أبو نصار لـإيلاف: واشنطن لا تقدم شيئا لعباس لمواجهة حماس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إقرأ أيضا
ذياب لـ(إيلاف) : سنحجب الثقة عن صيام وعباس لحل الحكومة سمية درويش من غزة : قال المحلل السياسي وديع أبو نصار مدير المركز الدولي للاستشارات ، في مقابلة خاصة مع "إيلاف" ، رغم غياب التفاوض المباشر بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية ، تبادر بعض الشخصيات الفلسطينية والإسرائيلية للبحث عن مخارج للأزمات المتلاحقة في العلاقات الإسرائيلية- الفلسطينية ، موضحا بان واشنطن لا تقدم أي شيء ملموس للرئيس الفلسطيني محمود عباس ، ليستطيع من خلاله مواجهة حماس سياسيا وربما أمنيا.
ولفت المتخصص بتقديم خدمات استشارة سياسية وإعلامية لعدد من الحكومات الأجنبية ، إلى أن الإدارة الأميركية الحالية برئاسة جورج بوش أصبحت جزءا من المشكلة في الشرق الأوسط بدل أن تكون جزءا من الحل . وأضاف قائلا ، فمن جهة يبدو أن هذه الإدارة ستتصلب في موقفها الداعي إلى عدم التعاون مع أي حكومة فلسطينية لا تلبي الشروط الثلاثة الرئيسية التي طرحتها الرباعية الدولية (نبذ الإرهاب، الاعتراف بإسرائيل وتقبل الاتفاقات الموقعة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية) ، لكن من الجهة الأخرى فإن هذه الإدارة لا تقدم أي شيء ملموس للرئيس عباس ليستطيع من خلاله مواجهة حماس سياسيا وربما أمنيا.
وأوضح أبو نصار ، بان إدارة بوش لا تضغط على الحكومة الإسرائيلية لتقديم تنازلات للرئيس عباس ، مثل إطلاق سراح بعض الأسرى أو التعهد بوقف الاجتياح والاعتقال والاغتيال في الضفة الغربية وقطاع غزة ، أو إزالة الحواجز الداخلية في الضفة الغربية ، أو تسهيل المرور من وإلى المناطق الفلسطينية المحتلة ، مؤكدا بان جميع هذه مطالب تعد ثانوية ، ولا تحتاج إلى موافقة الكنيست في حال قررت الحكومة الإسرائيلية القيام بها.
كما لفت إلى إن موقف حماس المعارض لاتخاذ مبادرات كتلك التي اتخذتها منظمة التحرير الفلسطينية عندما اعترفت بإسرائيل وتبنت السلام كخيار استراتيجي ، يساهم هو الآخر في تبرير الموقف المتصلب للإدارة الأميركية التي ترى الأمور بمنظار "أبيض وأسود" بدلا أن تحاول فهم الأمور بمختلف جوانبها وتعقيداتها.
صفقة الدولة المؤقتة
وحول صفقة الدولة الفلسطينية المؤقتة التي كشفت عنها معاريف الإسرائيلية مؤخرا ، وان كان الرئيس عباس سينجح بإقناع الفصائل في حال صدقت الرواية وأفلحت ، قال أبو نصار لمراسلتنا ، بالرغم من غياب التفاوض المباشر بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية بالأساس منذ مقاطعة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من قبل الحكومة الإسرائيلية، وربما بسبب هذا الغياب ، بادرت بعض الشخصيات الفلسطينية والإسرائيلية للبحث عن مخارج للأزمات المتلاحقة في العلاقات الإسرائيلية-الفلسطينية، من خلال استثمار علاقاتها أو علاقات بعض مقربيها بشخصيات بارزة من الطرف الآخر.
ولفت المحلل السياسي ، إلى إن كشف "معاريف" عما سمي بلقاءات "سرية" بين إسرائيليين وفلسطينيين لهو أمر بديهي وغير مفاجئ ، حيث قبل بضعة أسابيع تحدثت بعض الشائعات عن لقاء فلسطيني-إسرائيلي "رفيع المستوى" جرى في أثينا ، كما نسمع من حين لآخر عن اتصالات مباشرة وغير مباشرة بين أطراف فلسطينية وإسرائيلية ، تارة في ضيافة الأتراك وتارة في ضيافة الانجليز وتارة خلال ندوات ومؤتمرات عالمية، بالأساس في بعض الدول الأوروبية.
وبحسب أبو نصار ، المهم ليس فقط عقد هذه اللقاءات ، بل من هي الشخصيات المشاركة في هذه اللقاءات ، وما هي المواضيع التي بحثت فيها ، وإلى أي مدى تم التوصل إلى أي تفاهم بين الطرفين ، وإذا ما جرى ذلك فإلى أي حد صناع القرار في إسرائيل وفي السلطة الفلسطينية يتبنون مثل تلك الأمور.
وتابع قائلا ، انه من المبكر الحديث عما إذا سينجح الرئيس محمود عباس بإقناع الفصائل الفلسطينية باتفاقات أو صفقات الغير موجودة أصلا ، بل يجب الانتظار لرؤية إذا ما كان الرئيس عباس نفسه منخرط في هذه الأمور وإلى أي مدى هذه الاتصالات جدية ، أم أنها محاولات لجس نبض الطرف الآخر ، أو حتى ربما محاولات من بعض الشخصيات الإسرائيلية والفلسطينية للحصول على تمويل أجنبي لهم بحجة أنهم يبذلون جهودا لتحقيق السلام.
استعداد إسرائيل لإحياء عملية السلام
وفي ما يتعلق بمدى مصداقية الجانب الإسرائيلي لإحياء العملية الدبلوماسية بالمنطقة ، وان كانت تأتي لتخفيف حدة التوتر ، ام ان إسرائيل بعد حربها على لبنان أصبحت أكثر إدراكا لمعنى الحرب ، قال أبو نصار ، لست متأكدا إذا ما فعلا اقتنع قادة إسرائيل بضرورة إحلال سلام شامل وعادل في المنطقة بعد إخفاقاتهم في الحرب الأخيرة مع حزب الله . وأضاف هناك الكثير من المؤشرات تدل بأن الحكومة الإسرائيلية تناور عند الحديث عن رغبة بدفع المسيرة السمية مع الفلسطينيين أكثر من بروز رغبة حقيقية للتوصل إلى اتفاق سلام معهم ، فمن جهة يلاحظ الجميع الأحاديث المتكررة التي يروجها المسؤولون الإسرائيليون حول رغبة رئيس الوزراء إيهود أولمرت ، لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس قريبا ، لكننا لا نرى لقاء.
ومن جهة أخرى يقول المحلل السياسي ، نسمع الكثير من صناع القرار الإسرائيليين يتحدثون عن ضرورة تحسين العلاقات الإسرائيلية-الفلسطينية ، بالذات عقب الجمود في العلاقات الإسرائيلية-العربية عقب الحرب الأخيرة ، لكن ما نراه ميدانيا هو المزيد من الاجتياح والقتل والاعتقال في حين يغيب أي عامل حقيقي لمساعدة الرئيس عباس لتسويق نفسه على أنه أنجز شيء ملموس لشعبه.
وأوضح حتى اللحظة يبدو أن الحكومة الإسرائيلية غير جادة في مساعيها للسلام مع الفلسطينيين ، لاسيما وأن مستقبلها السياسي غير واضح إذ يبدو بأن أولمرت منشغل في فحص إمكانية توطيد أركان ائتلافه الحاكم أكثر من طرح تصور واضح المعالم لخطة جديدة للحوار، إن لم يكن للسلام مع الفلسطينيين.
ماذا بعد شاليط ؟
وحول الجهود الرامية لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير "جلعاد شاليط" ، مقابل أسرى فلسطينيين ، وردود الشارع الإسرائيلي لاسيما الرافض لفكرة التفاوض مع المجموعات المسلحة والتي يصفها بالإرهابية ، قال أبو نصار ، بالرغم من الفرحة التي قد تنتاب معظم الإسرائيليين لإطلاق سراح شاليط ، خاصة إذا ما جاء ذلك خلال فترة الأعياد اليهودية التي ستبدأ مساء الجمعة المقبل لتستمر بضعة أسابيع ، إلا أن الشارع الإسرائيلي سيطالب برفع ما يسمى بقوة الردع الإسرائيلية لمنع الفلسطينيين خاصة ، والعرب عامة من القيام بعمليات خطف مشابهة في المستقبل.
واستطرد قائلا ، قد تعلو هذه الصيحات في حال كان الثمن الذي ستدفعه إسرائيل مقابل شاليط عاليا بنظر قطاع واسع من اليهود الإسرائيليين ، مبينا في الوقت ذاته ، بأن الحكومة الإسرائيلية لن تقدم على الكثير من الإجراءات العقابية غير تلك التي تقوم بها حاليا خشية أن ينعكس ذلك سلبا على قضية الجنديين المحتجزين لدى حزب الله. وأوضح بأنه فور الإفراج عن شاليط ستركز الحكومة جهدها للإفراج عن الجنديين المخطوفين في لبنان وربما أيضا العثور على الجنود المفقودين في لبنان منذ فترة بعيدة وعلى رأسهم رون أراد.
المواجهة الساخنة
وفي ما يتعلق بالساحة الفلسطينية وما يجري من أحداث عنف ، وان كانت بحسب توقعات أبو نصار ، بروفة لحرب دامية ، أم ان الأيام القادمة ستشهد سقوطا لحكومة حماس التي يواجه شعبها الفلسطيني حصارا افقده الطعام والدواء ، قال المحلل السياسي ، يبدو إن الرئيس عباس لم يشاور الغالبية العظمى من القيادة الفتحاوية عندما اتفق مع رئيس الحكومة إسماعيل هنية على تشكيل حكومة وحدة وطنية، الأمر الذي يلقى معارضة كبيرة من الأوساط الفتحاوية التي ترى بمثل هذه الحكومة طوق نجاة لحماس "التي تتراجع شعبيا بسبب فشلها جلب أي انجاز يذكر للشعب الفلسطيني منذ نجاحها في الانتخابات التشريعية التي جرت قبل ثمانية أشهر" .
وأضاف ، الآن يظهر الرئيس عباس كمن يقف أمام دوامة صعبة فمن جهة التحالف مع حماس غير محبذ لا فتحاويا ولا إسرائيليا ولا عالميا، ومن ثم فإن مثل هذا التحالف قد يضعفه في حركته ، وقد لا يساهم في فك الحصار السياسي والاقتصادي وحتى الأمني المفروض على الفلسطينيين في الضفة والقطاع ، ومن جهة أخرى فإن عدم التحالف مع حماس في ظل موازين القوى القائمة حاليا في قطاع غزة يشكل خطرا كبيرا على استقرار الأوضاع في المناطق الفلسطينية ، ولاسيما في قطاع غزة.
وأكد أبو نصار ، إذا بقيت الأمور على حالها ، سنسمع عن مواجهات محددة هنا وهناك بين أنصار فتح وأنصار حماس التي لن تساهم بتعزيز الاستقرار في المجتمع الفلسطيني ، أما إذا أقدم الرئيس عباس على حل الحكومة الحالية معلنا حالة طوارئ ، فإن هذا قد يكون بمثابة الطلقة الأولى في مواجهات عنيفة بين فتح وحماس التي قد تحرق الأخضر واليابس لا سمح الله.