المخرج أميرلاي لـايلاف: اعتقالي كان كجلسة نقدٍ سينمائية أمنية

بهية مارديني من دمشق: قال المخرج السوري عمر أميرلاي بعد افراج السلطات السورية عنه مساء الثلاثاء في اول تصريح له بعد توقيفه، " ان الاستدعاء الامني كان عبارة عن جلسة نقدٍ سينمائية امنية "طريفة " على مدى يومين" ، موضحا لـ"ايلاف" ان فيلمه "يرصد عملية غسيل ادمغة الاطفال الابرياء وتلقينهم شعارات البعث" ، مشيرا الى "ان السلطات الامنية السورية كانت تريد ان تستمع الى قراءتي لفيلمي طوفان في بلاد البعث، وأقصد بالجلسة النقدية الطريفة هو انني لم أعتد ان اتناقش مع جنرال أمني افلامي"، منوها "ان النقاش كان في جو غير متشنج ، ودون اساءات ".

وتابع أميرلاي "اول مرة اناقش فيلم من افلامي مع رجل امن ، وتم عرضه امامنا كاملا لنتناقش لقطة لقطة، وسألني رئيس الفرع الامني عن كل قطعة لماذا وضعتها في الفيلم بهذا الشكل كجهاز الهاتف مثلا ، ولا اعتقد انهم قبلوا التفسيرات لسياق الفيلم ولمعالجتي للموضوع".

وحول عرض الفيلم رغم انه انتج منذ عامين استهجن اميرلاي "طريقة بث الفيلم من قبل قناة العربية وطريقة السياق التي عرض من خلالها "، وراى ان الطريقة كانت" محض استفزاز للسلطات السورية خاصة انهم لم يعلنوا عن الفيلم بشكل جيد ، وبثوه بعد مقابلة لزهير الصديق".

وكشف اميرلاي" انه كان من المقرر ان يعرض الفيلم في برنامج مشاهد واراء على قناة العربية ، وكان من المقرر ان يبث العام الماضي الا ان اغتيال الصحافي اللبناني سمير قصير حال دون ذلك".

وشدد اميرلاي انه "كان يريد ان يعرض الفيلم في سياق عادي ، وليس في سياق استفزازي لُيقرأ مضمونه وُيقّيم بذاته دون ربطه بسياق محاولات استفزاز السلطات السورية" .

وحول مضمون فيلم "طوفان في بلاد البعث" قال اميرلاي انه اخرج فيلما عام 1970 عن سد الفرات ،وعندما انهار سد زيزون في سورية خطرت بذهنه تلك التجربة ، وقرر ان يزور السد بعد 33 عاما "فوجدت بحيرة وراء السد وكل الاوابد الاثرية ، والقرى التي اعرفها ، وتاريخ سورية القديم اصبح في قاع الغمر".

واضاف اميرلاي "فقررت ان اصور ماتبقى من القرية، وبالفعل صورت في قرية" الماشي" ،اذ قدمتُ شخصيتين مختلفتين وهما شيخ العشيرة وهو نائب في البرلمان وشخصية ابن اخيه مدير المدرسة ومسؤول الحزب في القرية واكثر من نصف الفيلم يدور حول النظام شبه العسكري الذي يطبق في المدارس السورية ، والذي يخضع فيه الاطفال الابرياء لعملية غسيل ادمغة ، وتلقين شعارات حزب البعث اضافة الى نوع من تجريع المعلومات بالقوة والترديد عبر الفم وليس العقل".