أخبار

برودي: بيان الفاتيكان كاف لانهاء الاحتجاجات في العالم الاسلامي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

روما: اعتبر رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي أن البيان الصادر عن الفاتيكان والذي اعرب فيه عن الاسف لكون عبارات البابا بنديكت ال16 بدت مهينة لمشاعر المسلمين كافيا لانهاء الاحتجاجات بعد توضيح حقيقة أفكاره. وقال برودي الذي يزور الصين حاليا تعقيبا على ما شهده العالم الاسلامي من احتجاجات على كلام البابا الذي تعرض فيه للاسلام ان "لا مجال لأي انتقادات بعد أن أوضح الفاتيكان المغزى الحقيقي لافكار البابا".

وشدد رئيس الوزراء الايطالي على اهمية الحوار بين الأديان والزام مختلف الأديان بمبادىء الحوار والتعايش المشترك بسلام.

وفي الاطار ذاته أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ماسيمو داليما في تصريح مشابه أن "التوضيحات التي أعلنها الفاتيكان اليوم بينت بوضوح تام المغزى الحقيقي لكلمات البابا بنديكت ال16".

وأعرب داليما عن أمله بانهاء أي سوء فهم حتى تهدأ ردود الافعال العاطفية التي توالت في العالم الاسلامي" معولا في ذلك على "تغليب أسباب الاحترام المتبادل بين الأديان والحوار البناء بين الثقافات والحضارات" باعتبارها من المستلزمات الضرورية للعيش المشترك. وأكد وزير الخارجية الايطالي عزم بلاده على المساهمة في بلوغ هذا الهدف وتفضيل مناخ من التعايش الهادىء والانفتاح المتبادل.

و لازالت ردود الفعال المنددة بتصريحات بابا الفاتيكان تتوالى في العالم العربي و الاسلامي.

العاهل المغربي يبعث برسالة احتجاج لبابا الفاتيكان ويستدعي سفيره للتشاور

بعث العاهل المغربي الملك محمد السادس اليوم رسالة خطية الى البابا بنديكت السادس عشر تضمنت احتجاجا على التصريحات التي ادلى بها حول الاسلام في 12 سبتمبر الجاري في احدى الجامعات الالمانية. وعلى صعيد متصل ذكر بيان اصدرته وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية اليوم انه بتعليمات من العاهل المغربي تم استدعاء سفير المملكة لدى الفاتيكان علي عاشور للتشاور وذلك "عقب التصريحات المسيئة للاسلام والمسلمين".

الجامعة العربيةتعرب عن غضبها من التصريحات

من جهتها، أعربت جامعة الدول العربية عن الاستغراب والغضب الشديدين للتعبيرات الماسة بالدين الاسلامي التي نقلت عن بابا الفاتيكان بندكت السادس عشر. وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى فى بيان صحافي اليوم ان الاحترام التقليدي الذي يكنه المسلمون العرب للفاتيكان قائم على أساس الاحترام المتبادل قائلا ان "ما ننتظره هو أن يتعامل الفاتيكان مع كافة الأديان بما تستحقه من اجلال واحترام". وأضاف انه يتساءل مع كثيرين عن "أسباب مثل هذه التصريحات وتوقيت صدورها وحكمة استحضار مواقف غير موفقة والاقتباس منها بما يهدد علاقات كثيرة". وأكد موسى ان "الأمر يحتاج الى توضيح فوري من كل من له حرص على علاقات المودة والحوار القائمة حاليا بين الأديان".

مجمع الفقه الاسلامي يدعو بابا الفاتيكان للاعتذار

و قد دعا مجمع الفقه الاسلامي باسم علماء الدول الاسلامية وعامة المسلمين بابا الفاتيكان الى الاعتذار عما صدر عنه من تصريحات مسيئة للاسلام والرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. وطالب مجمع الفقه الاسلامي في بيان اصدره اليوم بابا الفاتيكان بالتحرى في اصدار الاحكام على الاسلام ورسوله واتباعه المؤمنين والا يجري مع الاهواء وخلف مغالطات المتعصبين من اعداء الاسلام والانسانية.

وحذر من ان أي كلام غير محرر يثير الفتنة والغضب وينشر الكراهية والعداء ويحمل على الصراع والتناحر مبينا ان تصريحات البابا اثارت غضبا شديدا لدى عامة المسلمين لاشتمالها على اخطاء ومغالطات كان يقصد منها مهاجمة الاسلام ونبي الاسلام والمسلمين عامة.

وفند المجمع فقرتين أساسيتين تضمنتهما محاضرة البابا اولاهما ادعاؤه ان العقيدة المسيحية تقوم على المنطق والعقيدة الاسلامية تقوم على اساس ان إرادة الله لاتخضع لمحاكمة العقل او المنطق. واوضح المجمع بهذا الصدد ان حظ المسلمين من اعتماد العقل ومعالجة القضايا عن طريقه امر قائم لا ينكره إلا معاند مستشهدا بايات قرانية تدل على امر الله تعالى باستخدام العقل بينها قوله تعالى (ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الالباب). وقال ان الفقرة الثانية ما نقله البابا عن كتاب (مانويل الثاني) احد ملوك بيزنطة يصف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأنه لم يأت إلا بأشياء شريرة وغير انسانية مثل أمره بنشر الاسلام الذي كان يبشر به بحد السيف.

واعتبر المجمع هذا الحديث الذي وقع تنفيذه منذ زمان بانه تغيير للحقائق وطمس للواقع وكشف عن دلائل العداء والحقد مضيفا ان الرسول الكريم محمد هو الذي ختمت به الرسالات الالهية والاديان السماوية .

وفي ما يتعلق بانتشار الاسلام بالقوة اوضح المجمع ان الله امر المؤمنين بالصبر والمصابرة ودعاهم إلى المرابطة وأذن لهم في القتال على الشروط المعروفة والآداب المقررة في الاسلام من أجل حماية الدعوة وحفظ الامة والدفاع عن الحقوق المستلبة كتحريرالاوطان.

وذكر ان الإذن في الحرب مرتبط بالتمكين من الحرية في القول والفعل وبالعدل والتقوى وبحفظ الملة والامة من غير تجاوز او تعد او ظلم وهي أصول ومبادىء أجمعت عليها الشرائع ودعا إليها الحكماء والساسة في هذا العصر.

وأكد المجمع ان بيانه يدعو إلى الرشد في النظر وإلى الصدق في التعامل وإلى التعاطف والتعاون من اجل إقامة حوار بناء بين الحضارات والمجتمعات الانسانية بعيدا عن كل مظاهر الغلو والصلف والعتو والفساد.

الحكومة السودانية تستدعي سفير الفاتيكان

من جانبها، استدعت الحكومة السودانية اليوم سفير الفاتيكان في الخرطوم دومنيك وابلغته استياء الشعب السوداني ازاء تصريحات البابا. وقال وزير الارشاد والاوقاف السوداني ازهري التجاني في تصريح الى الصحافيين عقب لقائه السفير دومينيك ان تصريحات البابا "اقرب الى الموقف العدائي المنحاز ضد الاسلام منها الى موقف عالم اللاهوت المحقق والمدقق الذي يقف بأمانة امام نصوص القران الكريم".

واضاف "طالبنا باسم الشعب السوداني بتفسيرات لتصريحات البابا المضرة جدا بقضايا حوار الاديان والثقافات والتعايش بين الاديان". وفي هذا السياق وصف التجاني السودان بانه "بلد متعدد الاديان والثقافات". وفي اشارة الى ادعاء البابا بأن نشر الاسلام يتم على حد السيف اكد التجاني ان السودان يقوم على احترام الاديان وتقديرها واحترام الرسل وعدم الاساءة اليهم.

وكان البابا بنديكتوس ال16 ادلى خلال محاضرة القاها في المانيا الثلاثاء الماضي بتصريحات حول الاسلام والجهاد تحدث فيها عن علاقة بين الاسلام والعنف أثارت موجة استنكار وغضب في العالم الاسلامي.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف