أوروبا : السجون السرية الأمريكية غير أخلاقية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الياس توما من براغ، اثينا، واشنطن: وصف منسق الاتحاد الأوربي لشؤون مكافحة الإرهاب غيس دي فيريز السجون السرية الأمريكية وعمليات التعذيب التي قامت بها الولايات المتحدة بأنها غير أخلاقية وغير شرعية وعقيمة . وشدد في حديث أدلى به لمواقع اكتوالني الإخباري التشيكي أثناء مشاركته في براغ في مؤتمر دولي حول مكافحة الإرهاب على أن الإرهاب ظاهرة مدانة ورغم ذلك يتوجب مكافحته في حدود الالتزام بالقوانين . وأكد أن أوروبا لا تتعاون مع الدول الأفريقية رغم أن الهجرة غير المشروعة من أفريقيا إلى أوروبا تعتبر الآن من اكبر المشاكل الحالية التي تواجهها أوروبا .
وحول الوضع القائم الآن بين الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة في مسالة تبادل المعلومات قال إن الاتفاقية الخاصة بذلك يتم بحثها الآن بهدف إجراء تغييرات فيها وان حماية المعلومات الشخصية والحريات الشخصية يجب أن يكونا مترافقين الأمر الذي يحدث الآن.وأكد أن من الواضح لدى الطرفين بأنه يتوجب ضمان امن النقل الجوي غير أن ذلك يجب إن لا يكون على حساب خرق المعلومات الشخصية للمسافرين .
وشدد على أن الاستراتيجية الأوربية لمكافحة الإرهاب تعتمد على أداء الأجهزة الوطنية في دول الاتحاد الأوربي عملها بشكل فعال من جهة وعلى التعاون بين أجهزة هذه الدول من جهة أخرى . وأشار إلى أن انه لا يوجد إلى الآن شرطة أوربية مشتركة ولا جهاز مخابراتي مشترك وإنما يقوم الاتحاد الأوربي بتنسيق السياسات الوطنية لتفعيل مكافحة الإرهاب .
وأكد أن إحباط المحاولات الإرهابية التي كان يعتزم القيام بها في بريطانيا وألمانيا هذا العام يعتبر دليلا على مدى نجاح التعاون بين الأجهزة الأمنية الأوربية كما انه بفضل مذكرة التوقيف الأوربية يتم الآن نقل المجرم المشتبه به من دولة أوربية إلى أخرى خلال شهر واحد فقط كما ارتفع مستوى المعايير الأمنية ولاسيما في المطارات والمرافئ ويتم الآن زيادة عناصر الأمان في جوازات السفر والهويات .
وأكد انه رغم التقدم الذي حصل في التعاون الأمني بين دول الاتحاد الأوربي فانه لابد من تسريع عمليات اتخاذ القرارات حول صلاحيات الاتحاد الأوربي لأنه إلى اليوم لا يزال يتم العمل بحق الفيتو وضرورة التصويت بالإجماع حتى في قضايا الأمن والعدالة أي أثناء التصويت بقضايا حيوية في مكافحة الإرهاب معتبرا التوصل إلى حل وسط في هذه القضايا بين دول الاتحاد الأوربي الخمسة والعشرين مستحيلا تقريبا .
وأشار إلى أن انتخاب رئيس جديد لمنظمة الشرطة الأوربية" اوروبول " استغرق عاما كاملا الأمر الذي لا يمكن السماح له أن يتكرر في المستقبل .وعبر عن موافقته على الاقتراح الفنلندي الداعي إلى إلغاء حق النقض أثناء التصويت على قضايا تتعلق بالتعاون بين الشرطة وفي قطاع العدالة العقابية مؤكدا أن الاتحاد الأوربي يستحق اتفاقية أساسية جديدة أو دستور وان من الضروري في بعض قضايا الأمن التراجع عن ضرورة توفر الإجماع .
هواة في مراقبة الطائرات فضحوا امر رحلات سي آي ايه في أوروبا
من جهته أعلن النائب السويسري ديك مارتي ان هواة في مراقبة الطائرات ساعدوا على اثبات وجود رحلات سرية نظمتها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) في اوروبا.
وقال مارتي وهو مقرر مجلس اوروبا حول قضية الرحلات السرية "ان مراقبي الطائرات كانوا افضل معاونين لي، ولو بدا الامر غريبا (..) وجمع هذه المعلومات هو الذي اتاح لي استخلاص ادلة على وجود ست طائرات محددة للسي آي ايه في اوروبا". وقال ردا على اسئلة الصحيفة خلال اجتماع لمجلس اوروبا في جنوب شرق اليونان "قبل تحقيقي كنت اجهل وجود هؤلاء الاشخاص الذين يهوون تصوير كل طائرة تعبر فوق منطقتهم".
وهذه الهواية رائجة خصوصا في بريطانيا وكان 12 من مراقبي الطائرات البريطانيين واجهوا مصاعب مع القضاء في اليونان عام 2002 حيث اتهموا بالتجسس لصالح تركيا بعد ان مارسوا هوايتهم بالقرب من قواعد جوية. وقال مارتي ان "الحكومات الاوروبية لم تكشف الحقيقة حول الرحلات وهي ترفض بمعظمها للاسف التحقيق في هذه القضية".
واضاف النائب الذي اشار بالاتهام في تقريره بتاريخ حزيران(يونيو) الى 14 دولة اوروبية لتورطها في رحلات سرية للسي آي ايه والى بلدين تحديدا هما بولندا ورومانيا لايوائهما معتقلات سرية، "اليوم الضحايا مسلمون، قد يكون هذا ما يدفع المواطنين الى هذا القدر من التقبل، لكننا لا ندري من قد يكون الضحية غدا". واقر الرئيس الاميركي جورج بوش في السادس من ايلول(سبتمبر) بان السي اي ايه استخدمت معتقلات في الخارج في اطار مكافحة الارهاب.
المعتقلون في سجون السي آي ايه السرية لديهم ضمانات
بدوره اعلن البيت الابيض الجمعة ان المعتقلين في سجون وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) السرية في الخارج لديهم بعض الحماية، رافضا في المقابل التعليق بشأن معاقبة محققين في حال انتهاك هذه الضمانات. وقال المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو ان هناك "ضمانات" تم توسيع نطاقها لتحمي حقوق هؤلاء المعتقلين، مشيرا الى "سلسلة من الاجراءات اتخذت لتحميل العناصر المسؤولية" في حال حصول انتهاك لهذه الحقوق. وسئل عن عدد العناصر الذين اعتبروا حتى الان مسؤولين عن مثل هذه الانتهاكات فقال سنو "لن نتحدث عن هذا".
واقر الرئيس الاميركي جورج بوش في السادس من ايلول(سبتمبر) بان السي اي ايه استخدمت مراكز اعتقال في الخارج في اطار مكافحة الارهاب. واكدت مساعدة المستشار القانوني لدى البعثة الاميركية في جنيف بولا بارتن هذا الاسبوع ان السي اي ايه لم تعد تعتقل اي شخص يشتبه بضلوعه في الارهاب في بلدان اجنبية. وعن سبب سرية هذه الاعتقالات قال سنو للصحافيين "في بعض الاحوال لا نريد ان تعرف هوية الاشخاص المعتقلين لدى الولايات المتحدة وهذا يمك ان يحصل في معتقلات عادية". واضاف "ثمة اسباب اخرى مصنفة سرية لن اكشفها".
وعرض سنو بشكل مفصل بعض الاجراءات المتعلقة بالتدريب والحماية في السجون. وقال "قبل ان يسمح لاي كان بالقيام بعمليات الاستجواب هذه، عليه الخضوع ل250 ساعة من الاعداد المتقدم واربعين ساعة من المراقبة والتدريب مع شخص خبير". واضاف "ثمة مراقب مستقل وطبيب نفسي في المعتقل فضلا عن المحققين (..) ويمكن لاي منهما ان يقول في اي لحظة +آسف لكن هناك مشكلة، اعتقد ان الامور تجاوزت الحد وعليكم التوقف+ وعندها يتوقف الامر على الفور".