رسالة الرئيس بوش إلى إيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ما الذي سيقوله الرئيس بوش للشعب الإيراني لو سنحت له فرصة التحدث إليهم بشكلٍ مباشر؟ لقد استطعت أن أطرح هذا السؤال على بوش في مقابلة أجريتها معه في المكتب البيضاوي الأربعاء. وأوضح في جوابه أن الإدارة ترغب في حلٍ دبلوماسي للمواجهة التي حدثت بسبب برنامج إيران النووي, الأمر الذي يتقدم إدراك أميركا بدور إيران باعتبارها دولة هامة في الشرق الأوسط.
وتابع الكاتب في صحيفة الواشنطن بوست ديفيد إغناتيوس أن بوش أجابه دون تردد قائلاً: "كنت لأقول للشعب الإيراني: إننا نحترم تاريخكم, ونحترم ثقافتكم, ومعجبون بالقدرات التجارية التي يتمتع بها شعبكم. وكنت لأقول للشعب الإيراني أنني أدركت أهمية سيادتكم, وأنكم تمثلون دولة معتزة بنفسها, وأنكم تريدون مستقبلاً مثمراً لمواطنيكم."
وتابع بوش قائلاً: "فيما يتعلق بالقضية النووية, أنا أدرك أنكم تعتقدون أنه من مصلحتكم, من مصلحة سيادتكم ومن حق سيادتكم, أن تمتلكوا قوة نووية. أنا أدرك ذلك, ولكني أريد أن أقول للشعب الإيراني أن هناك مخاوف عميقة حول نوايا بعضٍ من قيادتكم قد يستعملون المعرفة المكتسبة من صناعة الطاقة النووية المدنية من أجل تطوير سلاحٍ يمكنه تحقيق الأهداف المعلنة لبعض القيادات [من مهاجمة إسرائيل وتهديد الولايات المتحدة]. وأريد أن أقول للشعب الإيراني أنني أريد العمل على إيجاد حلٍ يتطابق مع رغبتكم الشرعية في امتلاك طاقة نووية مدنية."
وقال بوش مضيفاً: "وأريد أن أخبر الشعب الإيراني أن ليست لدينا الرغبة في القتال."
وأعرب عن أمله في أن تساعد إيران في استقرار العراق, وقال أن أفضل قناة لإجراء الحوار ستكون عبر رئيس الوزراء العراقي الجديد نوري المالكي الذي كان في طهران هذا الأسبوع. ودعا إلى برنامج جديد لإجراء تغييرات ثقافية وتعليمية بين الولايات المتحدة وإيران كوسيلةٍ لرفع مستوى الثقة وزيادة التواصل.
بدت تعليقات بوش كإشارة واضحة لإستراتيجية الإدارة في مواجهتها برنامج إيران النووي. وكانت ظهرت في الأيام الأخيرة إشاعاتٍ تقول أن الإدارة تخطط لاتخاذ الخيار العسكري في تعاملها مع الأزمة, في الأجل القريب ربما. لكن ملاحظات بوش كان اتجاهها مختلفاً, فقد أصر على طمأنة إيران بأن الولايات المتحدة تدرك طموحاتها لأن تكون دولة متقدمة لها برنامج طاقة نووية مدني ومتين ودور في تشكيل الشرق الأوسط بما يتناسب مع حجمها وقوتها. ولكن الخطوط الحمر بالنسبة لأميركا تشمل الأسلحة النووية والتهديدات العسكرية لإسرائيل والولايات المتحدة وعلاقات إيران بالجماعات الإرهابية.
وتتبعت ملاحظات بوش آثار العرض الذي كانت قدمته الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى إيران في حال وافقت على وقف تخصيبها لليورانيوم. إذ اقترح أن يعمل الغرب على تزويد إيران ودول أخرى باليورانيوم المخصب وجمع النفايات النووية. وقال أن هذا البرنامج العالمي "سيكون حلاً يمكنه أن يلبي رغبة الإيرانيين في امتلاك صناعة الطاقة النووية."
وعن الشأن العراقي, قال بوش أن زيارة المالكي إلى طهران "كانت بهدف إقناع الإيرانيين أن استقرار العراق يصب في مصلحتهم. لقد قالوا ذلك مراراً وأعتقد أن رئيس الوزراء المالكي يحاول أن يستنتج ما يعنيه ذلك وكيف يمكن للحكومة العراقية أن تعمل مع الإيرانيين لنشر الاستقرار."
وقال بوش أنه قرأ عدة تعليقات تنتقد زيارة المالكي. "ولكني لا أتفق معها, فرئيس الوزراء يجب أن يذهب إلى إيران, وإن من مصلحة العراق الوطنية أن تكون العلاقات مع إيران كذلك, لكي تبقى الحدود آمنة ولكيلا تبقى قضايا عبر الحدود, التي تشمل نقل المعدات التي يمكنها أن تضر مواطني العراق وقوات التحالف ونقل التطرف الذي من شأنه أن يمنع هذه الديمقراطية [العراقية] الوليدة من الازدهار."
وقال إغناتيوس أن نقاشنا جاء بعد زيارة الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي التي دامت 12 يوماً إلى الولايات المتحدة, فسألت بوش ما الذي حققته هذه الزيارة في اعتقاده.
فأجاب: "إحدى المعضلات التي تواجه صناع السياسة [الأميركيين] هي فهم الطبيعة المعقدة للنظام الإيراني. وأعتقد أنه من المفيد لبلادنا أن تستقبل الرئيس السابق خاتمي لنسمع ما لديه, وذلك يعادل أهمية أن يسمع هو ما لدى الأميركيين ليقولوه."
لقد أراد أن يدرك خاتمي أنه حول القضية النووية وهجمات حزب الله على إسرائيل "ليس جورج و. بوش وحده من يتكلم."
وأوضح بوش أن زيارة خاتمي "تدل على أن الولايات المتحدة لديها إرادة الاستماع إلى مختلف الآراء, وآمل أن يبعث ذلك برسالة إلى الشعب الإيراني بأننا مجتمع منفتح وأننا نحترم شعب إيران." يريد البيت الأبيض بوضوح أن يصل إلى مجموعة من الآراء الإيرانية غير رأي الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد.
قال إغناتيوس سألتُ بوش ما ستكون الخطوات المقبلة التي يفضلها أن تكون في معرض الحوار المفتوح مع إيران, فقال: "أفضل أن أرى كثيراً من التغييرات الثقافية, أفضل أن أرى تغييرات في الجامعات, وأفضل أن أرى تغييرات في علاقات الناس بعضهم ببعض."
واختتم بوش كلامه بقوله: "أعلم أنه كلما كان باستطاعتنا إظهار النوايا الحقيقية للحكومة الأميركية إلى الشعب الإيراني ستزداد قدرتنا على التوصل إلى حلٍ دبلوماسي لمشكلة مستعصية."
وأضاف إغناتيوس أنه شعر بجدية بوش حول إيجاد حل سلمي للأزمة النووية, وأنه يبحث بجد عن وسائل لإقامة اتصالاتٍ بين الولايات المتحدة وإيران.
ترجمة: سامية المصري
الرياض