بولندا تبحث عن 117 من مواطنيها المفقودين في ايطاليا

الياس توما من براغ : ناشدت بولونيا السلطات الإيطالية لمساعدتها في البحث عن العشرات من مواطنيها الذين فقدوا في ايطاليا خلال الستة أعوام الماضية أثناء ممارستهم أعمالا في المناطق الجنوبية من ايطاليا وانقطعت أخبارهم بشكل يثير الشبهات .
وقد نشرت الشرطة البولندية على صفحات الانترنت الخاصة بها أسماء 117 مواطنا بولنديا يعتبرون في عداد المفقودين فيما قال وزير العدل البولندي زبيغنو زيوبرو إن هذه المسالة ستكون احد المواضيع التي سيبحثها مع وزراء في الحكومة الإيطالية خلال زيارته لروما الأسبوع القادم .
وتنقل صحف وارسو عن الدبلوماسي البولندي في روما فويتيخ اونولت قوله إن عملا شاقا يقوم به الدبلوماسيون الإيطاليون لإقناع الشرطة الإيطالية ببدء تحقيقات واسعة لمعرفة مصير هؤلاء الناس ولإقناعها بان هناك قاسما مشتركا في مسالة اختفاءهم خاصة وان معظمهم كانوا يمارسون نفس نوع العمل وهو قطف الفواكه والخضار في المزارع الواسعة في جنوب ايطاليا .
من جانبها تقول نائبة القنصل البولوني في روما انا بيدناركي بان احد اكبر المشاكل القائمة هو إقناع العاملين في هذه المزارع بإبلاغ الشرطة الإيطالية عن المعاملة العنيفة التي يتعرضون لها في هذه المزارع وان الذين يحضرون إلى القنصلية البولندية طالبين المساعدة يعترفون أن لديهم مخاوف كبيرة لان الذين يعملون لديهم يهددونهم بالتعرض مع أقاربهم للأذى في حال إبلاغ السلطات الإيطالية بالمعاملة القاسية التي يتعرضون لها في هذه المزارع .
وكانت الشرطة الإيطالية والبولندية قد قامت في إطار عملية مشتركة نفذتها في تموز يوليو الماضي بتحرير 113 مواطنا بولنديا كانوا يتواجدون في معسكرات عمل شبيهة بالأساليب النازية في مدينة ابوليا في منطقة فوغيا قال بعدها المحققون بان البولنديين استدرجوا من قبل أشخاص بلا رحمة للعمل في ايطاليا بإغراءات مادية كاذبة وانه بعد وصولهم إلى مدينة ابوليا اجبروا على العمل حتى 15 ساعة متواصلة من دون استراحة في ظل حرارة مرتفعه وصلت إلى 40 درجة وانه كان يدفع لهم مابين 15ــ 20 يورو في اليوم فقط كما أنهم اسكنوا في معسكرات وسخة بدون توفير المقومات الأساسية للنظافة والصحة العامة أما الذين كانوا يرفضون ذلك فقد عذبوا وجرى تهديدهم من قبل حراس مسلحين كانوا يطلقون على أنفسهم اسم " كابو " أي نفس الاسم الذي كان يطلق على حراس معسكرات الاعتقال النازية خلال الحرب العلمية الثانية .
وقد اعترف النائب العام الرئيسي في مكافحة المافيا الإيطالية بيرو غراسو بان ما شاهدوه وسمعوا عنه عبارة عن لامبالاة فظيعة تجاه الاعتبار الإنساني وان هؤلاء الناس في إشارة إلى البولنديين كانوا يعيشون حالة من العبودية في ايطاليا يمكن مقارنتها فقط بمعسكرات الاعتقال .
وتقول السفارة البولندية في روما إن نصف عدد المفقودين الحاليين منذ عام 2000 يمكن لهم أن يكونوا تواجدوا في ابوليا وان السلطات الإيطالية تحقق في حالات موت مشتبه بها لأربعة عشر مواطن بولندي وجدت جثثهم في العامين الماضيين في منطقة فوغيا
وتشير التحقيقات الجارية الآن إلى أن اثنين من هؤلاء الأربعة عشر قد قتلوا عمدا .
ولا تعتبر الأخبار الخاصة بتعرض المهاجرين للاستغلال من قبل مجموعات الجريمة المنظمة أمرا غير اعتياديا في ايطاليا غير انه من النادر أن يتعلق الأمر بمواطني إحدى دول الاتحاد الأوربي كبولندا
يذكر أن عدد البولنديين في ايطاليا يقدر بنحو 65000 شخص فيما يعتقد أن مابين 10ــ 15 الف آخرين يعملون في ايطاليا بشكل عير شرعي .