تأجيل محاكمة صدام الى التاسع من الشهر المقبل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وقد روى المشتكون كيف دمرت قوات النظام السابق قراهم واحرقتها بعد قصفها بالمدفعية والطائرات .. مؤكدين اعتقال العشرات من افراد عوائلهم عام 1988 والذين لم يعرف عنهم شيئا منذ ذلك الوقت حيث تأكد قتلهم . وقد ابرز رئيس الادعاء العام منقذ ال فرعون وثائق تؤكد صحة ماقاله المشتكون من خلال خطابات رسمية اصدرها النظام انذاك وعرضها على المحكمة .
وكان القاضي الخليفة اضطر في جلسة الصباح الى طرد صدام من قاعة المحكمة عندما امتنع عن السكوت حيث قال انه يجب تسمية البيشمركة بالمتمردين .. ولما طلب منه القاضي السكوت اجاب : هل هذه هي العدالة .. بئس العدالة التي تحكمون بها .. فاجاب القاضي : لاتستخدم كلمات نابية وخاطبه قائلا "انت المتهم وانا القاضي" وسط احتجاج المتهمين .. فامر القاضي بطرده لكن وزير الدفاع السابق سلطان هاشم بدا يصرخ محاولا الكلام فطلب الخليفة منه السكوت غير انه رد انه "لن اسكت" وبدا بالصراخ فقرر القاضي اخراجه من قاعة المحكمة . ثم احتج المتهمون وبداوا بالصراخ وهم يتحدثون عن كرامتهم ودفاعهم عن العراق وطلبوا من القاضي تحمل مسؤولية امانة رئاسته للمحكمة . وصرخ علي حسن المجيد قائلا "تريدون اعدامنا بقرار سياسي فلماذا نحضر الجلسة؟ " . وهنا قطع القاضي الصوت وبدا وهو يتكلم بعصبية مع المتهمين .
وفي بداية الجلسة صباحا خاطب القاضي محمد الخليفة صدام في بداية الجلسة التي قاطعها محامو الدفاع الاصليين وبعد ان استلم منه ورقة مكتوبة قائلا له انه متهم في قضية الانفال ويتمتع بكامل حقوقه القانونية والانسانية في الدفاع عن نفسه او مناقشة المشتكين او طلب شهود جدد وابدى استعداده لتلبية جميع طلباته القانونية . لكن القاضي حذر صدام من محاولة الخروج على مجريات القضية الجنائية الى القضايا السياسية مؤكدا انه لن يسمح بذلك . وابلغ القاضي صدام ان محاولاته للاستهزاء من المحكمة او الاستخفاف بها لن ينفعه وانما سيضر به وبقضيته من دون ان يشعر . وقد طلب صدام قراءة ورقة مكتوبة لكن القاضي قال انها اذا كانت هي الورقة نفسها التي استلمها منه لدى بدء جلسة اليوم فانه لن يسمح له بذلك .. وعندما الح صدام على تلاوتها سمح له القاضي بذلك لكن الصوت قطع عن نقلها وسط نقاش غير مسموع ولكن يرى بالصورة بين الطرفين استمر لمدة 10 دقائق انتهى باستمرا حضور صدام للجلسة ثم بدات المحكمة بالاستماع الى اول المشتكين عاصي مصطفى احمد .
ويوم امس اشار مشتك في جلسة امس الحادية عشرة الى ان آمر معتقل نقرة السلمان الصحراوي الجنوبي واسمه "حجاج" كان يعتدي على الفتيات جنسيا بينما اكد اخر ان حملة الانفال قتلت زوجته واولاده السبعة في حين اشارت شاهدة الى اعتقال زوجها وابناء عمها واختها وابناءها السبعة عام 1987 وهم مفقودون منذ ذلك الوقت ومسجلين في عداد الضحايا .
وكان صدام طلب امس عدم وضعه في قفص الاتهام واخراجه منه وقال وهو يحمل ورقة صفراء انه يطلب ألا يوضع في هذا القفص بعد الان. وقد حصلت مشادة بين صدام وبين القاضي الذي طلب من المتهمين عدم استخدام الالقاب السابقة للمتهمين ورتبهم ووظائفهم السابقة وعندما دعاه القاضي الى السكوت والتزام الهدوء واحترام اداب الجلسة رد صدام ان المحكمة غير مؤدبة .. واضاف انه لايشرفه حضورها وخاطب القاضي قائلا "لايشرفني ان اتكلم معك" فطلب القاضي اخراجه من القاعة معلقا "انا استغرب كيف يدعي صدام انه دكتوراه في القانون وهو لايعرف اصول المحاكمات" . وهنا أمر القاضي باخراجه من قاعة المحكمة فورا فاقتاده حراس الى خارجها. وكان القاضي الجديد قد طرد الرئيس المخلوع ايضا الاربعاء الماضي حين اعترض على تغيير رئيس المحكمة السابق عبد الله العامري .
المشتكي الاول
وقال المشتكي الاول في جلسة اليوم عاصي مصطفى احمد من مواليد 1955 ومن قرية زندانة في منطقة جمجمال بمحافظة السليمانية انه التحق بالخدمة العسكرية عام 1981 ثم اقتيد الى خط الحرب الاول مع صدام فتم اسره عام 1982 ونقلت السلطات الايرانية الى طهران ومنها الى معسكر حشمتية وبقي في ايران حتى انتهاء الحرب حيث اطلق سراحه في اب (اغسطس) عام 1990 وسلم الى الجيش العراقي ثم عاد الى السليمانية وهناك ابلغه اقاربه ان سكان قريته قد تم ترحيلهم منها ومع ذلك رجع الى قريته لكنه لم يجد زوجته واولاده الاربعة . واشار الى ان راجع ادارات رسمية وحزبية سائلا عن مصير عائلته لكن احدا لم يقدم له أي مساعدة . واوضح ان الصليب الاحمر الدولي ابلغه قبيل اطلاق سراحه من الاسر انه بامكانه اللجوء الى دولة ثالثة لكنه رفض ذلك وعاد الى بلده والى عائلته . واكد انه منذ ذلك الوقت لايعرف شيئا عن عائلته المفقودة منذ ذلك الوقت وقال انه يريد ان يسأل صدام اين ذهب بهم .
واضاف انه كتب طلبا الى ديوان رئاسة الجمهورية يسال عن عائلته فاجابه رئيس الديوان بكتاب رسمي بتاريخ 4/10/1990 انها فقدت خلال عمليات الانفال عام 1988 .. وطلب المشتكي البحث عن رفات افرادها .. وقال انه تزوج بعد ذلك ولديه الان ستة اولاد وقدم شكوى ضد صدام حسين . وقد شكك محام في صحة كتاب الرئاسة طاعنا به بالتزوير طالبا التحقق من صحته رسميا كما طعن في شهادة وفاة افراد عائلته .
المشتكي الثاني
واشار جبار عبد الله عزيز مواليد 1941 يسكن قرية طوبخانة في جمجمال التابعة للسليمانية وفي نيسان (ابريل) عام 1988 بدات القوات العراقية بقصف القرى لكن السكان هربوا متوجهين الى ناحية كرم وفي الطريق حصارتهم القوات واقتادتهم اليها وهناك فصلوا الشباب عن الاطفال والنساء والمسنين وكان بينهم واطلقوا هؤلاء بينما اقتادوا الشباب الى منطقة مجهولة . وقد غادر مع زوجته واولاده الثلاثة متوجهين الى جمجمال وهناك اشترى ارضا وبنى دارا صغيرة عليها . واشار الى ان السلطات صادرت مواشيه التي حملت على اربع شاحنات واعتقلت بعد ذلك ابنه واخوته الاربعة حيث فقد اثرهم ولايعرف مصيرهم لحد الان . قدم الشكوى ضد صدام حسين وعلي المجيد طالبا التعويض عن مصادرة املاكه واعادة رفات ابنه واخوته الى قريته . وقدم الادعاء العام وثيقة تؤكد فقدان المشتكي لولده واخوته وهي عبارة عن خطاب رسمي يضم اكثر من 300 اسما من المعتقلين بينهم المفقودين الخمسة .
المشتكية الثالثة
وقالت المشتكية الثالثة وهي امينة احمد علي "أنا من بلدة كشكا التابعة لمدينة السليمانية.. في ربيع 1988 قصفت قريتنا لعدة مرات من قبل طائرات صدام نوع هليكوبتر..وعلى أثر ذلك توفي عدد من سكان قريتنا.." وذكرت أسماء عدد منهم. واضافت "وبعد ذلك تعرضت قريتنا للقصف الجوي وسمعنا أن قريتنا سيتم هدمها..وعلى أثر ذلك قمنا بالهرب إلى منطقة قادركرم..أما الشباب الذين كان عددهم 105 فلم يأتوا معنا.. بقينا يومين في قادر كرم حيث قاموا خلالها بهدم قريتنا..ذلك واضح لأن قريتنا تقع على بعد مسافة صغيرة من قادر كرم وشاهدت بعيني هدمها.." وقالت "بعد ذلك سمعنا أن صدام أصدر عفوا، فذهب عدد من المسنين من قريتنا إلى المكان حيث يختبئ فيه الشباب من قريتنا.." .. "بعد ذلك نقل المسنين أولاد قريتنا من الشباب وسلموهم للحكومة في مكان قريب من قرية "اليوا".. لم يكن لديهم فرصة للهرب..وهكذا قامت السلطات بنقلهم إلى جهة مجهولة..بعدها نقلونا ووضعونا في العراء قرب بلدة جمجمال .. وفي المساء ذهب زوجي وحمل معه قطعة من النايلون لحمايتنا من المطر الذي بقي يهطل حتى الصباح التالي." .. ثم بنينا غرفة صغيرة وهناك توفي والدها وابن اخيها .. كما اعتقلت السلطات اخوتها الخمسة وكذلك ابن زوجه ذكرت اسماءهم اضافة الى عدد كبير من اقاربها بينهم اولاد خالها وعمها وخالتها ولم ترهم بعد ذلك حيث سجلوا كمفقودين .
وقدمت " باكية "شكوى ضد صدام والمجيد وتعويضا عما لحق بها من اضرار .. فيما قدم الادعاء العام وثائق رسمية صادرة عن النظام السابق تؤكد اعتقال الاشخاص التي ذكرتها المشتكية .
المشتكية الرابعة
وقالت المشتكية الرابعة ثمينة حميد نوري وتسكن قادر كرم بمحافظة السليمانية كنا في ربيع عام 1988 تقصف يوميا قريتهم بالمدفعية وفي احد الايام اشتركت طائرة بالقصف فقتلت ثلاثة اشخاص فهرب السكان الى مناطق مجاورة لكنهم وجدوا القوات العراقية تحاصرها فاعتقلتهم واقتادتهم الى بلدة طوزباوة حيث احتجزوا هناك .. وبعد ثلاثة ايام اقتادوا الاطفال الى الخارج وقاموا بضربهم وكان بينهم ولدها وعمره ثلاث سنوات .. ثم فصلوا الشباب عن النساء وامسنين والاطفال حيث نقل هؤلاء الى معسكر منطقة دبس حيث احتجزوا فيه حيث توفى نساء واطفال هناك بينهم ابنها . وبعد خمسة اشهر ونصف الشهر صدر عفو رئاسي حيث تم اطلاق سراح النساء والاطفال ونقلوا الى السليمانية ثم الى مناطقهم التي عادوا اليها .. وقدمت قائمة باسماء ضحايا قريتها . وقالت ان السلطات اعتقلت ثلاثة من اشقائها اضافة الى شقيقتها صبرية اضافة الى زوجها واثنين من خوالها ومنذ ذلك الوقت لم يعرف عنهم شيء لحد الان . وقد عرض المدعي العام وثائق رسمية تؤكد صحة فقدان اقارب المشتكية .
المشتكي الخامس
وقال المشتكي احمد عصمان كريم من مواليد 1927 يسكن قرية قشقة بمنطقة قادر كرم التابعة الى محافظة السليمانية حين بدا الجيش العراقي عام 1988 قصف قراهم فهربوا الى قادر كرم حيث قام الجيش بعزل الشباب عن البقية ثم اقتادوهم الى كركوك . وأضاف "في قادر كرم تم عزل النساء والأطفال عن الرجال.. وكان في المنطقة وحدات من الجيش العراقي.. بعد ذلك نقلوا الشباب إلى محافظة كركوك.. وبقينا نحن في قادر كرم.. فاتني أن أذكر أنه قبل ترك قريتنا قتل الجيش العرقي بقتل أخي مهدي ..وقصف الطيران قريتنا وقتل أحد أبناء أشقائي أيضا..وبعدها دمر الجيش قريتنا.." وطلب التعويض عما أصابه من فقدان لأفراد عائلته مشتكيا على صدام حسين وعلي حسن المجيد.
المشتكية السادسة
مهدية علي كريم كانت المشتكية السادسة في جلسة اليوم فقالت انها كانت تسكن قرية في منطقة جمجمال حين قام الجيش العراقي في نيسان عام 1988 بانزال جوي على منطقة جبل امام ذنون كما قصف قريتها بالمدفعية لساعات عدة قامت بعدها باقتحامها وحرقها وهم هربوا الى بلدة قادر كرم حيث اعتقلتهم السلطات وفصلت الرجال عن النساء والاطفال وتم اخلاء سبيل هؤلاء وبقي الرجال وبينهم زوجها وشقيقيها وشقيق زوجها وابناء خالها الثلاثة وابناء خالتها الثلاثة وثلاثة من ابناء خالتها الاخرى وازواج شقيقاتها الثلاث اضافة الى اولاد شقيقتها الثلاثة الذين توفوا في السجن . واكدت انه لم يعرف عن المعتقلين شيئا منذ ذلك الوقت حيث قتلهم صدام. وقدم الادعاء العام وثيقة من الاستخبارات صادرة عام 1988 تؤكد اعتقال الاشخاص الذين ذكرتهم المشتكية ضمن قائمة طويلة من المعتقلين.
المشتكية السابعة
وقالت المشتكية السابعة وهي امينة حسن فرج ان القوات العراقية دخلت قريتها قولباج في 11 نيسان 1988 واقتادت السكان الى منطقة طوب زاوة ثم الى معسكر دبس وبينهم افراد عائلتها واقاربها حيث بقوا محتجزين فيه لستة اشهر حيث انجبت طفلا هناك .. بعدها نقلوا الى مدينة تكريت لمدة 11 يوما واحتجزوا بسجن فيها . واشارت الى ان اشقائها وزوجها وعمها وزوجة خالها فقدوا منذ ذلك الحين ولايعرف عنهم شيء حيث سجلوا مفقودين . واشتكت على صدام حسين واعوانه وطلبت تعويضا عن الاضرار التي لحقت بها . وقد قدم رئيس الادعاء وثيقة رسمية صادرة عن قيادة قوات حماية النفط تؤكد اعتقال الاشخاص الذين ذكرتهم المشتكية .
مقاطعة هيئة الدفاع للمحاكمة
وقد قاطعت هيئة الدفاع عن المتهمين جلسة ال لليوم الثاني على التوالي وقال خليل الدليمي رئيسها ان هيئة الدفاع قررت تعليق حضورها جلسات المحكمة وذلك بسبب وجود القاضي الجديد. واضاف "اننا نعد هذه المحكمة تفتقر الى الحيادية والنزاهة من بداية تأسيسها ولكنها ازدادت سوءا بسبب مجيء القاضي الجديد". واشار الى "ان التدخلات المباشرة من قبل الحكومة منذ انشاء هذه المحكمة يفقدها موضوعيتها واستقلاليتها في النظر في مثل هذه القضية لاسيما وانها ستقرر مصير الشعب ومصير شعوب المنطقة". وقد عينت المحكمة محامين منتدبين للدفاع عن المتهمين الذين رفضوا التعاون معهم طالبين منحهم الحق في اختيار محامين بانفسهم .
المتهمون والتهم في قضية الانفال
والمتهمون الستة الاخرين بالاضافة الى صدام حسين هم علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية وسلطان هاشم احمد وزير الدفاع السابق وصابر عبد العزيز الدوري رئيس المخابرات العسكرية وحسين رشيد رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي السابق وطاهر توفيق العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال وفرحان مطلك الجبوري الذي كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشمالية. ويواجه صدام والمجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية فيما يواجه المتهمون الآخرون تهما بارتكاب جرائم حرب ويدفع هؤلاء بأن حملة الانفال رد شرعي على قتال الأكراد العراقيين الى جانب إيران ضد بغداد في الحرب بين البلدين بين عامي 1980 و1988.
ويتهم الاكراد القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الاعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر والتي يقولون ان اكثر من 180 الف شخص قتلوا خلالها فيما نزح عشرات الالاف. وتركزت إفادات شهود العيان الستة خلال الجلسات السابقة على حجم المعاناة التي خلفها استخدام الجيش العراقي لأسلحة "كيمائية" على المدنيين خلال حملة الانفال العسكرية حيث أبلغ قرويون أكراد المحكمة كيف أن عائلات قضت نحبها بعد ان قامت طائرات بقصف القرى الجبلية بأسلحة كيماوية.
وتجري محاكمة الانفال هذه في وقت يواصل قضاة اخرين مشاورات لإصدار حكمهم في القضية الاخرى التي تتعلق بقتل 148 عراقيا من بلدة الدجيل شمال بغداد بعد نجاة صدام من محاولة لاغتياله فيها عام 1982. ومن المقررأن تعلن المحكمة أحكامها النهائية في قضية الدجيل في السادس عشر من الشهر المقبل .
وقد سميت الحملة " الأنفال" نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم . و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب ، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة . استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 من السورة: " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ".