قاضي صدام ليس قاضيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
"إيلاف" تروي تفاصيل وأسباب معارك "الحرية" في بغداد
ورطة محكمة صدام .. قاضيها ليس قاضيا
منظمة كردية تطالب بتنحية قاضي محكمة صدام
مشتك في محكمة صدام: قتلوا والديّ وعمري 10 سنوات
محكمة صدام: الإدعاء يتهم القاضي بتحويلها منبرا للمتهمين
بغداد : وصف القاضي لصدام بأنه غير دكتاتوري سقطة كلام
أسامة مهدي من لندن : أكد مصدر قضائي مقرب من المحكمة الجنائية العراقية العليا ان قاضي محكمة الأنفال التي تنظر في اتهام الرئيس المخلوع صدام حسين وستة من كبار مساعديه السابقين بارتكام مجازر جماعية ضد الاكراد ليس قاضيا ولم يمارس هذه المهنة من قبل وتم اختياره على عجل للتخلص من القاضي السابق عبد الله العامري .. فيما روى عراقيون لـ"ايلاف" تفاصيل عن اسباب ومجريات معارك احياء مدينة الحرية في بغداد المستمرة منذ ستة أيام بين مسلحي جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر وانصار جبهة التوافق السنية في حين اعلنت السلطات العراقية اعتقال زعيم تنظيم انصار السنة المسؤول عن العديد من عمليات الاغتيال والتفجير .وابلغ المصدر القضائي "ايلاف" في اتصال هاتفي من بغداد اليوم ان اجواء من الاحباط تسود العاملين في المحكمة الجنائية العراقية العليا من قضاة ومدعين عامين نتيجة تدخل الحكومة في شؤونها وعزل القاضي السابق العامري وتعيين قاض جديد بدلا عنه هو محمد عريبي مجيد الخليفة . وأشار الى ان خليفة ليس عضوا في المحكمة الجنائية كما انه لم يعمل قاضيا في أي وقت سابق وانما كان محاميا ثم حاكم تحقيق وليست له خبرة في ترؤس المحاكم وخاصة في محكمة مهمة كهذه التي تنظر في قضية خطيرة لها امتدادات دولية وتتعلق بارواح عشرات الالاف من الضحايا الاكراد .
واشار المصدر الى ان قرار تنحية العامري وتعيين الخليفة قد تم بموافقة رئيس الوزراء نوري المالكي اثر اجتماع مع رئيس محكمة الجنايات . واوضح انه برغم تولي الخليفة لرئاسة محكمة الانفال منذ الاربعاء الماضي الى ان أي قرار او مرسوم لم يصدر بعد بتعيينه رسميا في منصبه . وقال ان جميع المراقبين كانوا ينتظرون بعد تنحية العامري وتطبيقا لقانون المحكمة ان يتولى القاضي الاقدم الذي يجلس على يمين رئيس المحكمة ادارة الجلسات الى ان يتم تعيين قاض جديد رئيسا للمحكمة لكنهم فوجئوا بظهور الخليفة وهو يترأس جلسة محكمة الانفال الاربعاء الماضي وهو ليس عضوا في المحكمة الجنائية .
واشار الى ان تعيين الخليفة وضع المحكمة الجنائية العليا امام موقف حرج فهو ليس قاضيا او احد اعضائها من جهة ولان تعيين قاض جديد من قضاة المحكمة الاصليين بدلا عن الخليفة بهذه السرعة سيوجه ضربة جديدة لمصداقيتها بشكل يثير شكوكا حول حياديتها واستقلاليتها وهو امر لاترغب فيه الحكومة العراقية .
وفي تصريح له اليومقال القاضي وائل عبد اللطيف عضو مجلس النواب انه من اشد المعارضين لقرار الحكومة الغريب بإستبعاد العامري لانها كانت دائما تنادي باستقلال القضاء الا انها بقرارها هذا وضعت السلطة التنفيذية فوق سلطة القضاء. واعتبر ان العامري حتى لو كان قد اخطأ فهناك قانون للمحكمة يستطيع توجيه تنبيه للقاضي او حتى معاقبته بموجب القانون الخاص بالمحكمة الذي يعطيها هذه الصلاحية . واشار الى ان تدخل الحكومة في عمل المحكمة بهذا الشكل يلغي حيادية المحكمة ويلغي مبدأ الفصل بين السلطات وعلى الحكومة مراجعه قرارها بهذا الصدد.
وكان وزير العدل العراقي هاشم الشبلي قال الثلاثاء الماضي أن المالكي أصدر قرارا بنقل القاضي العامري إلى مجلس القضاء. واشار إلى أن القرار صدر بناء على توصية من رئيس محكمة الجنايات العليا المسؤول عن تقييم أداء القضاة. وأوضح أن قرار نقل القاضي العامري جاء وفقا للصلاحيات التي يتمتع بها رئيس الوزراء دستوريا وقانونيا. ومن جانبه اوضح المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ ان تنحية العامري تاتي بسبب "عدم حياديته" بعد وصفه صدام بانه ليس ديكتاتورا". وقال ان "حكومة العراق تشعر بان القاضي لم يعد حياديا واضاف ان "المادة الرابعة من القانون رقم عشرة للعام 2005 والذي تاسست المحكمة الجنائية العليا بموجبها تنص على ان من مسؤوليات الحكومة نقل اي قاض او مدع عام الى مجلس القضاء الاعلى اذا لم يكن يقوم بواجباته". واكد "لقد انتفض الناس الذين شعروا بانه لم تعد هناك حيادية".
وطلبت الحكومة العراقية طلبت من المحكمة الجنائية العراقية العليا الثلاثاء تغيير العامري قاضي محكمة الانفال بقاض اخر على خلفية قوله لصدام "انت لست دكتاتورا" وذلك بعد مروراقل من شهر على بدئها . ووجهت الحكومة الى المحكمة طلبا رسميا بضرورة تغيير العامري بقاض اخر تختاره لمواصلة النظر في القضية التي يحاكم فيها صدام ومساعديه الستة منذ الحادي والعشرين من الشهر الماضي وتستانف جلساتها يوم الاثنين الماضي بعد ان استمعت على مدى عشر جلسات الى 30 مشتكيا .
"ايلاف" تروي تفاصيل معارك احياء الحرية في بغداد
تابعت "ايلاف" تفاصيل المعارك الدائرة في احياء مدينة الحرية بضواحي بغداد الشمالية منذ الاحد الماضي واسباب اندلاعها والجهود المبذولة التي نجحت في وقف اطلاق النار بين مليشيا جيش المهدي بزعامة رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر والمسلحين من انصار جبهة التوافق السنية التي يتراسها عضو مجلس النواب عدنان الدليمي وعناصر من (جيش عمر) واسباب عدم صمود وقف النار ودور القوات الاميركية في ذلك .
وروى اكثر من مصدر هذه التفاصيل اثر اتصالات هاتفية اجرتها "ايلاف" معهم وكانت حصيلة المعلومات التي ادلوا بها تؤكد ان الوضع هناك خطير وينذر بعواقب وخيمة يخشى ان تتوسع الى احياء العاصمة الاخرى .
وبحسب هذه المصادر فان مدينة الحرية التي تقع في ضواحي بغداد الشرقية ويسكنها حوالي مليون عراقي تتكون من : الحرية الاولى وغالبية سكانها من الشيعة والحرية الثانية والحرية الثالثة ويسكنها مواطنون شيعة وسنة مناصفة تقريبا وظلت تشهد تصفيات متبادلة بين سكانها على نطاق ضيق خلال السنوات الثلاث الماضية .
ولكنه اثر التوتر الطائفي الذي ساد العراق في اعقاب تفجير قبة ضريحي الامامين العسكريين للشيعة في مدينة سامراء (110 كم شمال غرب بغداد) في شباط (فبراير) الماضي فقد بدات عمليات تهجير قسري متبادلة لعائلات شيعية وسنية في مدينة الحرية اثر مصادمات بين جيش المهدي وعناصر تنتمي لعشائر المشاهدة السنية الكبيرة هناك . لكن العقلاء في مدينة الحرية توصلوا الى اتفاق غير مكتوب بابقاء دور المرحلين من الطائفتين مغلقة ومن دون مصادرتها او السيطرة عليها ريثما تهدأ الامور .
