بدء الجلسة الثامنة لمحاكمة صدام في قضية الانفال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
قيادي في القاعدة يهاجم استهدافها للشيعة في العراق
توقيع اتفاق لانهاء الاشتباكات المسلحة في الديوانية
أسامة مهدي من لندن : استأنفت المحكمة الجنائية العراقية الثانية بعد تأخر استمر ساعة ونصف الساعة في بغداد اليوم الاستماع في جلستها الثامنة الى اقوال مشتكين جدد في قضية اتهام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وستة من كبار مساعديه السابقين الذين يحاكمون بتهمة ارتكاب جرائم ابادة جماعية ضد الاكراد فيما عرف بحملة الانفال خلال عامي 1987 و1988 .
: استأنفت المحكمة الجنائية العراقية الثانية بعد تأخر استمر ساعة ونصف الساعة في بغداد اليوم الاستماع في جلستها الثامنة الى اقوال مشتكين جدد في قضية اتهام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وستة من كبار مساعديه السابقين الذين يحاكمون بتهمة ارتكاب جرائم ابادة جماعية ضد الاكراد فيما عرف بحملة الانفال خلال عامي 1987 و1988 .وقد تميزت الجلسة السابعة من المحاكمة الخميس الماضي بتطور مثير كانت له ردود فعل واسعة خلال مناقشة الرئيس السابق للمشتكي الاول في الجلسة عبد الله محمد حسين الذي قال انه قابل صدام في مكتبه طالبا اطلاق سراح افراد عائلته المقبوض عليهم لكنه طرده غاضبا .. فسال صدام المشتكي قائلا "كيف قابلت صدام حسين وهو دكتاتور ومعاد للشعب الكردي كما تقولون؟ "
.. لكن القاضي العامري رد عليه قائلا " انت لم تكن دكتاتورا .. المحيطون بك هم الذين يصنعون الدكتاتور" .. فرد صدام قائلا "اشكرك" .
وقد اثارت عبارات القاضي ردود شعبية وسياسية ومرجعية غاضبة خاصة بين الاكراد الامر الذي دفع القاضي رائد جوحي رئيس هيئة تحقيق المحكمة الجنائية العليا العراقية الخاصة بمحاكمة صدام حسين وأركان نظامه الى عقد مؤتمر صحافي قال فيه ان وصف قاضي محكمة الانفال ل صدام حسين بانه ليس دكتاتورا هو "سقطة كلام" لن يؤثر على السير القضائي المرموق للمحاكمة .
وقد الح الصحافيون على جوحي بضرورة ابداء رايه بكلام العامري لصدام وعما اذا كان هذا يمثل انحيازا لصالح المتهم فقال ان المحاكمة تسير بشكل قانوني والقاضي حريص على عدم السماح بما يخل في مجرياتها التي تخرجها عن الاجراءات المطلوبة والتركيز على الشهادات والادلة والوثائق وفرض النظام داخل قاعة المحكمة .
واوضح ان القاضي انسان وان تركيز الاعلام على كلامه لصدام وحده واغفال الاشارة الى المستوى القضائي المرموق الي يسير به المحاكمة امر غير منصف . وقال ان سقوط كلمة من القاضي وتركيز التغطية الصحافية عليها امر غير محايد اعلاميا . وشدد على اهمية تحلي القاضي بالحيادية واهمال الكلام غير القانوني الذي لايؤثر على سير المحاكمة . واوضح ان القضاء الناجح والعادل يقوم على الدليل "وكل قاضي بما فيهم انا وعندما يجلس على منصة القضاء اذا وجد شكا في نفسه انه لن يكون عادلا في القضية التي ينظر فيها او انه سيصدر احكاما مسبقة فانه لايصلح ان يكون قاضيا" .
وكان المشتكي الاول وهو عبد الله محمد حسين (مواليد 1949) ويعمل فلاحا قال انه من سكنة سيدا الشمالية عندما بدات الطائرات العراقية مطلع عام 1988 تقصف قريته التي هرب اهلها الى الكهوف ثم حاصرتها قوات الجيش من ثلاث جهات وقامت بالهجوم عليها وجمعت النساء والاطفال في مسجدها وقامت الاليات العسكرية بهدمها ثم اخذوا السكان بشاحنات عسكرية الى محتجز في مدينة اربيل . واشار الى من بين الهاربين كانت عائلته وبينهم زوجته واطفاله .
واشار الى انه بعد ستة اشهر من هذه الاحداث سمع ان عفوا رسميا اصدره صدام حسين عن الاكراد طالبا منهم العودة الى قراهم فعاد هو وسلم نفسه فارسل الى معسكر للجيش العراقي للتدريب لانه كان متخلفا عن اداء الخدمة العسكرية وبعد 40 يوما نسب للخدمة في معسكر بمحافظة العمارة الجنوبية. واشار الى انه علم من والدته المسنة التي اطلق سراحها انهم اخذوا الى نقرة السلمان الصحراوية وكانت اوضاعهم سيئة جدا ويموت يوميا عشرة منهم يدفنون في الرمال لكن الكلاب كانت تستخرج جثثهم وتلتهمها .
