المرجعية تهاجم إنكار القاضي لدكتاتورية صدام

أسامة مهدي من لندن : اعترض الشيخ عبدالمهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني في كربلاء على وصف رئيس المحكمة الجنائية العراقية العليا للرئيس السابق صدام بأنه ليس دكتاتورا وقال ان ذلك يشكل استهانة بتاريخ العراق ورأى أن هذه المحكمة غير شرعية ولا قانونية وان ما يجري فيها اصبح مهزلة.. فيما ظهر تناقض في التصريحات حول اجتماع وفد من الائتلاف العراقي الشيعي الموحد مع السيستاني ومع اية الله الشيخ محمد اليعقوبي المرشد الروحي لحزب الفضيلة الاسلامية احد مكونات الائتلاف لبحث مشروع تقسيم العراق الى اقاليم .

وفي خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم قال الشيخ عبدالمهدي الكربلائي ممثل السيستاني في المدينة أن ما يجري في محاكمة صدام حسين هو استهانة بحق التاريخ العراقي وإستخفاف بمظلومية الشعب. واضاف ان هذه المحاكمة "غير شرعية وغير قانونية لأنها سمحت لصدام أن يتحدث وينعت أبناء الشعب العراقي الذين قاوموه بالخونة والعملاء." واشار الى ان هذا يؤكد أن الجهة التي تشرف على المحكمة إما أنها لا تفهم موازينها وقوانينها أو أنها تسيء إلى هذه المفاهيم. وطالب المحكمة باحترام مشاعر المواطنين ومظلوميتهم وأن "تأخذ على عاتقها إنصاف هذا الشعب المظلوم." كما دعا الحكومة العراقية " ألا تقف متفرجة على هذه المهازل التي تحدث في محاكمة الطاغية."

ودعا الشيخ الكربلائي الدولة العراقية الى عدم الوقوف متفرجة ازاء هذا الاستخفاف بالمظلومين وضحايا إجرام النظام السابق من قبل الظلمة والطغاة أنفسهم .

وقد فاجأ القاضي عبدالله علي العامري رئيس المحكمة الجنائية الخاصة بقضية الانفال المتهمين والمشتكين في جلسة امس عندما قال للرئيس العراقي المخلوع "انت لست دكتاتوراً".

وجاء تعليق القاضي العامري رداً على مداخلة لصدام حسين مع المشتكي الاول عندما سأله صدام " لماذا طلبت مقابلة صدام حسين وهو دكتاتور كما تقولون وعدو للشعب الكردي؟". فقاطع العامري صدام حسين ليقول وابتسامة عريضة ترتسم على وجهه "انت لست دكتاتوراً .. الرجال الذين من حولك يصنعون الدكتاتور" .. فرد صدام قائلا "شكرا" .

وفي محاولة للتقليل من الآثار السيئة التي قد تثيرها عبارات القاضي خاصة بين الاوساط الكردية التي تتهم الرئيس المخلوع بارتكاب جرائم ضد الانسانية ضد الاكراد قال القاضي رائد جوحي رئيس هيئة تحقيق المحكمة الجنائية العليا العراقية الخاصة بمحاكمة صدام حسين وأركان نظامه في مؤتمر صحافي امس ان وصف قاضي محكمة الانفال عبد الله العامري للرئيس السابق بانه ليس دكتاتورا هو "سقطة كلام" لن يؤثر على السير القضائي المرموق للمحاكمة .

ومن جانب اخر دعا الكربلائي الى فهم إجراءات ادارة الروضتين المقدستين في كربلاء والنجف ازاء الاحداث الاخيرة التي مرت بهما حيث ان هذه الادارة تقف بالضد من اي دعوة تشعر بانها بعيدة عن الحق وتجر الى الظلال في اشارة الى المصادمات التي حصلت الشهر الماضي اثر منع حرس الروضتين لاتباع المرجع الحسني بأداء الصلاة فيهما .

وهاجم امام الجمعة ما اسماها "الابواق البعثية" ومنها بعض صحف بغداد والتيقال انها صورت هذه الاحداث على انها صراع على وارداتهما . وقال " ان الكل يعلم عكس ذلك حيث ان هذه الادارة هي على درجة عالية من النزاهة وقد عينت من قبل المراجع الاربعة في النجف الأشرف ثم جدد لها بالثقة الآن من قبل المرجعية الدينية العليا وانها عملت كل ما تستطيع من اجل تنفيذ مشاريع خدمية لهذه العتبات ولم تصرف دينارا واحدا في الدعاية لمرجعيتها".

واكد "ان المهام الأساسية التي تكفلت بها الإدارة الشرعية للروضتين المقدستين هي الحفاظ على أمنهما ومركزهما من خلال الانطلاق إلى الدعوة الحقة والفضيلة وإعتماد الحوار بدل العنف." وأضاف ان " إدارة الروضتين تستشعر وتريد إبعاد الروضتين عن كل ما يعكر صفو الزيارة والعبادة والدعاء وألا تجر الأحداث إلى الفتنة والعنف والانطلاق إلى ما يسيء إلى الإسلام"

تناقض في التصريحات حول مقابلة وفد الشيعي لمراجع النجف

الى ذلك ظهرت تناقضات في التصريحات حول اجتماع وفد الائتلاف الشيعي العراقي في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) مع المرجعين الشيعيين اية الله السيد علي السيستاني واية الله الشيخ محمد اليعقوبي المرشد الروحي لحزب الفضيلة الاسلامية احد مكونات الائتلاف وله 15 مقعدا في مجلس النواب .

وقال رئيس الوفد خالد العطية نائب رئيس مجلس النواب عن الائتلاف ان الوفد بحث مع المرجعين التطورات السياسية في العراق وخاصة في ما يتعلق بمشروع الائتلاف حول انشاء الاقاليم والفيدراليات وخاصة في الوسط والجنوب حيث يصر الائتلاف على انشاء هذه الفيدرالية . واضاف ان جميع قوى الائتلاف كذلك المراجع الشيعية متفقون على انشاء الفيدراليات . وشدد بالقول "ان الموقف داخل الائتلاف حول الفيدرالية موحد وثابت .. وجميع اطراف الائتلاف مجمعون على هذا الامر" .

لكن المرجع المعروف وحزب الفضيلة الاسلامية بتحفظهما على مشروع الاقاليم مفضلين الحكم اللامركزي قال في بيان له اليوم انه "إن الوفد تحدث حول جملة من القضايا التي تهم الواقع العراقي وأن الشيخ اليعقوبي أكد عدم المساس بوحدة العراق وأبدى امتعاضه من عدم الانسجام بين الاحزاب السياسية وتفضيلها المصالح الفئوية على مصالح الشعب العامة".

وطالب الشيخ اليعقوبي في البيان " بتحسين اداء الحكومة والقضاء على الفساد الاداري والمالي لتزداد ثقة الشعب بالحكومة ويقتنع الشعب بطروحاتها مما يؤهل تفعيل بعض المشاريع المطروحة كفيدرالية الاقاليم والتي لا يمكن ان تنجح اذا لم تهيأ لها الأرضية المناسبة ولكي لاتفقد الاحزاب السياسية مصداقيتها بسبب فشلها في الوفاء بوعودها ."

وضم وفد الائتلاف اضافة الى العطية هادي العامري الامين العام لمنظمة بدر. والتقى الوفد الذي وصل الى النجف مساء أمس مع المرجع السيستاني إلا أنه لم يدل بعد خروجه من مكتب السيستاني بأي تصريح حول الموضوعات التي ناقشها مع المرجع او نتائج الاجتماع .

وكان رئيس كتلة التيار الصدري احد مكونات الائتلاف الشيعي ولها 30 مقعدا في مجلس النواب قد رفض في وقت سابق مشروع قانون تشكيل الاقاليم وخصوصا في ظل وجود الاحتلال عادا ان تجزئة البلاد الى ثلاثة اقاليم كردي وسني وشيعي تنفيذ لكامل المخطط الغربي.

وقال النائب فلاح حسن شنشل ان الكتلة الصدرية ترفض مشروع قانون تشكيل الاقاليم لانه لا يمكن اقامة اقاليم في ظل وجود الاحتلال لانها مدعاة للتجزئة وتفرقة البلاد. واضاف ان تجزئة البلاد على اساس الهوية يؤدي الى اقليم كردي وسني وشيعي وهذا تنفيذ لكامل المخطط الغربي فضلا عن وجود مناطق متداخلة من كلا الطائفتين فماذا سيكون مصيرها، التهجير مثلا؟. واشار الى ان الاوضاع السياسية غير مستقرة الان بسبب التجاذبات في الاراء فمثل هذا القانون يوسع الهوة بين المكونات السياسية والاجتماعية للشعب العراقي. واكد ان تجربة مجالس المحافظات كانت غير ناجحة حتى الان بسبب سوء الخدمات المقدمة للشعب ولذا يجب تقوية المجالس . ومن جانبه قال حزب الفضيلة الاسلامية الذي يتبع مرجعية اليعقوبي انه يعارض تشكيل اقليم خاص بجنوب ووسط العراق تحت ادارة فيدرالية يتكون من تسع محافظات . واضاف مخلص الزامل النائب عن الحزب ان هذا الاقليم سيكون امارة نفطية وسيضحي بشيعة المناطق التي تكون خارج هذا الاقليم مثل بغداد وصلاح الدين وديالى وكركوك والموصل . واشار الى ان هذا يغذي عمليات التهجير القسري الذي يبني أسس الطائفية . وشدد الزاملي على ان الحزب مع اقليم المحافظة الواحدة أو ثلاث محافظات لأنه يبقي العراقي ضمن دائرة الوحدة الوطنية من دون أن يؤسس لظاهرة الدولة داخل الدولة.