تحركات دبلوماسية مكثفة حول ايران في نيويورك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نجاد يعزز الجبهة المعادية لاميركا في فنزويلا
البرادعي يأمل في بدء مفاوضات مع ايران
نيويورك، واشنطن، موسكو: ستشكل سياسة ايران في المجال النووي محور عدد من اللقاءات خلال الأسبوع الحالي في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أجل التوصل الى وقف لنشاطات تخصيب اليورانيوم او التوافق على عقوبات في حال لم ينجح ذلك. ومن المقرر ان تلتقي وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظراؤها في الدول الاربع الاخرى الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) اضافة الى المانيا وايطاليا، على عشاء مساء الثلاثاء.من جهته، قد يستأنف الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا الذي وصل ليل الاحد الاثنين الى نيويورك، مفاوضاته المباشرة مع كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي علي لاريجاني. وكان كبير دبلوماسيي الاتحاد الاوروبي رأى الجمعة ان ايران لم تلتزم يوما المفاوضات كما تلتزم حاليا. وقال سولانا الذي يفاوض الايرانيين باسم الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وروسيا والصين "اعتقد انه يمكننا القول اننا نحقق تقدما".
وهذه الدول الكبرى متفقة على الهدف لكنها مختلفة حول وسائل تحقيقها. واكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الاثنين في فيينا انه لا يزال يأمل في فتح مفاوضات بين ايران والاتحاد الاوروبي. وقال "ما زلت امل انه من خلال فتح حوار بين ايران وشركائها الاوروبيين يمكننا توفير الظروف لبدء مفاوضات طال انتظارها" حول النزاع القائم بشأن نشاطات تخصيب اليورانيوم بين ايران والمجتمع الدولي.
وللمرة الاولى في الجانب الاوروبي، اقترح الرئيس الفرنسي جاك شيراك اليوم الاثنين ان تتخلى الدول الست الكبرى المكلفة الملف النووي الايراني "عن اللجوء الى مجلس الامن" بهدف فرض عقوبات و"تخلي ايران عن تخصيب اليورانيوم"، للسماح بحصول مفاوضات.
وقال شيراك في مقابلة مع اذاعة "اوروبا 1" الخاصة "يجب اولا التوصل الى جدول اعمال للمفاوضات ثم مباشرتها وخلال هذه المفاوضات". واضاف "اقترح من جهة ان تتخلى الدول الست عن اللجوء الى مجلس الامن ومن جهة اخرى ان تتخلى ايران خلال هذه المفاوضات عن تخصيب اليورانيوم".
وهي المرة الاولى التي يشير فيها احد القادة الاوروبيين بوضوح الى ان تعليق تخصيب اليورانيوم لم يعد "شرطا مسبقا" لبدء مفاوضات بشأن الملف النووي الايراني. وتأتي الاتصالات بشأن ايران بينما بدأت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاثنين في فيينا اعمال اجتماعها العام الذي سيتواصل طول الاسبوع وعلى جدول اعمالها الملف النووي الايراني.
وتريد الولايات المتحدة فرض عقوبات على ايران من منع العلماء الايرانيين من السفر واجراءات اقتصادية... اذا رفضت طهران وقف تخصيب اليورانيوم. اما موسكو وبكين فتدعوان الى حل تفاوضي للازمة معبرين عن خشيتهم من ان تفتح عقوبات الطريق الى حرب. وقال دبلوماسيون ان ايران قد تعلق نشاطاتها الدبلوماسية شهرين او ثلاثة اشهر في مقابل التخلي عن الاجراءات التي بدأت في مجلس الامن الدولي ضد ايران.
وتخشى الدول العظمى ان تطور ايران برنامجا نوويا عسكريا تحت غطاء البرنامج المدني. وتنفي طهران ذلك وتشدد على ان برنامجها محض مدني. ويتوقع ان تتواجه الولايات المتحدة وايران بقوة في اطار مناقشات الجمعية العامة للامم المتحدة حيث يلقي كل من الرئيس الاميركي جورج بوش والايراني محمود احمدي نجاد كلمة.
وتأتي هذه المشاورات بعدما اكدت 118 دولة في حركة عدم الانحياز اجتمعت في قمة في هافانا، "الحق الاساسي والثابت لكل الدول في تطوير ابحاث وانتاج واستخدام الطاقة النووية لغايات سلمية وبدون تمييز وطبقا لواجباتها القانونية ذات الصلة".