واكد انه لايعرف شيئا عن افراد عائلته منذ ذلك الوقت عندما رحلوا الى الصحراء وهم مسجلون حاليا في عداد مفقودي الانفال . لكنه اشار الى انه عندما كان في معسكر العمارة ذهب الى ديوان رئاسة الجمهورية في بغداد وقدم شكوى عن فقدان عائلته وعدد افرادها ثمانية فابلغوه بعد ثلاثة ايام ان موعدا حدد له مع صدام حسين وفعلا قابله وساله ماهي مشكلته فاجابه بان عائلته معتقلة ملتمسا اطلاق سراحهم .. فساله صام اين تم القاء القبض عليهم فاخبره في قريتهم لكنه طلب منه السكوت وقال له " لاتتحدث عن ذلك لان عائلتك فقدت في حملة الانفال" . واضاف انه لم يشعر بالخجل لحظتها فقال لصدام "عندما انزل الله اية الانقال على النبي محمد .. هل كانت عن الكفار ام عن المسلمين" فصرخ به "اسكت ولاتتكلم .. اخرج الى الخارج" فادى التحية العسكرية له وغادر .
وقد بدأت المحكمة اليوم بالاستماع الى مشتك جديد هو العشرين منذ بدء جلساتها في الحادي والعشرين من الشهر الماضي فيما ينتظر ان يمثل امامها المزيد من المشتكين والشهود خلال الجلسات المقبلة بينهم مسؤولين رسميون اكراد في الحكومة العراقية الحالية اضافة الى عرض كميات ضخمة من الوثائق عليها . وكان الرئيس العراقي جلال طالباني ووزير الخارجية هوشيار زيباري وهما كرديان قد ابديا في وقت سابق استعداهما للادلاء بشهادتيهما في قضية الانفال .
وكان القاضي جوحي اشار في وقت سابق الى إن المحكمة قدمت للهيئة الثانية التي تنظر في قضية الانفال قائمة تضم اسماء 1000 من المشتكين والشهود وسيكون عليها أن تقرر العدد الذي يدلى بإقواله في القضية التي وصفها بالشائكة موضحا انها ستأخذ وقتا طويلا .
وقد تميزت جلسة المحكمة السادسة الاربعاء الماضي باتهام رئيس هيئة الادعاء العام منقذ ال فرعون لرئيس المحكمة القاضي عبد الله العامري بمحاباة صدام والسماح للمتهمين بتحويل قاعة المحكمة الى منبر سياسي لهم وطالب القاضي بالتنحي عن القضية لكن هذا الاخير رفض ذلك مؤكدا انه يعمل على تطبيق المساواة بين جميع اطراف القضية .
وفي مداخلة له عقب انتهاء المشتكي الاول من اقواله في جلسة امس اقر سلطان هاشم بانه كان قائدا لحملة الانفال بالمشاركة مع قوات الفيلق الخامس كما ناقش المشتكي في الطرق التي سلكها الهاربون الى ايران ونوعية الطائرت التي هاجمت قريته . واشار الى انه كانت هناك وثائق لدى وزارة الدفاع تؤكد ان الطائرات الايرانية كانت تهبط بالقرب من هذه القرى ايام التمرد الكردي لايصال مواد غذائية الى الجنود الايرانيين الذين احتلوا المنطقة .
المتهمون والتهم
والمتهمون الستة الاخرين بالاضافة الى صدام حسين هم علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية وسلطان هاشم احمد وزير الدفاع السابق وصابر عبد العزيز الدوري رئيس المخابرات العسكرية وحسين رشيد رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي السابق وطاهر توفيق العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال وفرحان مطلك الجبوري الذي كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشمالية. ويواجه صدام والمجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية فيما يواجه المتهمون الآخرون تهما بارتكاب جرائم حرب ويدفع هؤلاء بأن حملة الانفال رد شرعي على قتال الأكراد العراقيين الى جانب إيران ضد بغداد في الحرب بين البلدين بين عامي 1980 و1988 .
ويتهم الاكراد القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الاعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر والتي يقولون ان اكثر من 180 الف شخص قتلوا خلالها فيما نزح عشرات الالاف. وتركزت إفادات شهود العيان الستة خلال الجلسات السابقة على حجم المعاناة التي خلفها استخدام الجيش العراقي لأسلحة "كيمائية" على المدنيين خلال حملة الانفال العسكرية حيث أبلغ قرويون أكراد المحكمة كيف أن عائلات قضت نحبها بعد ان قامت طائرات بقصف القرى الجبلية بأسلحة كيماوية.
وتجري محاكمة الانفال هذه في وقت يواصل قضاة اخرين مشاورات لإصدار حكمهم في القضية الاخرى التي تتعلق بقتل 148 عراقيا من بلدة الدجيل شمال بغداد بعد نجاة صدام من محاولة لاغتياله فيها عام 1982. ومن المقررأن تعلن المحكمة أحكامها النهائية في قضية الدجيل في السادس عشر من الشهر المقبل .
وقد سميت الحملة " الأنفال" نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم . و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب ، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة . استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 من السورة: " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان " .