السعودية وأميركا... لا دليل على وفاة بن لادن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
هل تفوق التيفوئيد على القدرات الاستخباراتية؟
السعودية وأميركا... لا دليل على وفاة بن لادن
أدهش الخبر - الذي سارعت جهات دولية إلى الإعلان عن انها لا تملك دلائل على صحته - عددا كبير من المتابعين، وطرح تساؤلات كثيرة حول مخاطر المرض الذي تمكن من القضاء على زعيم روع العالم، فيما أخفقت مخابرات الغرب والشرق في النيل منه، خصوصا أن مرض التيفوئيد لا يقع ضمن قائمة الأمراض التي تفتك بحياة الإنسان مثل السرطان والإيدز. فهل أصيب ابن لادن بمرض التيفوئيد في مخبئه في جبال باكستان أو أفغانستان؟ وفي حال إصابته، ألم يكن بالامكان تزويده بالمضاضات الحيوية؟
وأفادت مذكرة صدرت عن أجهزة الاستخبارات الفرنسية (المديرية العامة للأمن الخارجي) بتاريخ 21 أيلول(سبتمبر) ونشرت صحيفة "لاست ريبوبليكان" مقتطفات منها يوم السبت أن أجهزة الاستخبارات السعودية "مقتنعة بأن أسامة بن لادن توفي" إثر إصابته بحمى التيفوئيد في باكستان في 23 اب(أغسطس).
حي أم ميت؟
ولم تخل أي جريدة بريطانية صادرة هذا الصباح من التعرض للتقرير الذي تسرب وما أثاره من جدل حول صحة المعلومة الواردة فيه. وتحت صورة زعيم القاعدة أسامة بن لادن، أوردت صحيفة الأوبزرفر نبأ يتحدث عن قيام أجهزة المخابرات في عدة دول من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وباكستان باستقصاء معلومات عن وفاته.
وكانت صحيفة فرنسية قد نشرت تقريرا تسرب عن الاستخبارات الفرنسية مفاده أن زعيم تنظيم القاعدة قد توفي بمرض التيفود وأن مسؤولين سعوديين قد "اقتنعوا بوفاة بن لادن" في شهر أغسطس / أب الماضي.
لكن الرئيس الفرنسي جاك شيراك قال إن الأنباء عن وفاة ابن لادن لا تزال غير مؤكدة.
وتقول الصحيفة إن "الأنباء قد أدت إلى سيل من التصريحات الرسمية بعد يوم سرت خلاله الشائعات والشائعات المضادة (حول الموضوع)، و يبدو وكأن الإجابة أن أحدا لا يعلم حقيقة (ما مصير ابن لادن)".
ونقلت الأوبزرفر عن الصحفي الذي قام بنشر التقرير قوله إنه يحمل المزيد من المعلومات لكنه رفض الإفصاح عن المزيد.
كما نقلت عن مصدر أمني سعودي قوله تعليقا على تلك الأنباء: "هذا التقرير عبارة عن تحليل للمخابرات الفرنسية عما يظنون إننا نعتقده (حيال وفاة ابن لادن)."
السعودية... لا دليل
وقالت السعودية في البيان إنها "لا تملك أي دليل من شأنه أن يدعم المعلومات التي نشرتها الصحافة مؤخراً بأن بن لادن قد مات". وأضافت أن "أي معلومات أخرى هي مجرد تكهنات ولا يمكن تأكيدها من مصدر مستقل".
من جانبه، نفى اللواء منصور التركي، المتحدث باسم الداخلية السعودية، لصحيفة "الشرق الأوسط" علمه بتلك الأنباء. كما شكك مصدر سعودي متابع لنشاطات تنظيم "القاعدة" عن كثب، في المعلومات.
وأعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس السبت أن المعلومات عن وفاة بن لادن التي نشرتها صحيفة فرنسية "غير مؤكدة إطلاقا".
إلا أن المسؤولين الباكستانيين أعلنوا بدورهم أنهم لا يملكون أية معلومات تؤكد صحة هذه التقارير. وأعلن وزير الداخلية الباكستاني افتاب شرباو ان اسلام اباد لا تملك اي معلومات تسمح بتاكيد الخبر. وقال "نحن لا نملك اي معلومة بهذا الاتجاه".
وفي السياق ذاته، أعلن مسؤول في المخابرات المركزية الأميركية(سي أي إيه)، أن واشنطن لا تملك أي دليل لتأكيد تقرير الصحيفة الفرنسية. كما قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس إنها لا تستطيع تأكيد التقرير. وقالت رايس ان "لا علم لها" بوفاة محتملة لزعيم القاعدة اسامة بن لادن.
وفي مونتريال، بدا الرئيس الافغاني حميد كرزاي حذرا في تعامله مع خبر وفاة اسامة بن لادن معتبرا انه اذا ما تأكد فسيكون ذلك "خبرا جيدا".د
التيفوئيد... عوارض وعلاجات
ويعالج المصاب بالتيفوئيد بالمضاضات الحيوية، حيث تتقلص عدد الوفيات إلى 1% فيما قد تصل الى 20% في حال عدم العلاج. ولا يقع مرض التيفوئيد ضمن قائمة الأمراض المتعارف على أنها فتّاكة، مثل السرطان والإيدز.
وفي سياق متصل، أصدرت منظمة الصحة العالمية في العام 1999 تقريرا أشارت فيه إلى أن التيفوئيد أصاب 11 بلداً في الفترة الممتدة بين 1989 وحتى العام 1999، وأوضحت أن سلالة الجرثومة مقاومة للعقاقير المتعددة، وحذرت من أن يتسبب هذا المرض بمقتل عشرة بالمئة من نسبة المصابين به في حال لم يتلقوا علاجا فعالا. ورصدت تقارير أميركية خلال العام الجاري نحو 22 مليون إصابة بالتيفوئيد حول العالم وأشارت الى أن عدد القتلى جراء الاصابة بهذه الجرثومة يصل إلى ألف قتيل سنويا.
وبحسب تقارير صحية عالمية، تسجل في شبه القارة الهندية وتحديدا باكستان والهند، أعلى نسب إصابات بالجرثومة منذ العام 1990.
وتنتقل جرثومة سالمونيلا تايفي التي تسبب التيفوئيد (وسالمونيلا باراتايفي التي تسبب الباراتيفوئيد) عن طريق الفم أو من خلال تناول طعام او شراب ملوث. وتنتقل الجرثومة عبر فضلات الطعام التي يتركها المصاب أو حامل الفايروس.
وتختلف أعراض المرض بين مصاب وآخر، لكن بشكل عام، يشعر المريض بارتفاع درجة الحرارة (الحمى) ويعاني من آلام في الرأس.
وتتراوح فترة الحضانة للمرض (الفترة بين دخول الميكروب إلى الجسم وإحداثه المرض) بين أسبوع إلى أسبوعين حسب كمية الجراثيم التي تعرض لها الجسم.
ويشعر المصاب بإرهاق ورعشة في العضلات، إضافة الى الضعف وفقدان الشهية والشعور بالغثيان. ومن المحتمل ان يعاني المصاب بآلام في البطن وإمساك مع احتمال حدوث إسهال في الطور المبكر للمرض. ومن أعراض التيفوئيد أيضا تضخم حجم الكبد والطحال. وفي حال التأخر في بدء العلاج، يتعرض المصاب لمضاعفات كثيرة منها نزيف الامعاء وتثقبه، والتهاب عضلة القلب التسممي والتهاب الرئة والتشنجات. ومن غير المستبعد أن تنتقل الجرثومة الى المخ وأغشيته، خصوصا عند الأطفال.
ويعالج المصاب بالتيفوئيد بالمضاضات الحيوية، حيث تتقلص عدد الوفيات إلى 1% فيما قد تصل الى 20% في حال عدم العلاج.
وبعد تحسن المريض من الأعراض قد يستمر كناقل للمرض، يفرز الجرثومة في فضلاته. ويتحول 1-3% من الحالات الى ناقلين للمرض لمدة طويلة قد تصل الى حوالي سنة.
وكان بن لادن يقيم في أفغانستان إلى أن أطاحت القوات التي تقودها الولايات المتحدة بحكومة طالبان في اواخر عام 2001 . ومنذ ذلك الحين قال مسؤولون امريكيون وباكستانيون انهم يعتقدون انه يختبيء في مكان ما على الحدود الوعرة بين افغانستان وباكستان. وكانت قد سرت شائعات بأن ابن لادن يعاني من مرض في الكلى وتجرى له عمليات غسيل كلوى. وكانت اخر رسالة مسجلة على شريط فيديو اصدره ابن لادن في اواخر عام 2004 لكن توجد عدة شرائط صوتية منخفضة النوعية صدرت هذا العام