العراق: الدستور حكم في تهديدات الأكراد بالإنفصال

الحكومة العراقية تحدد 28 منفذا مراقبا للدخول الى بغداد
الدستور حكم في تهديدات الأكراد بالإنفصال

أسامة مهدي من لندن : اكد الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية الدكتور علي الباغ ان الدستور العراقي هو الحكم في التهديدات التي اطلقها رئيس وزراء اقليم كردستان نجيرفان بارزاني بالانفصال وقال ان مجلس الوزراء العراقي قرر في اجتماع له اليوم تحديد 28 منفذا للدخول الى العاصمة بغداد متوقعا حصول اختناقات مرورية واشار الى ترحيب العراق بؤتمر القيادات الدينية العراقية المقرر عقده في مكة المكرمة منتصف شهر رمضان الحالي من اجل المصالحة ووقف الاقتتال الداخلي .. في وقت اعلنت مصادر أمنية اعتقال اعتقال امير مجلس شورى المجاهدين ومساعده في مدينة الموصل الشمالية .

وردا على سؤال حول تهديدات بارزاني امس بالانفصال قال الدباغ في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم ان الحكومة غير راغبة بالرد على ذلك عبر وسائل الاعلام لان هناك قنوات رسمية لمثل هذا الرد . وشدد على ان الدستور العراقي هو الحكم في العلاقة بين الحكومة الاتحادية والاقاليم والمحافظات . وهددت حكومة اقليم كردستان بالانفصال ما لم تسحب الحكومة العراقية المركزية مطالبها بأن يكون لها رأي في تطوير موارد النفط في مناطقها الشمالية. وفي رد شديد اللهجة على تصريحات لوزير النفط العراقي حسين الشهرستاني قال بارزاني انه يشعر "بالاستياء" إزاء تصريحات الوزير واتهمه بمحاول "تخريب" الاستثمار الاجنبي في النفط الكردي . واضاف في بيان على موقعه الرسمي على الانترنت ان "شعب كردستان" اختار ان يكون في اتحاد طوعي مع العراق على اساس الدستور. واكد انه اذا رفض الوزراء في بغداد الالتزام بهذا الدستور فان "شعب كردستان" يحتفظ بالحق في اعادة النظر في خياره.

وعما اذا كانت زيارة وفد من البرلمان التركي الى مدينة كركوك العراقية الشمالية خلال اليومين الماضيين للاطلاع على الاوضاع فيها يعتبر تدخلا في الشؤون العراقية اشار الدباغ الى ان الحكومة العراقية ترحب بكل وفد يرغب بزيارة العراق للاطلاع على الاوضاع فيه لكنها لاتسمح لاي جهة بالتخل في شؤون البلاد الداخلية مشيرا الى انها تتفهم وجود اهتمامات اقليمية ودولية بالشأن العراقي .
وحول مؤتمر القيادات الدينية بمكة الذي تنظمه منظمة المؤتمر الاسلامي يومي السابع والثامن من الشهر المقبل اوضح الدباغ ان الحكومة لم تتلق دعوة رسمية لحضوره لكنها ترحب باي جهود عربية او اسلامية او دولية للمساعدة على تحسين الاوضاع في العراق . وكانت الهيئات الشيعية والسنية العراقية قد رحبت امس بالمؤتمر واكدت مشاركتها فيه من اجل المصالحة ومحاولة ايقاف الاقتتال الداخلي .

وقال ان الحكومة اتخذت قرارا اليوم بتحديد 28 منفذا للدخول الى بغداد مشيرا الى ان هذه المنفذ ستكون محكومة بموانع طبيعية واخرى اصطناعية اقامتها وزارة الدفاع لمراقبة لمراقبة التحركات حول العاصمة . وتوقع حصول اختناقات مرورية كبيرة وتأخيرا في الوصول الى بغداد لكنه دعا المواطنين الى التعاون والصبر موضحا ان هذا الاجراء يستهدف حماية ارواحهم .
وعن موعد بدء المرحلة الثالثة من خطة امن بغداد واسباب تزايد العمليات الارهابية فيها اشار الدباغ الى ان بغداد مستهدفة من قبل الارهابيين اكثر من غيرها بسبب ثقلها السياسي . واضاف ان الارهابيين من خلال عملياتهم في العاصمة يسعون لايصال رسائل سياسية الى الداخل والخارج . واوضح ان هذه الخطة الامنية مستمرة ولم تنتهي فصولها وهناك استعدادات لبدء مرحلة جديدة منها . وقال ان المالكي اجتمع برؤساء عشائر الانبار امس لبحث الاوضاع في المحافظة مؤكدا دعم الحكومة لكل جهود شعبية ترمي الى التصدي للارهابيين .

وفي وقت سابق اليوم قال بيان رسمي ان القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي قد اجتمع بمكتبه مع وزراء الدفاع والداخلية والأمن الوطني ورئيس هيئة الأركان المشتركة وقادة الفرق العسكرية وبحث معهم تطورات الوضع الأمني ومناقشة المشاكل الأمنية التي تواجهها القوات المسلحة في وزارتي الدفاع والداخلية ووضع السبل الصحيحة التي من شأنها النهوض بالواقع الأمني وتحسين مستوى الفعاليات العسكرية التي ينفذها أبطالنا في القوات المسلحة لتحقيق الأمن والإستقرار ومحاربة قوى الشر والإرهاب.

واشار الى ان رئيس الوزراء قد شدد على ضرورة تأمين الحماية للمواطنين من قبل الأجهزة الأمنية بالتحديد "وأثنى على الدور الكبير الذي يؤديه أبناء القوات المسلحة في التصدي للعناصر الإرهابية والتكفيرية التي تحاول إعاقة المسيرة الديمقراطية للعراق الجديد" .

واضاف الدباغ في مؤتمره الصحافي ان مجلس الوزراء رفع قرارا الى مجلس النواب للموافقة عليه باستحداث وزارة للمراة بدلا من وزارة الدولة لشؤون المراة الحالية . وقال ان العراق سيبدأ التوقيت الشتوي في الاول من الشهر المقبل بتقديم الوقت ساعة واحدة . ونفى تقارير اشارت الى منح وزارة المالية قروضا مقدارها 20 مليون دينار عراقي لكل واحد من اعضاء مجلس النواب البالغين 275 عضوا موضحا ان هناك قروض ميسرة لكل موظف في الدولة مقدرها ثلاثة ملايين لكل موظف .

ومن جهة اخرى اعلنت مصادر أمنية عراقية اليوم اعتقال اعتقال امير مجلس شورى المجاهدين ومساعده في الموصل شمالي بغداد.
وأوضح مصدر مسرول بغرفة العمليات في قيادة شرطة محافظة نينوى ان "دورية من الجيش العراقي القت القبض أمس الاربعاء على محمود يحيى الملقب ب "ابو حذيفة" وهو امير مجلس شورى المجاهدين في الموصل وعلى مساعده محمد محمود والملقب ب "ابو عبد الرحمن". وأضاف ان عملية الاعتقال تمت في منطقة خزرج غرب مدينة الموصل اثناء عمليات تفتيش ومداهمة.
ومجلس شورى المجاهدين في العراق هو تجمع لعدد من الجماعات العراقية المسلحة تأسس في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي وتم اختيار الشيخ عبدالله رشيد البغدادي اميرا له. ويضم المجلس في تشكيلته : تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين، جيش الطائفة المنصورة، سرايا أنصار التوحيد، سرايا الجهاد الإسلامي، سرايا الغرباء، كتائب الأهوال وجيش أهل السنة والجماعة الذي انضم للمجلس بعد تشكيله بأسبوعين.