بوش سيضغط في الجمعية العامة على ايران ويدافع عن رؤيته حول الشرق الاوسط
من جهته يتوجه الرئيس الاميركي جورج بوش الى الامم المتحدة من اجل تعزيز الضغوط على ايران والترويج لرؤيته للشرق الاوسط التي يثير تطبيقها على الارض جدلا كبيرا. وقال بوش في مؤتمر صحافي الاسبوع الماضي ان "احد اهدافي هو التذكير في نيويورك بانه يجب الا نسمح بتوقف" العملية لنتوصل الى ضمانات من ايران بانها لن تنتج سلاحا نوويا.
واستبعد بوش بشكل قاطع لقاء نظيره الايراني على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة كما اقترح الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد. ولن يخصص لخطاب بوش اكثر من 15 دقيقة لعرض "رؤية شاملة" حول الحرية والديموقراطية. وبين نظرائه الخمسة في المجموعة "خمسة زائد واحد" (الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي والمانيا)، لن يكون حاضرا في نيويورك سوى الرئيس الفرنسي جاك شيراك.
وقال مسؤول في الادارة الاميركية ان النزاع النووي سيبحث خلال لقاء الثلاثاء بين بوش وشيراك. واضاف ان "ايران ستبقى في اعلى لائحة القضايا التي ستبحث في اي لقاء يعقده (بوش) لانها اولوية في السياسة الخارجية الاميركية". واوضح المسؤول نفسه ان "ايران ستكون بالتأكيد احد عناصر خطاب بوش" الثلاثاء وان كانت مسؤولية "المطبخ الدبلوماسي" الاميركي تقع على عاتق كوندوليزا رايس التي ستمضي وقتا اطول في نيويورك.
ولن يتوجه بوش الى الامم المتحدة ليحصل بنفسه على نتائج عملية. لكن في خطابه، سيتحدث عن الدور الخاص بايران في الشرق الاوسط الذي يتصوره. وقد اكد بوش انه يعتزم توجيه "رسالة قوية" في الامم المتحدة وسيقول لكل القادة المجتمعين هناك ان "واجبنا هو الدفاع عن الحضارة والحرية ودعم قوى الحرية والاعتدال في الشرق الاوسط".
وقال بوش ان الشرق الاوسط ميدان مركزي "للمعركة العقائدية الحاسمة للقرن الواحد والعشرين ضد المتطرفين اعداء الديموقراطية" و"لبرنامجه لاحلال الحرية" الذي يثير تطبيقه استياء شديدا. ونقل الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اثر جولته الاخيرة في الشرق الاوسط شعور معظم القادة بان غزو العراق واحتلاله كان "كارثة".
وسيدعو بوش الى دعم الديموقراطيات الناشئة في العراق ولبنان والاراضي الفلسطينية. وسيلتقي بوش خلال اقامته في نيويورك الاثنين والثلاثاء الرئيس العراقي جلال طالباني وعبد الله احمد بدوي رئيس وزراء ماليزيا التي "تشكل نموذجا واضحا على ان الاسلام والديموقراطية مفهومان متجانسان تماما" على حد قول البيت الابيض. ولم يؤكد البيت الابيض لقاء مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، اعلن عنه مسؤول فلسطيني.
وسيجتمع الرئيس الاميركي مع رؤساء السلفادور الياس انطونيو سقا وهندوراس مانويل زلايا روزاليس وتنزانيا جاكايا كيكويتي، التي اعتمدت الديموقراطية حديثا. وقد يعبر عن "خيبة امله" من عدم تحرك الامم المتحدة في دارفور غرب السودان، حيث يؤكد ان حملة ابادة جماعية تجري وقد يكون على الامم المتحدة تجاوز معارضة الحكومة لنشر قوة لحفظ السلام.
وسيتوجه بوش الى نيويورك بينما بدأت الامم المتحدة عملية اختيار امين عام خلفا لكوفي انان. وقال مسؤول اميركي "ليس هناك مرشح امثل في نظرنا في هذه المرحلة وما زلنا في بداية العملية". واضاف ان "شعورنا هو انه علينا البحث عن افضل شخص ممكن" وليس بالضرورة التمسك بمبدأ تناوب مناطق العالم.
مسؤول كبير عن الملف النووي الايراني في موسكو الاثنين المقبل
بدورها اعلنت الوكالة الفدرالية الروسية للطاقة النووية اليوم ان رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية غلام رضا آغا زادة سيزور موسكو في 25 ايلول(سبتمبر)، الاثنين المقبل. وقال المتحدث باسم الوكالة الروسية سيرغي نوفيكوف في تصريحات نقلتها وكالات الانباء ان "الموضوع الرئيسي للمحادثات سيكون بناء محطة بوشهر". ولم يوضح على اي مستوى سيجري اغا زادة الذي يشغل منصب نائب الرئيس ايضا، محادثاته. ولم يوضح ايضا الوقت الذي سيخصص للبرنامج النووي الايراني ولا سيما تخصيب اليورانيوم، في المحادثات.