعلي صدر الدين البيانوني المراقب العام للاخوان المسلمين في سورية، " إن بناءَ عالمٍ يسوده الحوار والتفاهم والمحبة، هو هدفٌ يسعى إليه الأخيارُ والعقلاء ، وإن مثلَ هذا العالم لا يمكنُ بناؤه عبرَ الجهل والتعصّب والكراهية "، واعربت "جبهة الخلاص الوطني في سورية" عن " أسفها البالغ واستنكارها الشديد، لصدور هذه التصريحات المسيئة " .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف