السنيورة أمام اختبار أوروبي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اندريه مهاوج من باريس: يلقي رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة اليوم كلمة امام البرلمان الاوروبي في مدينة ستراسبورغ يركز فيها على الوضع الاقتصادي والمساعدات الدولية للبنان والخطوط العريضة لمؤتمر بيروت - 1.
وقبل مغادرته بيروت اعلن السنيورة انه سيتحدث عما عاناه لبنان ولا يزال يعانيه بسبب الاجتياح الاسرائيلي والحصار الذي فرضته اسرائيل وسيحدد المسارات الاساسية التي يخوضها لبنان لمعالجة تداعيات الحرب.
ويرافق السنيورة وفد يضم عدداً من الوزراء في هذه الزيارة التي تاتي تلبية لدعوة من البرلمان الاوروبي على ان ينتقل بعد ذلك الى برلين للقاء المستشارة الالمانية انغيلا ميركل لشكرها على مساهمة بلادها في القوات الدولية في لبنان وعلى المساعدات التقنية التي تقدمها لمراقبة المرافئ والمعابر فيه.
واعتبر السنيورة ان دعوته الى البرلمان الاوروبي تشكل فرصة نادرة تتاح للبنان ليعبر عن وجهة نظره ومطالبه امام هذا البرلمان الواسع الذي يتمثل فيه جميع الافرقاء والاحزاب الاوروبيين، وستكون ايضاً مناسبة للاجتماع بعدد من المسؤولين في البرلمان". واضاف السنيورة في حديثه ردا عما اذا كانت الحكومة هي في مواجهة "حزب الله" كما لمح وزير الخارجية الفرنسي بدعوته الى دعم الحكومة في مواجهة الحزب "لسنا في مواجهة، نحن هنا لنتعاون مع الجميع، "حزب الله" حزب لبناني وممثل في مجلسي النواب والوزراء، ونحن نتعاون معه، ولكن ضمن المسلمات التي وضعناها والتي وافقنا عليها جميعا".
هذا وينتظر ان تشكل الجلسة في البرلمان الاوروبي امتحانا للسنيورة وان تشهد مناقشات ساخنة وان يخضع السنيورة لسلسلة اسئلة تتعلق بسياسة حكومته وتعاطيها مع المستجدات وسبل افاق المساعدات الدولية وبرامج اعادة الاعمار هذا طبعا الى جانب الشق السياسي المتعلق بالقرار 1701 ومهمة الجيش اللبناني وقوة اليونيفيل المعززة في جنوب لبنان ومصير سلاح حزب الله والسلام مع اسرائيل.
وتوقعت مصادر في البرلمان الاوروبي ان تشكل زيارة السنيورة مناسبة للجدل السياسي بين نواب اليمين واليسار الاوروبي بشان السياسة التي اعتمدها الاتحاد خلال الحرب بين اسرائيل وحزب الله وما تعتبره احزاب اليمين تغطية اوروبية للعملية الاسرائيلية خصوصا في ايامها الاولى . ولكن مهمة السنيورة لن تكون على أي حال سهلة خصوصا انها تاتي في جو من الانقسام الداخلي ووسط تصاعد مطالبة حزب الله والعماد ميشال عون باستقالة الحكومة في الوقت الذي برز فيه جدل جديد حول مشاركة لبنان في قمة الفرانكوفونية . وهذا ما يعطي انطباعا لدى الاوروببين عن الانقسام الحاصل بين اركان السلطة والخيارات السياسية الرئيسية المتضاربة بين الغالبية النيابية والمعارضين لها وهذا ما يضعف موقف السنيورة امام اركان المجتمع الدولي خصوصا ان حزب الله اظهر خلال مهرجان النصر الاخير انه لا يزال قوة رئيسية في البلاد وان خياراتها التي اعن عنها السيد حسن نصرالله لناحية الاحتفاظ بالسلاح او التعامل مع الحكومة او اللاسم مع اسرائيل او العلاقة مع سوريا وايران كلها مواقف لا تطمئن الغرب فيما تبدو حكومة السنيورة غير قادرة على حسم الموقف .
الاوروبيون يريدون ايضا من رئيس الحكومة اللبنانية تطمينات بشان سياستها الامنية في جنوب لبنان والضمانات لسلامة القوات الدولية كما يريدون الاطلاع منه على الضمانات من اجل حسن استخدام هذه المساعدات .
وسئل هل الحكومة هي في مواجهة "حزب الله" كما لمح وزير الخارجية الفرنسي بدعوته الى دعم الحكومة في مواجهة الحزب اجاب "لسنا في مواجهة، نحن هنا لنتعاون مع الجميع، "حزب الله" حزب لبناني وممثل في مجلسي النواب والوزراء، ونحن نتعاون معه، ولكن ضمن المسلمات التي وضعناها والتي وافقنا عليها جميعا. لقد كان لـ"حزب الله" انجاز كبير في تحقيق الانسحاب الاسرائيلي عام 2000، وكان له جهد في صد العدوان الاسرائيلي ومنع اسرائيل من تحقيق نجاح في اجتياحها للبنان، وهذا الجهد كان ايضا حصيلة هذا الصمود الرائع للبنانيين، واحتضانهم اشقاءهم النازحين، وكذلك نتيجة العمل الديبلوماسي والسياسي الباهر الذي قامت به الحكومة والذي ادى الى انسحاب اسرائيل اليوم من الاراضي التي احتلتها حديثا.
نحن لسنا في مواجهة، نحن نتعاون، ولكننا نريد ان نصل الى النقاط التي وافق عليها "حزب الله" والحكومة والقمة الروحية والمجتمع العربي والاسلامي والدولي وهي الممثلة بالنقاط السبع والتي تؤدي الى جعل الدولة صاحبة السلطة الوحيدة والا يكون هناك سلاح آخر وان تكون اسرائيل قد انسحبت من مزارع شبعا واعادت المحتجزين وخرائط الالغام التي زرعتها، وان يكون لبنان ملتزما اتفاق الهدنة".