لكن المعارك اخذت بعدا واسعا وخطيرا يوم الاحد الماضي اثر افتتاح جبهة التوافق مقرين لها في الحرية مما ادى الى وقوع صدامات دامية بين انصار الجبهة وجيش المهدي .. لكن المرجع الشيعي الكبير في مدينة الكاظمية الملاصقة للحرية اية الله السيد حسين اسماعيل الصدر استطاع بفضل مايتمتع به من نفوذ لدى الشيعة واحترام لدى السنة التوصل يوم الثلاثاء الى اتفاق كان شاهدا عليه قائد قوات جانب الكرخ من العاصمة ينهي هذه الصدامات على اسس ثلاثة :
1 . وقف فوري لاطلاق النار .
2 . عدم المساس بدور المرحلين طائفيا .
3 . تأجيل افتتاح مقري جبهة التوافق في الوقت الحاضر .
وفعلا عادت الامور الى طبيعتها بعض الشيء وبدات حملات مشتركة بين المواطنين من الطائفتين لتنظيف احياء المدينة وازالة اثار صدامات اليومين الماضيين .
لكنه وفي يوم الاربعاء حضر الى الحرية رئيس جبهة التوافق عدنان الدليمي مصحوبا بقوات اميركية وقام بافتتاح مقري الجبهة وعين مسؤولين عنهما وغادر عصرا .. لكن عناصر جيش المهدي هاجموا المقرين واشتبكوا مع حراسهما والعاملين فيهما مساء مما ادى الى وقوع ضحايا من الطرفين واغلاق المقرين من جديد حيث تتواصل المصادمات هناك حاليا في ظروف خوف وقلق تخيم على سكان مدينة الحرية .
واصدر الدليمي بيانا الليلة الماضية اتهم فيه ميليشيا احزاب "تدعي المصالحة وتهدئة الاوضاع بتنفيذ مخططات طائفية بتوجيه خارجي بهدف إفراغ العاصمة بغداد من أهل السنة وجر البلاد الى حرب اهلية" محذرا ان هذه الحرب ستحرقهم قبل ان تطال الاخرين .
وقال ان هذه الميليشيات بدأت عملياتها بهجوم واسع على مقر فرع لجبهة التوافق في مدينة الحرية في بغداد تلا ذلك قتل وتهجير واسع ضد المواطنين السنة وبتواطؤ مفضوح من قبل فوج حماية المدينة الذي ساند تلك الميليشيا بشكل واضح وكبير حيث قام باقتحام مقر الجبهة وإنزال العلم العراقي امام انظار الجميع كما اشار .
ودعا الدليمي رئيس الوزراء نوري المالكي شخصياً "بأن يبين موقف حكومته من هذه الجرائم والمخططات التي تستهدف أهل السنة دون غيرهم" .. وقال "أما ان تكون الحكومة متواطئة او عاجزة عن ذلك فعليها ان تعلن ذلك ولا تبقى تقتات على دماء العراقيين".
وعلى الفور ردت مصادر شيعية لتؤكد ان الاستباكات اندلعت بعد قيام مسلحي جبهة التوافق بقتل ثلاثة عناصر من جيش المهدي واشارت الى ان تأزم الوضع الامني في مدينة الحرية جاء اثر ورود معلومات الى مليشيا جيش المهدي تؤكد وصول شحنة من الاسلحة الى جيش عمرنقلت بسيارت مدنية الى المنطقة .
اعلن مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية العراقية في بيان له اليوم ان الجيش العراقي القى القبض على قائد تنظيم انصار الاسلام الارهابي الشيخ منتصر حمود عليوى الجبوري واثنين من مساعديه في مدينة المقدادية بمحافظة ديالى (100 كم شمال شرق بغداد).
واوضح قائد الفرقة الخامسة العراقية العميد الركن شاكر عبد الحسين الكعبي ان قوات الحمزة العراقية ومنذ اسبوع تنفذ جملة مداهمات في محيط مدينة المقدادية شرق بعقوبةاثر ورود معلومات استخبارية من العديد من مواطني المنطقة تفيد بان الارهابي الجبوري يعد العدة لشن اعتداءات واسعة في المدينة التي تعاني اصلا من احتقان طائفي عقب تهجير المئات من الاسر البريئة منها . واضاف ان قوات الحمزة داهمت قرى العالي وسنسل وتوكل واعتقلت العشرات من المطلوبين والمشتبه بهم ومن خلال اعترافاتهم توصلنا الى ان الارهابي منتصر الجبوري متواجد في بساتين المحيطة بقرية الزور ,فتم التحرك تجاه وكره والقاء القبض عليه واثنين من مساعديه .