أخبار

استراتيجية بنديكتوس 16 تجاه الاسلام مغايرة عن مقاربة سلفه

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

روما: يتبنى البابا بنديكتوس السادس عشر استراتيجية مختلفة عن مقاربة سلفه يوحنا بولس الثاني في ما يتعلق بالعلاقة مع الاسلام، يبدو مقتنعا بصوابيتها مع انه عبر عن الاسف للعالم الاسلامي، وفق ما اعتبر عدد من الخبراء.

وقال خبير الشؤون الفاتيكانية في صحيفة "لا ريبوبليكا" ماركو بوليتي "في حين كان يوحنا بولس الثاني يشدد في حواره مع الاسلام على الايمان برب واحد ويجعل من هذا الاخاء العنصر الاساسي في النضال المشترك ضد العنف، تبنى يوزف راتسينغر موقف شخص يشرح منذ البداية، ما ينبغي القيام به".

واعتبر بوليتي ان "البابا يوحنا بولس الثاني بنى استراتجية حوار مع النخب الاسلامية في العالم اجمع. وصار قائدا روحيا محترما ومسموعا".بيد ان خلفه تبنى منذ وصوله الى منصبه استراتيجية مختلفة.ولاحظ بوليتي "في قداسه الافتتاحي، ان بنديكتوس السادس عشر الغى اي اشارة الى العلاقات الاخوية مع الدين التوحيدي الاسلامي".

ولم يحضر البابا شخصيا هذا العام اللقاء الذي يضم ممثلين عن الاديان كافة في اسيزي الايطالية، وهو اجتماع سنوي يعقد منذ عشرين عاما اطلق بناء لمبادرة من سلفه يوحنا بولس الثاني، بل اكتفى بارسال رسالة اليه.

ويستبعد كاتب افتتاحيات لا ستامبا جيان انريكو روسوني من جهته "اي خطأ في التواصل" او "مجرد سوء فهم" في خطاب البابا في المانيا معتبرا ان الحبر الاعظم كان يدرك ما يفعله عندما اقتبس مقطعا من حوار بين الامبراطور البيزنطي مانويل الثاني باليولوغ (1425-1350) وعالم فارسي.واعتبر ان "الاستاذ الجيد لا يلجا الى استعمال اقتباس حاد دون ان يضع الاقتباس بطريقة نقدية في اطاره الصحيح". وتابع انه في خطاب البابا الذي يدين اعمال العنف التي يتم تبريرها باسباب دينية، كان من ليكون من المناسب ادراج "مقطع يحتوي على نقد ذاتي" حول الدين الكاثوليكي.

ويشير الخبير بشؤون الفاتيكان في اسبوعية "لاسبريسو" ساندرو ماجيستر ان البابا بنديكتوس السادس عشر الذي تولى رئاسة مجمع العقيدة والحارس الغيور للعقيدة الكاثوليكية، يؤيد مقاربة تقوم على "اقل من الدبلوماسية والمزيد من الانجيل"، بخلاف البابا يوحنا بولس الثاني الذي كان يتواصل بطريقة افضل مع كل القادة الدينيين.

واشار ماجيستر على موقعه على الانترنت "هذا هو المعيار اقل من الدبلوماسية والمزيد من الانجيل، الذي دفع البابا الى القاء خطابات خلال زيارته الى المانيا تخرج عن المالوف سياسيا وتحمل معان تفجيرية".

واعتبرت بعض الصحف الاجنبية مثل "الموندو" في اسبانيا الاثنين ان هناك اختلافا واضحا بين مقاربة البابا الحالي والسابق بالنسبة للعلاقة مع الاسلام. واشارت الصحيفة الى ان "يوحنا بولس الثاني بذل الوقت والجهد لتهدئة التناقضات بين مختلف الديانات. وفي ما يتعلق بالاسلام، اطاح يوزف راتسنغر بخطاب واحد كل العمل الذي قام به سلفه".

وخلص بوليتي الى القول انه ينبغي "اعادة بناء" استراتيجية الفاتيكان مع الاسلام كليا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف