أخبار

تايلاند تثب إلى الوراء

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

جاء في افتتاحية صحيفة واشنطن بوست اليوم أن قائد الجيش التايلاندي ادعى البارحة أن الانقلاب العسكري على الحكومة الديمقراطية للبلاد يوم الثلاثاء كان ضرورياً لإنهاء الفساد والصراعات السياسية المحلية. وفي الحقيقة فإن عاقبة ما فعله ستكون وخيمة على كلٍ من الفساد والصراعات المحلية. لدى تايلاند تاريخ من الانقلابات العسكرية, ولكن خلال الخمسة عشر عاماً الماضية بدا الجيش مقتنعاً بحقيقة أن مثل هذه التدخلات تضر بالبلاد أكثر مما تنفعها. والآن سيتعلمون الدرس مرة أخرى.

قال الجنرال سونثي بونياراتكالين, قائد الانقلاب, البارحة إن الجيش لا يريد أن يتولى الحكم, ووعد بإرجاع الحكومة المدنية في غضون أسبوعين. لكن تدخله, الذي اتضح أنه كان بدعمٍ من الملك بوميبول أدولياديج, كان واضحاً أنه يقصد إلى إنهاء فترة حكم السياسي المدني الأكثر شعبية في تايلاند, رئيس الوزراء ثاكسن شيناواترا. لقد كان ثاكسن قائداً سيئاً أضعف بنفسه الديمقراطية التايلاندية بمحاولته تهديد وسائل الإعلام واحتكارها وبتأييده اتخاذ إجراءاتٍ صارمة في حق مهربي المخدرات. ولكن كان واضحاً أنه نال تأييد الغالبية التايلاندية, وأن حزبه كان سيفوز في الانتخابات البرلمانية التي كان يُفترض بها أن تُعقَد في الخريف.

وقال الجنرال سونثي البارحة إن الانتخابات البرلمانية سيتم تأجيلها عاماً كاملاً بينما تُعاد كتابة دستور تايلاند الذي أوقف تنفيذه. إن هذه الأجندة قد تعطي الدعم لبعض الأحزاب السياسية التايلاندية الذين كان أعضاؤها يحاولون كل عام تنحية ثاكسن عن السلطة من طريق الوسائل غير الديمقراطية كالخروج في التظاهرات. وسيكون محتملاً أن تهدف الإصلاحات الدستورية الآتية إلى منع رؤساء الوزراء من احتكار السلطة, كما كان يحاول ثاكسن أن يفعل. لكن هذا الإصلاح كان ممكناً تحقيقه عبر النظام الديمقراطي, وسيشرف عليه الآن المسؤولون العسكريون أو السياسيون المدنيون الذين لم يربحوا في الانتخابات أو لم يتمكنوا من ذلك.

إن حلفاء تايلاند الديمقراطيين يجب ألا يتسامحوا مع هذا التمزق. لقد كانت إدارة بوش اعتبرت تايلاند حليفاً رئيساً من غير دول الناتو بسبب تعاونها في الحرب على الإرهاب, لكن عليها الآن أن تحترم قانون الولايات المتحدة الذي يتطلب إيقاف المساعدة العسكرية في حال حدوث انقلاب. وعلى الإدارة أن تنضم إلى الحلفاء مثل أستراليا واليابان والاتحاد الأوروبي للتأكيد على أن اعتراض الديمقراطية من قبل الجيش التايلاندي أمر لا يمكن القبول به. وقام البيت الأبيض بخطوة ابتدائية البارحة عندما أوضح أن المحادثات بشأن اتفاقية التجارة الحرة توقفت. وعليها أن تفعل أكثر من ذلك بتجنب أي حكومة يعينها الجيش التايلاندي وتجميد العلاقات الأميركية التايلاندية حتى تُقام انتخابات حرة وعادلة.

ترجمة: سامية المصري
الرياض
21 سبتمبر 2006

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف